أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن لبنان كان مستباحًا جوًا وبرًا وبحرًا للعدو الصهيوني، وكانت الذروة في الاستباحة عام 1982 عندما أراد إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي.
وأوضح السيد نصر الله في “حوار الأربعين” على قناة “الميادين” مساء اليوم الاثنين، أنه لم يكن هناك ما يردع العدو الصهيوني من اجتياح لبنان وقبل الاجتياح لم يكن هناك ما يردعه من العدوان المتكرر على لبنان، مشيرًا إلى أن بدايات الردع بدأت عام 1984 – 1985، عندما اضطر العدو الصهيوني للانسحاب من مناطق واسعة في لبنان، نتيجة مجموعة كبيرة من العمليات النوعية والكبيرة التي نفذتها فصائل متنوعة من المقاومة اللبنانية.
وقال: هذا كان الردع الأول وهو انجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات استشهادية وشارك فيها لبنانيون وفلسطينيون في تلك المرحلة.
وأضاف أن المرحلة الثانية من الردع بدأت بعد العام 1985، عندما كان العـدو “الإسرائيلي” يحاول التقدم الى بلدات وقرى ويتعرض لمواجهة عـنيفة جدًا.. هنا تغير المشهد.. على سبيل المثال تجربة ميدون حيث كان هناك قتـال عنيف جدًا..”.
وتابع السيد نصر الله: المرحلة الثالثة من الردع تطورت من 1992 إلى تموز 1993 حيث وصلنا إلى ردع عالي وحصلت بعض الخروقات، و في عدوان 1996 ثبت ردع 1993 وكان تمهيدًا لتحرير 2000.
لذلك من 2006 إلى اليوم لم تحصل أي غارة إسرائيلية باستثناء واحدة على نقطة حدودية ملتبسة بين لبنان وسوريا وغارتان على فلوات وقمنا بالرد عليها كلها.
وقال سماحته: “نتيجة حرب تموز2006 أدرك العدو أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وقدراتها أصبحت تتجاوز المستعمرات على الحدود إنما تمتد إلى الشمال والوسط”.
وحول مقولة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” قال السيد نصر الله: “في خطاب بنت جبيل نحن أمام انتصار تاريخي وغير متوقع في العالم العربي خطر في بالي أنه الوقت المناسب لهذا التوصيف فذكرته وأعتبر أنه من توفيق الله”.
واعتبر أن جزءًا أساسيًا من المعركة اليوم هو تأمين البديل عن الغاز والنفط الروسي لأوروبا والرئيس الأميركي جو بايدن جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لا تستطيع أن تسد الحاجة، لذلك طلبوا من “الإسرائيليين” الإسراع بالتصدير من كاريش.
وحول معادلة كاريش وما بعد كاريش، أوضح السيد نصر الله: “قلت في الخطاب إن المسألة أكبر من كاريش مقابل قانا.. لو جمّد العـدو الاستخراج من كاريش كان لبنان حقق نصرًا معنويًا لكن دون انجاز عملي”، مشيرًا إلى أنه يوجد تقدير يقول بأن بايدن اليوم لا يريد حربًا أخرى في المنطقة.
ورأى السيد نصر الله أن “هناك فرصة الحاجة الأميركية الأوروبية الاسرائيلية لاستخراج النفط والغاز وفرصة أنهم لا يريدون حربًا أخرى هنا يجب أن يستفيد لبنان من الفرصة الذهبية، لذلك قلت إن الموضوع هو كل حقول النفط والغاز المنهوبة من السواحل الفلسطينية المحتلة مقابل حقوق لبنان بترسيم الحدود والاستخراج”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن العدو أنهى التنقيب والحفر والاستكشاف والسفينة هي لأجل الاستخراج وهم منعوا كل الشركات من القيام بأي خطوة مع لبنان قبل ترسيم الحدود البحرية، وهذا كان ضغطًا على الدولة اللبنانية للقبول بـ”خط هوف” أو الخط الذي يريده “الإسرائيلي”.
