جال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم على عدد من الأماكن التراثية والسياحية والجهادية في الجنوب، فكانت البداية في مطحنة عين الرمانة التاريخية في وادي الحجير، حيث اطلع على أقسامها التي ما زالت حاضنة لكل المحتويات القديمة وتفاصيل الحياة داخلها، واستمع لشرح مفصل عن تاريخ هذه المطحنة، وكذلك عن الثورة التي قادها أدهــــم خــنــجــر وصـــــادق حــمــزة ضد الفرنسيين، عقب مؤتمر وادي الحجير الشهير الــذي عقد عام 1920، إضافة إلى قصص الملاحم البطولية التي سطّرها مجاهدو المقاومة الإسلامية ضد دبابات العدو الإسرائيلي في وادي الحجير عام 2006.
بعدها، انتقل الوزير بيرم إلى المعلم السياحي الجهادي للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني في حولا، حيث جال داخل المعلم، واستمع من أحد المجاهدين عن الطريقة التي بنيت فيها التحصينات والدشم والخنادق للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية، وشرح له عن طبيعة استخدام الأسلحة العسكرية والصاروخية والأعتدة وبعض من الوسائط التي استخدمتها المقاومة الإسلامية طوال سنوات المواجهة مع العدو الإسرائيلي، كما جال على الزوايا الخاصة بالشهداء الذين واكبوا مراحل المقاومة التي كان للحاج قاسم فيها دور الناصر والمساند.
ومن ثم انتقل الوزير بيرم إلى حديقة إيران ببلدة مارون الراس، وبعد جولة بداخلها والاطلاع على أقسامها وإلقاء نظرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى مكان استشهاد شباب مسيرة العودة عام 2011، شرح أحد ضباط المقاومة للوزير بيرم الطبيعة الجغرافية للمنطقة المطلة على فلسطين المحتلة والموقع الاستراتيجي لبلدة مارون الرأس ودورها الريادي في المقاومة إبان عدوان تموز عام 2006.
الوزير بيرم وفي تصريح له قال إننا نقف في حديقة مارون الراس التي أزهرت بورود النصر والعزة المتأتية من الدماء التي روت هذه الأرض ليكون لبنان عزيزاً، ولتكون مارون الراس الرافعة للرأس ولكل رؤوس الشرفاء وأصحاب الكرامة الذين يتطلعون بأمل وشوق إلى دخول فلسطين وتحريرها، وإلى صناعة الحياة الآمنة والمستقرة والمزدهرة، وإلى الوطن المقتدر الذي يحترمه كل العالم ويحترم إنسانه ويقدر تضحياته.
وأضاف: نقف هنا لنوجّه تحية خشوع وإكبار إلى كل الشهداء، وآهات الجرحى والأسرى، وإلى المقاومين الأبطال الذين يحرسون الثغور، ويحفظون الوطن، ويرابطون من أجل عزته، ليغيّروا ما تعودنا عليه من هزيمة وإصرار على أننا لا نستطيع، ولكن معهم تحوّلت المسألة إلى عظيم القدرة والاقتدار البنّاء، وإلى الوعي من أجل حياة مقتدرة وعزيزة.
وختم الوزير بيرم بالقول: لبنان لكل أبنائه بواسطة هذه القوة التي تحميه وتصنع سياجاً آمناً له، ليكون لنا وطناً يحمي كل أبنائه، مع جيش وطني نفتخر به، ومع شعب واحد يحمل بكل أطيافه لواء الوطن والمواطنية الصحيحة والقانون ودولة المؤسسات التي تحترم أبناءها وتشعرهم بالعزة والكرامة والفخار.
واختتم الوزير بيرم جولته بلقاء حواري نظمه قسم النقابات في المنطقة الأولى مع رؤساء النقابات واللجان العمالية في الجنوب، حيث افتتح اللقاء مسؤول النقابات في المنطقة الأولى وسام طفلا مرحبا بالوزير، عارضاً الواقع النقابي والعمالي في الجنوب، بعدها كانت كلمة للوزير بيرم عرض فيها انجازات الوزارة بما يتعلق بحقوق ومطالب العمال، ثم جرى حوار بين الوزير والحاضرين، اطلع خلاله الوزير على هموم وشجون النقابات والعمال، ووعد بالوقوف معهم ومتابعة مطالبهم.