ليلة دمع..
وفجر لم تعقبه شمس..
بقيتُ بلا ضوء ولا قنديل..
أسرجـتُ تذكّـر ليالٍ كنّا معا..
هنيهات أبتسم، وهنيهات أبكي..
أرقب الباب، لعلّ طلّة تكذّب الخبر..
لا أسمع غير السكون ونبض متقطع..
وسراب أرجوه: كن واقعا ولا تتلاشى..
ليل الكمين..
كنت أنتظر قدومه..
كما في كل ليلة ليستريح..
كان يجول حول سور المدينة..
لم يكن مطمئنا، بـل قلقاً وحـذرا..
باله مشغول: وكأنّ العدو يدبر مكرا..
انتصف الليل ساهـراً على حافـة حتفه..
قرب الفجر توضأ، ثم لقّم سلاحه وانتظر..
وفي اتصال مشوَّش قالها بوضوح: لن أعود..
أعقبه زئير ليث حيدري وأزيز رصاص والتحام..
العدو حمل أشلاء جنوده يجرّ أذيال الخيبة والهزيمة..
انجلى الدخان وقامة مارد تتمدد قرب شيخ في محراب..
ليس لمثلك أن يموت إلا في اقتحام، ليبزغ جبينك بالضوء..
لم تتراجع، أغمضتَ عيناك على صورة نصر غيّر وجـه الزمن..
وبعد أيام حطّت الحرب أوزارها وأعلن العدو عجزاً وانكسارا..
حملناك للضيعة الحانية للقاء.. كنت معنا وكان نعشك الـراية..
أودعنا جسدك ثرى الجنوب، لتحلّق روحك فوق #فلسطين..
أمّا أنا يا صديقي..
لا زلت أعيش على فتات ضوئك..
وعذب صوتك، وإشراقة ابتساماتك..
أتذكر جميل وجنتيك، وسحـر عينيك..
أرتشف قهوة كل صباح على نغم حديثك..
أعاني كثيراً وأنا أنظر إلى صورتك ثم أبتسم..
وفي كل خامس من آب أبقى وحدي لأبقى معك..
استشهد في #حرب_تموز_٢٠٠٦ خلال مواجهات مع قوة كومندس إسرائيلي في #مجمع_الرز عند #مفرق_العباسية…
من صفحةحيدر دقماق https://www.facebook.com/haidar.dikmak.129