كما أكد السيد نصر الله أن “كل الحقول هي في دائرة التهديد والاحداثيات موجودة لدينا.. الحقول التي تستخرج وتبيع وتلك التي يستمر التنقيب والحفر فيها والمجمدة أيضًا.. لدينا القدرة ولا يوجد هدف للعدو في البحر والجو لا تطاله صـواريخ المقاومة الدقيقة”.
وأشار إلى أن الدولة اللبنانية تتحدث عن ترسيم الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وعن حق لبنان باستخراج النفط والغاز وما طلبته من الوسيط الأميركي قدمت من خلاله تنازلًا كبيرًا وهذا معروف في البلد.
وأضاف: “عمليًا لبنان الرسمي قدم عرضًا ينبغي أن لا يرفضه العـدو.. المطلوب ليس فقط تحصيل الحدود التي طلبتها الدولة اللبنانية بل أيضًا رفع الفيتو والمنع والتهديد للشركات (توتال الفرنسية وشركات ايطالية وروسية).
وأشار السيد نصرالله على ضوء الجواب “الإسرائيلي” يتقرر الموقف ولبنان هو المعتدى عليه، وإذا حاولوا الخداع والتسويف سنعتبر أن أميركا و”اسرائيل” يخدعان لبنان ونحن بلد لا يقبل بالخداع”.
ونبّه السيد نصر الله أن الوقت ليس مفتوحًا بل فقط إلى أيلول.. إذا جاء أيلول وبدأ العـدو بالاستخراج ولم يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون الى المشكل”.
وعندما سأله محاوره غسان بن جدو عمّا سيحدث؟ أجاب السيد نصر الله: “بكرا بتشوف”.
ولفت سماحته إلى أن الدولة اللبنانية بحسب كل الشواهد منذ العام 1948 وإلى اليوم هي عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب لحماية لبنان وثرواته، وقال:”هدفنا أن يستخرج لبنان النفط والغاز لأنه الطريق الوحيد لنجاة لبنان.. هذا آخر الخط”.
وأوضح أنه عندما وجه التهديد الأخير للعدو الصهيوني، أكد أن حزب الله لم ينسق لا مع الأخوة السوريين ولا الإيرانيين وعندما قلت الكلام في الخطاب مضمونًا وشكلًا لم يكن أحد من الإخوة الإيرانيين على علم به وفي لبنان نوقش الأمر حصرًا في حزب الله ولم يتم نقاشه مع الحلفاء.
وردًا عن سؤال حول طلب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بالحصول على مساعدة إيرانية في ملف الكهرباء، أجاب السيد نصر الله: “أنا حاضر أن أجلب فيول إيراني مجانًا لمعامل الكهرباء في لبنان عندما تعلن الحكومة اللبنانية انها جاهزة لاستقبال السفن القادمة من إيران”.
وردًا عن سؤال حول إمكانية دفع حزب الله بشركات إيرانية للتنقيب والاستخراج، أوضح السيد نصر الله أن المشكلة في الحكومة اللبنانية.. وقال: “هناك مشاكل كافية في البلد بلا ما نفتح مشكل جديد.. أنا رسميًا الآن أقول فلتبلّغني الدولة اللبنانية بقبولها هبة فيول من إيران، نحن حزب الله حاضرون لإحضار كمية الفيول الإيراني”.
وردًا عن سؤال آخر كشف السيد نصر الله وللمرة الأولى أنه “لطالما دخلت مسيّراتنا الى الجليل وفلسطين المحتلة ورجعت وذهبت عشرات المرّات خلال السنوات الماضية دون القدرة على اسقاطها.. هناك من يخطئ التقدير في الكيان الصهيوني بأن حزب الله لن يقدم على خطوة من هذا النوع.. أقول نحن نقدم على خطوة من هذا النوع.. ونريد إطلاق نار هناك ونريده من “الإسرائيلي”.. نحن دفعنا “الإسرائيلي” الى اطلاق النار”.
