كلمة وجدانية بمناسبة الذكرى السنوية لفقيد الورع والعلم والتقى والمعرفة الشيخ علي فياض فتوني طاب ثراه

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة وجدانية بمناسبة الذكرى السنوية لفقيد الورع والعلم والتقى والمعرفة الشيخ علي فياض فتوني طاب ثراه
الحمدالله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله والصلاة والسلام على نبي الرحمة وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ، وعلى شهدائنا الابرار والمقاومين الابطال وعلى علمائنا المجاهدين في سبيل الله الى يوم الدين .
الاخوة الكرام الحسينيون الافاضل .
ان الله تعالى اختار من خلقه صفوةَ من الانبياء والرُسل هداةً للبشرية جمعاء ، ينيرون لهم دامسَ الظلمة وينقلونهم من ظًلام الكفر والجهل الى نور الايمان والعلم والمعرفة .
اذاً من المدرسة الالهية مدرسة الرسول الاعظم ص مدرسة الائمة الاطهار المعصومين مدرسة العدل والحق والمساواة مدرسة التضحية التي خلدها التاريخ وامتدت على هامة الزمن وعياَ واشراقاً .
وجب علينا ان نقيمَ ذكرانا الخالدة ، ذكرى الاحبة والاعزة ذكرى القداسة والطهارة ، ذكرى ذلك الرعيل من الرجال الكبار ، فقيد الورع والدي من ذلك الجيل الصبور المقدام ، خُبزُه قطراتُ دم وقلبهُ شُعلة ايمان ودربُه عطاء ومحبة في خدمة الدين ومجالِسِ عاشوراء أهلِ البيت ع .
صديقُ البائس في المِه وخادمُ السائِل في حاجاتِه وبسمةُ للقلبِ في حزنه .
في ذكراك يا والدي وقرةَ عيني ، نحيا كلُّنا على اسمِك وذكراك ، نكبرُ في ظلِك ، يا حبيبنا ورفيقَ دربِنا ومنيرَ حياتِنا ، عُشت مرفوعَ الجبين ، موفورَ الكرامة ، تعظّم اهلَ الدين الذين هم على نهج الرسول الاعظم ص والائمة الاطهار ع لا يميلُكَ ايُ هوى ، انعِم بك تراثاً مجيداً تركتَهُ لنا ، أنعم بأهلِ بلدتِنا الكِرام وبمن عرفتَهم في الجبل العاملي الاشم الذين احببتهم واحبوك ، حضورُهُم دائمُ في كل عام في ذكراك السنوية ، انعم بالمخلصين والمؤمنين جميعاً أنعمُ بكم من امثولةٍ تقية صادقة ، دمتم ذخراً وعزاً وفخراً .. فمثلَك يا والدي لا يموت وان واراك التراب ومثلُك لا يموت وان أبكَمَ الموتُ نطقك . وانت القدوةُ لنا وحيّأُ في كل واحدٍ منا ، أيها الاخوة الاعزة .
ان من عرَفَ حقَ ربِه فأدّاه ، وحق بلادِه فخدمَها وحقَ جارهِ فأنصَفه ، لجديرُ بنا ان نعرِف لفقيدِنا الغالي حقّه ونحيّ على الدوام ذكراه ، وذكرى الاحبة الغالية الخالدة . لذا في الختام ، استشهدُ ببعض الابيات من الشعر في رثاء والدي الحبيب ، للاخ والشاعر الاديب الشيخ عباس فتوني في الذكرى السنوية ..
فلا الايامُ تُنسينا عزيزاً                لنا كّلا ولا مرّ السنينِ
تجلىّ في منابِرنا خطيباً               يُغذي العقلَ من شرعٍ ودينِ
وفي حُبِّ الحسينِ أفاضَ ذِكراً        وكان لروحِهِ أزكى مَعينِ
وكان يحنُّ للاحبابِ دوماً              ونحنُ اليومَ نغرقُ بالحنينِ
أراهُ بجّنةِ الفردوسِ يزهوُ             بثوبٍ ابيضٍ كالياسَمينِ
لإن غابت معالمُهُ فإني أراه           في الصِّحابِ وفي البنينِ

الشيخ محمد فياض فتوني