خليل نصرالله
فجر الزلزال الفاجعة حضرت دمشق الرسمية باجتماع طارئ ترأسه رئيس البلاد د. بشار الأسد. تقييم أولي وصدرت التوجيهات لمختلف الوزارات للتوجه بكافة مقدراتها نحو الشمال الغربي، حيث المناطق المنكوبة. تابعت دمشق الرسمية اتصالاتها مع مختلف الدول الصديقة. وعبرت عن حجم ما تواجهه علنا. وفعلا، بدأت المساعدات العينية والاغاثة تتوافد عبر مطاري دمشق وحلب، وأخرى تعبر الحدود من العراق ولبنان.
العارفون بواقع الأمور في العاصمة السورية، يعلمون أن خلية نحل يقودها رئيس البلاد لم تتوقف، وهو ما يجب فعله لمواجهة الكارثة. أيام قليلة، يوم الجمعة تحديدا، يظهر الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، ويجول على الأحياء المنكوبة ويعاين الأضرار ويعطي التوجيهات، كما أجرى سلسلة زيارات للعديد من المستشفيات واطلع على أحوال الجرحى، وزار مراكز إيواء وغرف العمليات. الجولة استمرت يوم السبت حيث انتقل إلى اللاذقية ومن ثم الى جبلة.
توازيا، كانت وسائل اعلام معادية، بعضها يتبع دولا متورطة بالدم السوري، بل وتغذي الارهاب، تطلق حملة شعواء عنوانها الأسد يبتسم. بداية، يتضح أن الذين ساروا بهذه الحملة، عمدوا إلى التعمية على واقع الزيارة، وليخدموا توجهاتهم، غير البريئة، عمدوا إلى تحريف صور، ليظهروا ابتسامة للرئيس السوري، ويبنوا عليها جزءا من حملتهم تحت عناوين مختلفة. مختلف الذين ساروا في الحملة، وهم معرفون طوال الأعوام الماضية بتزوير الحقائق واستغلال دم السوريين، أكثرهم ممن يقيم في أنقرة. وهم ممن يؤمن المادة، بغض النظر عن صدقيتها لقنوات اعلامية عريقة لتبني عليها سياساتها أو تضعها بتصرف السياسات التي تخدمها اعلاميا لتأنيب الرأي العام ضد دمشق.
بالتوازي مع حملة “الصورة المفبركة”، كانت وسائل الاعلام تلك تدمج بين ما خلفه الزلزال الفاجعة وآثار الحرب، محملة المسؤولية للدولة السورية ورئيسها، ضمن ذات العناوين التي عهدناها سابقا. في الحقيقة، إن تلك الحملة وإذ تخدم توجهات محددة للتحريض ضد دمشق، لم تنجح في تعمية الحقائق، وهو ما يمكن فهمه من خلال ردود الفعل العالمية، ودعوات لدول عدة لكسر الحصار عن دمشق، أو تحصيل استثناءات من تبعات العقوبات الأميركية تحديدا. بغض النظر عن حقيقة تلك الاستثناءات.
نجح هؤلاء في “تزوير الصورة” الخاصة بالرئيس الأسد، لكنهم فشلوا في تزوير الحقائق، فبقي الرئيس الأسد بين شعبه، وهم ما زال يتقوقعون خلف الأجندات الهدامة. من حيث لا يفقه هؤلاء، أو يفقهون، فإن حملاتهم التي أريد لها أن تمس شيئا من الإغاثة، قدّمت صورة عن حجم الهوّة التي وقعوا فيها أمام الرأي العام، الذي لم يتردد في تكثيف حملات الاغاثة، سواء داخل سوريا نفسها، أو حتى تلك التي تعبر الحدود من بلدان مجاورة، أو التي تنقل عبر طائرات تحط في دمشق وبيروت.
يبقى القول، إن حملات التزوير عملت على التعمية على مواقف المجموعات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” الإرهابية، التي تتحكم برقاب السوريين حيث تسيطر، التي منعت ولا زالت قوافل المساعدات من الوصول إلى المحتاجين في مناطق سيطرتها والتي أعدتها الدولة السورية في دمشق. كذلك منع فرق إغاثة من ايران وغيرها من دخول المنطقة. في المحصلة، إن الرئيس السوري بشار الأسد الذي واجه الحرب على بلده وتحمل مع الجيش وشعب تبعاتها، لن يتخلى عن مسؤولياته في ظل هذه الفاجعة. فيما من يشنون تلك الحملات يتهاوون، والمستقبل القريب سوف يبين حجم الدرك الأسفل الذي وصلوا إليه.