وعندما سأله بن جدو: يعني وقع بالفخ؟ أجاب سماحته: “طبيعي وقع بالفخ”.
كذلك كشف السيد نصر الله عن مسيّرة ثالثة لم يسقطها العدو الصهيوني فوق حقل كاريش، وأكد أن حزب الله ليس بحاجة لاطلاق مسيّرات لاستكشاف كاريش “ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل ما يرتبط بالسفينة (المنصة) وتحركاتها والقوة البحرية”.
وأكد سماحته قائلًا: “لدينا قدرة بحرية ما (دفاعية وهـجومية) كافية لتحقيق الردع المطلوب والأهداف المنشودة”.
وعن الصورة التي عرضتها قناة “الميادين” لجناح الصاروخ الذي استهدف البارجة الصهيونية “ساعر” في حرب تموز 2006.. أوضح السيد نصر الله “أن الشباب تقصّدوا إحضاره ووضعوه في خلفية المشهد”.
وشدد على أن حزب الله لا يكشف أوراقه عن قدراته الجوية، وقال: “بعد إرسال مسيّرات إسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية أخذنا قرارًا بمواجهة المسيّرات ضمن مستوى معين.. اعتبرنا أن تلك العملية تطور خطير لأنها انتقلت من جمع المعلومات الى التـفجير.. نحن نتحرك في ظروف أمنية صعبة جدًا..”.
أضاف: “في البقاع مثلًا كانت المسيّرات “رايحة جاي” لكن اليوم يمر أشهر دون مرور مسيّرات وفي الجنوب خفّت حركتها بشكل كبير.. هذا المقدار من القدرة الجوية اضطررنا للكشف عنه والباقي نتركه الى ما بعد.. إذا ذهبت الأمور إلى الحرب يكفي أن أقول للبنانيين كونوا على ثقة بربكم وربنا وأن يثقوا أن لديهم في المقـاومة من القوة والقدرة البشرية والعسكرية والمادية ما سيجعل “إسرائيل” تخضع لإرادة لبنان.. كونوا على ثقة”.
وتابع سماحته: “إذا حصلت حرب بين حزب الله و”إسرائيل” ليس معلومًا أن تبقى الحرب بين هذين الجانبين.. هل ستطور إلى حرب على مستوى المنطقة وستدخل قوى أخرى؟ هذا احتمال وارد جدًا.. لا نريد الحرب لكن لا نخشاها واذا حصلت نحن رجالها وأبطالها.. سنمنع “الإسرائيلي” من اخراج النفط والغاز المنهوب، ما لم يُسمح للبنان باستخراج نفطه وغازه ولو أدى ذلك الى الذهاب إلى الحرب”.
ورد السيد نصر الله على الذين يتهمون حزب الله بوطنيته ولبنانيته، وقال: “ما هي المعايير للقول من هو لبناني؟ بالمزاج يمكن لكل أحد قول ما يريد وبالتالي لا مجال للنقاش.. إذا كان الأمر وفق المنطق دلونا ما هي المعايير التي تعتمد لديكم للقول هذا الحزب أو هذه الطائفة أو المجموعة من الناس هم لبنانيون”. مؤكدًا أن الشيعة في لبنان موجودون منذ 1400 سنة.. عمرنا في هذا البلد 1400 سنة وفق الامتداد التاريخي”.
أضاف: “ما هي المعايير المعتمدة في العالم على المستوى الانساني للوطنية؟ مثلًا عندما تأسس لبنان الكبير، إذا كان المعيار أن الناس هم أجدادهم وأجداد أجدادهم عاشوا في هذه المنطقة فهذا المعيار ينطبق علينا.. للأسف بعض الذين يتهموننا أننا غير لبنانيين معروف من أين جاؤوا ومن أين جاء أجدادهم”.
وأردف: “نحن دافعنا وقدمنا دمًا وحررنا بلدنا ولولا هؤلاء الشهداء كانت “إسرائيل” ابتلعت لبنان..”.
