أقامت حركة أمل اقليم جبل عامل حفل إطلاق المجموعة القصصية الأولى للناشئة عن الإمام الصدر تحت عنوان ” سبحان من أعزّنا بك” للكاتبة مريم قنديل وذلك في قاعة مجمع الخضرا الديني في صور، بحضور عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس، المسؤول التنظيمي لحركة أمل في إقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل وعدد من أعضاء قيادة الإقليم والقيادات الحركية ورجال الدين والفعاليات التربوية والبلدية والاجتماعية والثقافية ومدعوين.
قدّم الحفل المسؤول الإعلامي للإقليم علوان شرف الدين، ثم كانت كلمة للكاتبة مريم قنديل جاء فيها: “قمرُ صور، وكوكبُها الدريُّ المتوقّد.. سيدُ المدائن، وإمامُها الأمجد.. معشوقُها، وحبيبُنا الأوحد
الأكثرُ حضوراً رغم سنواتٍ أربعٍ وأربعين من تغييبٍ وخطفٍ وإخفاءٍ وسجنٍ وبُعدٍ وحنين القائد العائد إن شاء الله السيد موسى الصدر”
وتابعت:” سيدي، قد كتبتُ لك في المرة السابقة أني لا أدري كيف تجرّأت وعلى هذه الخطوة أقدمت!
واليوم أسألك، يا محبوبي أتقبلُ عُذري وأنا عنك كثيراً تأخرت، أتقبلُ عمري وأعلمُ أني إن أهديتك العمر
أكون قصّرت، أترضى بقهري! ولا تعود! وأنا مُذ غيبوك لعودتك انتظرت! أتقبلُ عذري، وأنا من غير فكرك ما نهلت وغير نهجك ما اتبعت وكي أليق باسمك كم سعيتُ وكم تعبت، حتى عندما عنك كتبت
أنا من بكَ يا سيدي ارتقيت
فسبحان من أعزّنا بك”..
وأكملت:” إن كان الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يربّي عباده، تلى عليهم القصص القرآنية لتكون عبرةً لأولي الألباب، فهل أجمل من القصص نربّي بها أولادنا؟
وهل أجملُ منك بطلاً لقصص أنت صنعت مشاريعها ونحن قطفنا ثمارها؟ فكنتَ أنتَ قمرَ صور الذي التقطتْ من ضيائه نجوماً عائلاتٍ أذلها التسول وفقر الحال، فاغتنت بكَ واستعادت كرامتها الإنسانية التي لأجلها سعيتَ وجاهدت!
وكنت أنت من مكّن المرأة في صور من خلال بيت الفتاة ومعهد التمريض، فتغيّر حالُ بائعةِ الوردِ وملاك الرحمة!
وكنت أنت أب الأيتام العطوف الرؤوف الذي بنى للأيتام مبرة وجالسهم وضحك معهم ومسح عنهم القهر واليتم فأخذوا على نفسهم عهداً للإمام أن لا يتركوا الأيتام..
وكنتَ أنت ماردَ الثلج في اليمونة الذي لم يكسر حصار الثلج بحضوره، بل حاصر قلوب أهلها بالحب والعطف الأبوي النبوي جيلاً بعد جيل..
وكنتَ أنت من تباهت به مرجة رأس العين في بعلبك فأهدتك ساحتها لقَسم لو تعلمون عظيم!
وكنت أنت ذاك الذي قال أنا لست الحسين أنا ذرة من تراب الحسين أفتش عن طريق الحسين وأمشي، فحمل الوصية الأولى أن كونوا مؤمنين حسينيين، وعلّمنا أن المقاومة واجبٌ كالصلاة وليست ترفاً فكرياً، وكنت أنت الرسالي الذي نفاخر الجمعيات الكشفية بصورته على بدلاتنا، ونعتبر المخيم الكشفي أسلوب حياة..
وكنت أنت يا سيدي الذي خاطبتهُ في هذه القصص الثمانية من مجموعة “سبحان من أعزّنا بك” ، على أمل أن تكون هذه المجموعة القصصية الأولى للناشئة أول درجات السمو إليك ولا تكون الأخيرة..
ولأن الخطوة الأولى تكون الأصعب، ولأن الكتابة لا يجب أن تكون عبثية، ولأن كل حرف يكتب سنسأل عنه يوم القيامة، ولأن فكر الإمام ونهجه بحرٌ لا حدود له، ولأننا ما زلنا نقف في هذا المد الفكري على مقربة من الشاطىء نتعلم الغوص، كان لا بدَّ من عدة أمور:
– وضع خطة منهجية متعلقة بأهم المشاريع التي قام بها الإمام وبعض الأحداث المهمة والمؤثرة
– اختيار الموضوعات الأكثر جذباً والتي يمكن تحويلها إلى قصص للناشئة
– الكتابة بعاطفة المحب لا تُلغي وجوب الصدق، وعدم المبالغة، والاعتماد على الوقائع المعروفة والاحداث الموثقة
– توثيق المشاريع بالتاريخ والمكان وما قاله الإمام عن كل مشروع
– إدخال الأبعاد التربوية والإجتماعية والدينية في القصص إلى جانب البعد التاريخي التوثيقي
– اعتماد أسلوب كتابة ومفردات تناسب الفئة المستهدفة في اللغة العربية والترجمة إلى الإنكليزية والفرنسية.
