القرض الحسن: عادت أيام العزّ

لطيفة الحسيني

الحملة المُغرضة على جمعية “القرض الحسن” لا تتوقّف. انسجامًا مع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها قبل 16 سنة، تسير بعض الأصوات الداخلية في تبنّي هذه السياسة، تُهمل إنجازاتها وأدوارها الإيجابية في المِحنة الاقتصادية المتواصلة منذ عام 2019، تغْفل عن مصائب اللبنانيين ومن شارك في سرقة ودائعهم، فتُحمّل حزب الله ومؤسّساته المسؤولية الكاملة عمّا يمرّ به البلد.

في فروع “القرض الحسن” لا صوْت يعلو فوق صوت خدمة الناس. كاليوم الأول لانطلاق عملها في الثمانينيات، العزيمة حاضرة  والهدف واضحٌ: تيسير شؤون المواطنين الحياتية وتعزيز روح التعاون والتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.

لا يُعير المعنيون في الجمعية اهتمامًا لكلّ الهراء الذي يُبثّ عبر منابر أنظمة الخليج والولايات المتحدة أو الأبواق المحلية التي تخدمها. الملفّات المُقدّمة إلى إدارات “القرض الحسن” للاستفادة من مشاريعها أو صندوق التيسير فيها لدعم المهن والحرف تشغل هؤلاء عن سماع “الجعجعة” الدائرة على الدوام.

إزاء ذلك، يؤكد المدير العام لجمعية مؤسّسة “القرض الحسن” عادل منصور لموقع “العهد” الإخباري عدم “الاكتراث لكلّ الكلام المُسيء الذي يوجّه إلينا”، ويقول “العقوبات الأمريكية مفروضة على الجمعية منذ عام 2007، غير أنها لم تستطع التأثير على عملها ولا على أفرادها، فهي تتطوّر يومًا بعد يوم”، ويضيف “عام 2007 كان للجمعية 9 فروع، اليوم وصل العدد الى 34 فرعًا، والأمر ينسحب حكمًا على حجم العمليات وقيمة القروض، حدّث ولا حرج”.

القرض الحسن: عادت أيام العزّ

ويذكّر منصور عبر “العهد” بأن “المؤسسة هي جمعية اجتماعية خيرية وليست مصرفًا، جلّ عملها أنها تستقطب المُساهمات من أصحاب الخير وتوظّفها كقروض للناس التي تحتاجها.. هذا واقع عملها ردًا على محاولات شيطنتها”.

وإذ يكشف أن الإقبال على قروض الجمعية عالٍ جدًا ومن كلّ المناطق، يُشير الى أن “نظامها المالي يمنح قروضًا لكلّ الناس مهما كانت طائفتهم: مسيحي، سني، شيعي، درزي، أي من جميع الأطياف، وصولًا الى غير اللبنانيين أو المُقيمين على الأراضي اللبنانية”.

وبلغة الأرقام، يُبيّن منصور أن “عدد قروض الجمعية قارب في سنة 2019 وحدها الـ200 ألف قرض بقيمة تفوق نصف المليار دولار، فيما وصل عدد قروض عام 2022  الى ما يزيد عن 150 ألفًا”.

ويوضح أيضًا أنه “منذ إطلاق قرض الطاقة الشمسية في شهر رمضان الماضي 2022، بلغت القروض الممنوحة ما يُقارب الـ20 ألف قرض، بينما فاقت قروض تيسير الأعمال لدعم المهن والحرف المصروفة الـ3000 قرض”.

وللحاقدين على الجمعية ونشاطها رسالة قد تُضاعف غضبهم. منصور يصف المرحلة الحالية بالقول إن “الجمعية تجاوزت التأثير السلبي للأزمة الاقتصادية والأمور عادت الى أيام العزّ بنسبة عالية كما كنّا قبل الـ2019”.

وبحسب منصور، الإقبال الشعبي على قروض الطاقة الشمسية كبير، ويمكن تقدير نسبة المُستفيدين من غير البيئة الشيعية بنحو 20%، على الرغم من أن الاستمارة الخاصة بتقديم الطلبات لا تتضمّن مذهب المُقترض، ما يؤكد أن لا تمييز بين أحد.

ويردف “لدينا اليوم فروع في صيدا وفي مناطق مُختلطة وفي زقاق البلاط والنويري”، ويعلن “أننا نعمل على افتتاح فروع جديدة في مناطق مُختلفة، بعد الفرعيْن الأخيريْن في سوق الغرب وقانا”، خاتمًا “نحاول أن نكون حاضرين حيث يُمكن خاصة في ظلّ مُطالبات المواطنين بفتح فروعٍ إضافية”.