وحول مزاعم الثقافة المستوردة، أكد السيد نصر الله أن “أصحاب هذه المقولة جهلة.. إما أناس متعمدون أو جهلة لا يعرفون التاريخ.. لبنان تاريخيًا مؤلف من مسلمين ومسيحيين، ونحن ثقافتنا ثقافة إسلامية وشيعية من 1400 سنة فتكون ثقافتنا مستوردة؟ نحن كتب علمائنا تدرّس في كل الحوزات العلمية.. نحن صدّرنا ثقافتنا الى أماكن كثيرة في العالم.. الإمام الخامنئي قال إن أهم مكانين في العالم كان لهما تأثير في الثقافة في إيران هما جبل عامل والأهواز”.
وقال: “هذا البلد متنوع ثقافيًا وعقائديًا ودينيًا، وهذه ميزة لبنان الذي كان ملاذ الخائفين على عقيدتهم وفكرهم وتقاليدهم.. لبنان جمعنا وبتنا وطنًا وشعبًا واحدًا، وتبانينا على احترام تقاليد وثقافة وعادات بعضنا فلماذا يتم التنكر لهذا الأمر اليوم؟”.
وتابع: “نحن لا نقبل أصلًا أن يضعنا أحد في مكان ويقول إنه مشكوك بلبنانيتنا ووطنيتنا.. نحن ثقافتنا أصيلة عملنا على نشرها في الدنيا..
وعمّا إذا احتج حزب الله على الذين لم يعترضوا على رفع الشعارات ضد الحزب في الصرح البطريركي؟ أجاب سماحته: ” هذا شأنهم”، وقال: لقد ” خوّنوا القاضي عقيقي وأخرجوه من الدين ويطالبون بطرده لأنه طلب تفتيش شنط المطران؟ لماذا باؤكم تجر وباؤنا لا تَجرّ؟ ما حصل في اليومين الأخيرين لن يترك دولة وما يحصل خطر جدًا”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه هناك اليوم استهدافًا لكل من يؤيد المقـاومة واستهداف للشيعة بدرجة أولى لأنهم بيئة المقـاومة المباشرة، هذه البيئة المباشرة هي التي تحتضن المقـاومة تدفع الدم معها.. هو يستهدفها ويضغط عليها..”.
وأوضح أن نشيد “سلام يا مهدي”، هو “رسالة بالغة الأهمية كما رسالة الانتخابات التي كانت قوية بإثبات البقاء مع المقاومة.. رسالة “سلام يا مهدي” هي المفاجأة بهذا الجيل.. هؤلاء الشبيبة والشابات جاؤوا من ضيع متباعدة وقفوا ساعات بالشمس ولم يغادروا”.
وقال: “أن يتحدث أحد ويكون “نص حكياتو” فرنسيًا وانجليزيًا ما في مشلكة، ولكن إذا تحدث أحد من حزب الله أو الشيعة بكلمة إيرانية تبدأ الاتهامات”.
وأكد أن الجيل الذي شارك في “سلام يا مهدي” هو جيل يخيف “إسرائيل”.. وقال: “رسالة سلام يا مهدي جميلة وقوية جدًا..”.
وحول حديث بيشبهونا: خاطب هؤلاء بالقول: “فيك تقلي أنت مين؟ ما هي صورتك وما هي حضارتك؟ لنرى من يشبهك؟ اتفقوا على صورة لنرى إذا كنا نشبهكم أم لا؟ من قال إنك أنت صورة لبنان؟ هذا منطق لا يقدم ولا يؤخر.”
أضاف السيد نصر الله: “مشكلتهم مع هذه الثقافة ثقافة المقـاومة.. المطلوب في المنطقة ثقافة التطبيع مقابل ثقافة المقـاومة.. الأميركيون والاسرائيليون يعملون على نشر ثقافة التطبيع وإن شاء الله لن يوفّقوا، المشكل هو مع ثقافة المقاومة وعدم التخلي عن المقدسات وعدم القبول بالاحتلال”.