– ولأن الله سبحانه وتعالى يحب من يعمل عملاً أن يتقنه، كان لا بُدَّ من استشارة أصحاب الاختصاص في مختلف المجالات والوقوف عند رأيهم وملاحظاتهم.
– وبالحديث عن أصحاب الإختصاص، ومنذ تكوّن الفكرة، كانت الأخت العزيزة إسراء سكيكي جزءاً لا يتجزأ من هذا العمل، وأعطت كل ما لديها من حبّ وموهبة ومهارة في الرسم والتصميم والإشراف الفني واختيار الرسامة المساعدة العزيزة فاطمة كوراني ليخرج العمل بالصورة التي بين أيديكم، والتي خولتنا تسجيل الأثر الادبي والفني في دائرة حماية الملكية الفكرية في وزارة الإقتصاد.
وبعد كل ما ذكر، وصحيح أنّ الإمام للكل، إلا أن عملاً كهذا لا يمكن أن يخرج للنور دون المتابعة التفصيلية مع عائلة الإمام ومركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات منذ الكتابة الأولى مروراً بكل الملاحظات والرسومات والتصميم والإخراج حتى كتابة التقديم ورعاية حفل الإطلاق الأول في بيروت.
لن أطيل عليكم.. كانت فكرة القصص حلماً سعيت لتحقيقه انطلاقاً من مسؤوليتي كأم حركية صدرية رسالية تجاه أولادها وأترابهم.. اليوم أصبح الحلم مشروعاً كبيراً تخطى حدود الوطن إلى ما وراء البحار. والفضل في ذلك هو لله عزَّ وجلَّ أولاً، وللإمام المدرسة والمؤسسة والمشروع والإنسان ثانياً، ولفريق العمل بل أسرته التي تفانت في العطاء حباً بالإمام.. لعائلة الإمام التي شجعت وتابعت وأعطت الكثير من وقت وجهد وملاحظات، للأخ الرئيس نبيه بري على المباركة والتشجيع، للأخ رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني على الدعم والتشجيع والمتابعة منذ القراءة الأولى حتى هذه اللحظة، للأخوة في قيادة أقليم جبل عامل على المبادرة وكل هذا الإحتضان والحب، لكل من ساهم ويساهم وسيساهم في هذا المشروع.
وختمت قنديل:” لا بد من الإشارة أن ثمن القصص هو كلفة طباعتها والفائض هو لإعادة الطباعة والتوزيع لعلنا نستطيع الوصول إلى كل بيت ينبض بحب الإمام الصدر. والربح الذي نبغي الوصول إليه هو رضا الإمام حصراً لأنه صاحب الفضل علينا جميعاً”.
ثم كانت كلمة للمهندس علي اسماعيل بارك فيها جهود الكاتبة قنديل في سرد قصة الإمام موسى الصدر، قائلاً: “هذه القصة التي لو كان لها أركان فالإمام الصدر بطلها والقلوب مكانها والخلود زمانها، البداية شعب مظلوم محروم يعيش على فتات سلطة جائرة، الحدث المفاجئ جاء من أقصى الإحتمالات موسى ليسعى، العدة.. تدريب وتأهيل، الحل قيامة أمل والنهاية لا نهاية فشمس الإمام الصدر لا تغيب.. وأجيال تتوارثه حباً عن حب ليبقى اسمه الاكثر ذكراً وصوته الأكثر سحراً ووجهه الأكثر نوراً وفكره الأكثر عبوراً”.
وتابع أن هذه المجموعة القصصية بأسلوبها الشيّق وحبكتها المتقنة ومغزاها الإيماني يعبّر عن صدق انتماء الكاتبة لفكر الإمام الصدر وسيكون لها الدور الايجابي ليبقى الإمام كما كان رفيق أيامنا وأحلامنا”.
ودعا ساسة هذا البلد الى التسامح والتقارب والسعي من أجل حقوق المحرومين حتى لا يبقى محروم واحد ولا منطقة محرومة.
وختم أن لبنان قوته في مقاومته وليس في ضعفه ويمكن مواجهة العدو وتجسيد كيفية انتصار المظلوم على الظالم في الدفاع عن أرضه ومياهه وثرواته، “فلنسعى معاً لنصون مجتمع لبنان ونجتمع على الإنسان كما أرادنا الإمام الصدر، فسبحان من أعزنا بك”.