حول قضية المطران موسى الحاج: قال السيد نصر الله: “عندما يفترض أحد أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت إمرة حزب الله فهذا ظلم وافتراء وظلم لحزب الله وللأجهزة الأمنية.. في لبنان هناك قانون وكل ما يرتبط بالعمالة أو احتمال العمالة تتصرف الأجهزة الأمنية”.
وأكد أن “الأمن العام يقوم بعمله الطبيعي وهو موجود على كل المعابر الحدودية والمدير العام للأمن العام صديقنا لكنه يشتغل شغله وهو يتصرف بضوء الإشارة القضائية”.
وعمّا إذا احتج حزب الله على الذين لم يعترضوا على رفع الشعارات ضد الحزب في الصرح البطريركي؟ أجاب سماحته: ” هذا شأنهم”، وقال: لقد ” خوّنوا القاضي عقيقي وأخرجوه من الدين ويطالبون بطرده لأنه طلب تفتيش شنط المطران؟ لماذا باؤكم تجر وباؤنا لا تَجرّ؟ ما حصل في اليومين الأخيرين لن يترك دولة وما يحصل خطر جدًا”.
وحول المعترضين في قضية المطران موسى الحاج قال السيد نصر الله: “أقول لأكبر أحد فيهم إلى أصغرهم، هذه الطريقة والمسار خطير وغير صحيح ولا يخدم مصلحة البلد على الإطلاق”.
ولفت إلى أن هؤلاء يعتبرون أن “المازوت الايراني يخرق السيادة، ولكن 20 “شنطة” من فلسطين المحتـلة لا تخرق السيادة؟”، مؤكدًا أن نقل الأموال من فلسطين المحتلة إلى لبنان خلاف القانون.. لافتًا الشعب اللبناني إلى أنه ذات يوم عندما أقام الإسرائيليون جدارًا أسموه “الجدار الطيب” للتطبيع وكان أهل الجنوب فقراء جدًا فأصدر الامام السيد موسى الصدر قرارًا بحرمة أخذ الدواء أو الخبز منهم ولو كان الشخص عرضة للموت.
وقال: “مع احترامي للبطريركية والمطارنة والمشايخ والمفتين موضوع “إسرائيل” والعلاقة معها والمال من داخل الكيان المحتل خلاف القوانين والمصلحة اللبنانية”.
وحول الانتخابات الرئاسية قال السيد نصر الله: “الليلة لن أتحدث عن أسماء لرئاسة الجمهورية وبالنسبة لحزب الله لم نبدأ بهذا النقاش.. سيكون النقاش مع حلفائنا وأصدقائنا ومعنيون بنقاش أساسي مع التيار والوطني الحر وتيار المردة ونقاش داخلي في حزب الله”.
ولفت إلى أن البعض سيحاول على طريقة حرق أسماء المرشحين القول إن بعض الأسماء هي من ترشيح حزب الله.. مشددًا على أن حزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية.. عندما يظهر المرشحون يتخذ حزب الله قرارًا حول أي مرشح يدعم”.
وأوضح السيد نصر الله أن رئيس الجمهورية في لبنان ليس حاكمًا وله بعد الطائف صلاحيات محدودة ومحددة والسلطة التنفيذية بيد مجلس الوزراء مجتمعًا وبعد الطائف تأثير رئيس الوزراء كبير جدًا ومن يريد تقييم فخامة الرئيس يجب أن يقيم الأداء بضوء الصلاحيات”.
وأكد أنه “لا يوجد ما يسمى مصادر حزب الله.. فعندما يتخذ قرار حول رئاسة الجمهورية يصدر بيان رسمي أو اتحدث أنا”.
وقال سماحته: “لا نرى فائدة في الحديث عن المواصفات (المرشح للرئاسة) هذا تضييع وقت.. هناك أسماء مطروحة.. في لبنان هناك شيء مطروح هو “المرشح الطبيعي” وهذا غير موجود في كل العالم.. أهمية رئيس الجمهورية أنه ضمانة”.
وأكد السيد نصر الله أن الحل يبدأ بتشكيل حكومة جادة ومسؤولة وعدم انتظار انتخاب الرئيس وانتخاب الرئيس لا يكفي.. البعض يريد نعمة وجنة ولذة السلطة والكثيرون يقولون إنهم لا يريدون المشاركة في الحكومة لأنها حكومة أعباء”.
وقال سماحته: “كل ما نستطيع فعله لإنجاح عهد الرئيس عون فعلناه وأول قوة سياسية وقفت بعد 2019 للقول إنها لن تسمح بإسقاط رئيس الجمهورية هي حزب الله، الرئيس عون كان شخصًا قويًا ولم يضعف وهناك قرارات لم يكن ليأخذها سوى الرئيس عون، مثل حسم المعركة في الجرود وهو تجاوز الفيتو الأميركي وأخذ القرار”.
وشدد السيد نصر الله على أن الكيان الصهيوني ليس له مستقبل “وما كنا نقوله قبل سنوات وما طرحه الإمام الخميني (رض) عن إزالة “إسرائيل” من الوجود اليوم كبار قادة العدو هم من يتحدثون عنه.. اليوم نَفَس المقاومة عند الشعب الفلسطيني أعلى من أي وقت مضى”.
وحول نهاية الكيان الصهيوني، أكد السيد نصرالله أن “هذا سيحصل وأراه قريبًا وقريبًا جدًا”. ورأى أن التحولات الدولية ستكون أيضًا مؤثرة جدًا في نهاية الكيان.. النظام الدولي يتحول الى نظام متعدد الأقطاب..”.
وأعلن أن “التواصل قائم بين قوى محور المقاومة، والتشاور واللقاءات الدائمة والكل يقرأ في كتاب واحد، وقال: “غرفة العمليات المشتركة في “سيف القدس” كانت موجودة.. كان هناك تنسيق مباشر مع حماس والجهاد الإسلامي.. كانت هناك مواكبة على مدار الساعة في كل أيام الحرب والأمر يعتمد على ما يتصل بالمعلومات وكان هناك فخ معين قدم حزب الله معلومات حوله”.
أضاف السيد نصر الله: “حماس هي حركة مقاومة إسلامية فلسطينية، قضيتها الأولى فلسطين وتحرير القدس وإنقاذ الشعب الفلسطيني، وفي إطار هذه الأولوية أي حركة مقاومة عندما تجد أصدقاء وحلفاء يجب أن تتمسك بهم وإذا حصل خلل ما يجب أن يعالج في أقرب وقت ممكن”.
في بعض الدول العربية إذا كنت تجمع مالًا لأيتام الفلسطيني يُزج بك في السجن”. وسأل: “هل هناك استحمار واستغباء للشعوب العربية والإسلامية أكثر من القول إن التطـبيع هو في خدمة القضية الفلسطينية؟”.
وردًا عن سؤال أوضح السيد نصر الله أن “الإخوة في حماس يقولون إنه لم يقدم أي نظام عربي ما قدمته سوريا لحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية. مؤكدًا أن سوريا اليوم منفتحة وتريد أن تعيد الكثير من العلاقات.
وأشار إلى أن هناك قابلية جيدة لعودة العلاقات بين سوريا وحماس، وقال: “الأمور جيدة وتحتاج إلى بعض النقاش والوقت، وتنتهي إلى خاتمة جيدة إن شاء الله”.
وتابع: “نحن أكثر جهة تستطيع الحديث في المحور وحريصون على الحديث مع الجميع وجمع الصفوف.. المحاصر هو غيرنا والخائف والقلق هو غيرنا، ولدينا رؤية متفائلة جدًا بالمستقبل القريب، لذلك عملية تجميع الصفوف مهمة جدًا”.
وعمّا إذا كان حزب الله مستعد للعب دور الوسيط بين السعودية وقائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أجاب السيد نصر الله:
“بشكل رسمي لم يُطلب من حزب الله أي تدخل مع سماحة السيد عبد الملك الحوثي.. ونحن لسنا وسيطًا مع السعودي، بل نحن طرف.. أنا لست وسيطًا بل أنا مع السيد عبد الملك الحوثي ومع الشعب اليمني”.
وأكد السيد نصر الله أنه “لا يوجد شيء لدى اليمنيين لكي يقدموا فيه تنازلًا”، معتبرًا أن “قبول اليمنيين بوقف اطلاق نار بدون رفع للحصار هو موت وهذا ما يرفضه السيد عبد الملك الحوثي.. هنا يوجد فخ والإخوة في اليمن منتبهون لهذا.. المطروح كبداية للحل وقف إطلاق نار ووقف للحصار ثم الحوار السياسي”.
وإذ أشار إلى أن حزب الله لا يمكن أن يطلب من اليمنيين تنازلًا، وأوضح أن إشكال حزب الله الأساسي مع السعودية بدأ من اليمن ومرتبط حكمًا باليمن.
وقال: “لم نأخذ موقفًا أيديولوجيا أو عقائديا أو دينيا الأمر مرتبط بالسياسة.. ماذا فعل حزب الله للإمارات؟ لماذا هذه الاعتقالات هناك؟ بكل صراحة للضغط على حزب الله.. كل الذين اعتقلوا في الامارات لا علاقة لهم بحزب الله”.
وحول التسوية بين تركيا وسوريا، رأى السيد نصر الله أن الطرف التركي ما زال يراهن على مجموعة أمور، حتى إذا جاء وقت التسوية في زمن ما يكون موقعه أفضل في هذه التسوية”.
وردًا عن سؤال أكد السيد نصر الله أنه “ليس لدينا مشروع خاص في العراق.. لدينا صداقات في العراق.. ليس لدينا جهة نريد أن نتبناها على حساب الجهات الأخرى في العراق.. نريد علاقة مع الجميع وأقمنا علاقات مع كل القوى السياسية والدور الذي كان حزب الله حريصًا على القيام به هو تقريب وجهات النظر
وأوضح السيد نصر الله أن موقف ايران في موضوع فلسطين هو “موقف عقائدي ديني ولا تريد مدحًا ولا جزاءً ولا شكورًا، وهذا الموقف والالتزام سبب لها أزمات كبيرة في المنطقة.. موقف الجمهورية الإسلامية في موضوع فلسطين والقدس والمقدسات هو موقف عقائدي ديني وليس موقفًا سياسيًا”.
وقال: “لو أرادت إيران أن تكون صاحبة نفوذ أكبر في المنطقة، تتصالح مع الأميركيين وتتخلى عن الشعب الفلسطيني وتعود كما كانت شرطيًا للخليج وهذا ما يتمناه الأميركيون”
وسأل: “هل شنت إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية حربًا على بلد عربي أو على بلد اسلامي؟ شُنَت عليها الحرب ومع ذلك هي تقول إنها تريد علاقات حسن جوار”.
وردًا عن سؤال: هل هناك توجه “للتشبيب” في حزب الله؟ أجاب سماحته: “نحن بعدنا شباب أستاذ غسان”.
وأكد السيد نصر الله أن إيران طوال 30 سنة من توليه مسؤولية الأمانة العامة لحزب الله لم تطلب منه شيئًا في يوم من الأيام حول لبنان أو حول المنطقة.. نعم مرة طلب مني الحاج قاسم شبانًا للمساعدة في مواجهة داعش لإنقاذ العراق من الذبح.
وأعلن السيد نصر الله أننا “سنكون حاضرين وفاعلين أكثر في الشأن الداخلي لأن هذه مسؤولية لم نعد قادرين على أن نتخفف منها.. هامش الحركة أمام القوى السيادية الحقيقية ومحور المقاومة سيتسع والتهديدات ستتراجع.. حضورنا في محور المقاومة سيتعزز ويقوى.. لسنا ضعافًا لا شعبيًا ولا سياسيًا، ولكن الكثير مما نُستهدف فيه لا نقوم بردات فعل عليه لأننا حريصون على ترميم الجسور والتفاهمات”.
وقال: “سنحاول أن نلعب دورًا إيجابيًا ما أمكن مع الجميع في لبنان باستثناء بعض الجهات التي تمارس العداء السياسي والإعلامي معنا.. في المنطقة الرؤية هي تعزيز محور المقاومة وتقوية العلاقة مع الإخوة الفلسطينيين والمزيد من الانفتاح والحضور داخليًا”.
وشدد السيد نصر الله على أن “حزب الله لم يشيخ والآن هو شبابه.. أربعون ربيعًا حزب الله شاب حقيقي مكتمل المواصفات.. والأغلبية الساحقة من المواقع الفعالة والمؤثرة في حزب الله يتحمل مسؤوليتها الشباب”.
وردًا عن سؤال قال السيد نصر الله: “أنا لا أنسب أي انجازات لشخصي وكل انجازات حزب الله هي أولًا بفضل وتأييد الله، وثانيًا بفضل مجموع الجهود.. الانجاز هو لحزب الله وعندما أقول حزب الله أعني كل الجمهور أيضًا”.
أضاف: :”في رأس الانجازات تحرير 2000 والذي لنا حصة أساسية فيه، وتحقيق الأمن والأمان لشعبنا في الجنوب، وقوفنا إلى جانب المقـاومة الفلسطينية، 2006 إنجاز، وتحرير الأسرى انجاز، كنا شركاء في المواجهة الأخيرة في المنطقة “عشرية النار”، كنّا جزءًا من السد الذي واجه”.
وتابع: “الحفاظ على حزب الله خلال 40 عامًا الذي تعرض للكثير من المحن.. مشروع 2006 كان سحق حزب الله وخرج ليتحول الى مؤثر إقليمي، الذين كانوا يديرون ملف اختطاف الرئيس سعد الحريري في السعودية بالتعاون مع جهات لبنانية كانوا يدفعون باتجاه حرب أهلية في لبنان”.
وأردف السيد نصر الله: “لنا في البقية الطاهرة الصالحة من قادتنا وعلماءنا ما يصبّر ويعين.. أتوجه الى الناس الذين لا نجاملهم عندما نقول أشرف وأطهر وأكرم الناس.. هؤلاء الناس من 1982 احتضانهم ووفاؤهم وحمايتهم وتحملهم للمسؤولية والأعباء التي حملوها خلال 40 سنة وكانت التضحيات تكبر مع الوقت دائمًا كانوا أوفياء ما خذلوا وما طعنوا بالظهر.. بعد الشكر لله تعالى – كل ما بنا من نعمة فهو من الله تعالى – وأحب أخصص حديثًا فقط في الجانب الوجداني والعاطفي عن هذه الأربعين عامًا ولدي آلاف الشواهد كيف نصرنا الله.. نتائجنا كانت أكبر بكثير من المقدمات”.
وردًا عن سؤال قال: “أفتقد إلى كثيرين، للشهداء، للقادة الشهداء، للإخوة الذين كنا نعمل سويًا.. كنا شبيبات صغار ولم نعش حياتًا طبيعية.. السيد عباس دائمًا حاضر في بالي والحاج قاسم سليماني الحاج عماد مغنية الحاج مصطفى بدر الدين الحاج حسان اللقيس كلهم أفتقدهم.. ناسنا لا بالليل تركونا ولا بالنهار تركونا وتحملوا تضحيات وتقديم فلذات أكبادهم وتحملوا شظف العيش”.
وأضاف: “لو لم أكن أثق بهذه البيئة والناس والجمهور لما كنت أقول إننا جاهزون للذهاب إلى الحرب”.
وختم سماحة الأمين العام لحزب الله حوار الأربعين قائلًا: “أوجه شكر وتحية كبيرة لكل الناس في لبنان والمنطقة الذين كانوا أوفياء وصادقين ومضحين وثبتوا وما زالوا، أقول لهم شكرًا نحن أولادكم وسنبقى نحمل هذه الأحلام”.
لمشاهدة مقابلة سماحة الامين العام في برنامج أربعون وبعد.. اضغط هنا