شدد عدد من مسؤولي ونواب حزب الله على ضرورة تشكيل حكومة وطنية لأنها هي الطريق والممر الإلزامي والإجباري لمعالجة القضايا الاقتصادية والخروج من الأزمات، إضافة لضرورة إقرار القوانين الإصلاحية، وخصوصاً إصلاح القضاء.
ولفتوا إلى أن يكون هناك تعدد للخيارات لحل مشكلة لبنان الاقتصادية وغيرها من المشاكل، وأن لا يحشر لبنان نفسه بخيار واحد فقط، مؤكدين أن الاستمرار بسياسة استرضاء أميركا له نتيجة واحدة هي تعجيل الانهيار في البلاد.
النائب فضل الله: تشكيل الحكومة ضرورة وطنية.. وللبدء بإصلاح القضاء
فقد رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ هناك أولويات وطنية في طليعتها حماية الثروة النفطية والغازية والإستفادة منها باعتبارها فرصة اللبنانيين للإنقاذ المالي والإقتصادي، ومن هذه الأولويات أيضاً الكهرباء التي يعاني من أزمتها جميع اللبنانيبن، فضلًا عن قضية أموال المودعين وارتفاع الأسعار والتلاعب بسعر الصرف وغيرها من القضايا التي تهم الناس، والجهة المسؤولة عن معالجتها مجلس الوزراء، فهذه مهمته ودوره، ولذلك حتى حكومة تصريف الأعمال الحالية عليها القيام بمسؤولياتها، وعدم انتظار المزيد من الوقت، لأن هذا الانتظار يستهلك ما تبقّى من القدرة الشرائية للمواطن اللبناني من خلال ارتفاع الأسعار وخصوصاً فاتورة الاشتراك، وانعكاس قضية الكهرباء على المياه، وعلى كل أوجه الحياة عند اللبنانيين.
وخلال لقاءين شعبين في بلدتي تبنين وعيتا الجبل لشكر الأهالي على تصويتهم في الانتخابات النيابية، قال النائب فضل الله “لأن المسؤولية تقع على الحكومة، فإن دعوتنا هي إلى ضرورة أن تتشكل حكومة جديدة، وفي المرحلة المقبلة سنرى الأمور إلى أين تذهب، وهناك اتصالات ولقاءات ومشاورات، وقد بدأ الكلام بين القوى السياسية، وهذا الأمر يحتاج إلى أوسع تفاهم، ونحن مع أوسع تفاهم، وكل الكلام والخطاب العالي والعنتريات والتهويل والأسقف التي ليس لها محل، يبقى كلاماً إعلامياً سياسياً، لأنه عندما نريد أن نذهب إلى الترجمة العملية، فإن النواب سيذهبون لتسمية رئيس للحكومة، والرئيس المكلف سيعمل ليشكّل الحكومة، وهناك مساراً دستورياً الجميع ملزمين به، ولذلك نحن دائماً من دعاة التفاهم الوطني، ومن دعاة أوسع مشاركة، ومن دعاة أن يكون هناك تلاقي بين كل الناس الحريصين على إعادة النهوض بالبلد وبناء مؤسسات الدولة، ونحن من جهتنا لدينا كل استعداد وانفتاح وتعاون، وجاهزون لذلك من موقع قوتنا التمثيلية وحضورنا السياسي والشعبي”.
وأضاف “إنّ من المهمات الأساسية أمام المجلس النيابي هي إقرار القوانين الإصلاحية، وخصوصاً إصلاح القضاء، لأن واحدة من معاناة الشعب اللبناني هي ما وصل إليه القضاء من وضعية لم تمر بهذا السوء في تاريخه، سواء على مستوى الكثير من الأفراد داخل الجسم القضائي، أو على مستوى منظومة القضاء ككل، وإن كان لدينا قضاة جيدون ويرغبون بالعمل، ولكن يصطدمون بهذه التركيبة القضائية والحالة السياسية داخل القضاء التي رأيناها في أكثر من محطة”.
وقال “لقد تقدمنا بشكوى إلى التفتيش القضائي ضد عدد من القضاة، الذين نامت في أدراجهم ملفات الفساد، وبدل أن يتحرك بسرعة لمتابعة الشكوى، رأيناه يستنفر ضد قاضية ويلاحقها، فلماذا لديه هذه الحماسة هنا بينما لديه برودة في شكاوى أخرى”.
وختم النائب فضل الله بالقول إن “المدخل لإعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها هو بإصلاح القضاء، وبناء سلطة قضائية نزيهة ومستقلّة تحتكم لنصوص القانون ومبدأ العدالة، ولا تخضع للقوى السياسية والمحاصصة، وهذا يتطلب أن يكون لدينا قضاة يحتكمون إلى القانون وإرادة الشعب، ولا يتخذون من عملهم مهنة للتكسب غير المشروع وللنفوذ، ولذلك هناك حاجة ملحة لإصلاح بنيوي في القضاء وتطهير الجسم القضائي ممن هم ليسوا أهلاً ليكونوا في موقع إحقاق العدالة، وإنصاف الناس، والذين فشلوا في القيام بواجباتهم في مكافحة الفساد والبت بالملفات المقدمة لهم”.
النائب عز الدين: نحن مع تعدد الخيارات لحل مشكلة لبنان الاقتصادية
وشدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن عز الدين، على ضرورة أن يكون هناك تفاهم وطني لحماية الثروات والحقوق والسيادة والاستقلال، وحماية القرار الوطني المستقل، لأننا نستطيع كلبنانيين إذا ما تفاهمنا مع بعضنا البعض أن نحمي البلد ونبني مؤسسات الدولة على أسس سليمة، ونستطيع أيضاً أن نحدد مجموعة من الأولويات التي تكون خارطة طريق لأجل الخروج من هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية والمالية والنقدية التي يعاني منها الوطن.
وخلال لقاء تربوي للمعلّمين والمعلمات في محلة الحوش بمدينة صور، دعا النائب عز الدين إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لأنها هي الطريق والممر الإلزامي والإجباري لمعالجة القضايا الاقتصادية والخروج من الأزمات، وكذلك معالجة مشكلة الكهرباء لما لها من ارتباطات بمناحي الحياة الاجتماعية الضرورية، لا سيما لناحية تأمين استمرار ضخ المياه، وعليه، فإن هذا الموضوع يجب أن يكون على رأس جدول الأولويات إضافة الى الاستشفاء وتأمين الدواء.
وقال عز الدين “هناك خطة تعافي أقرتها الحكومة، ومن المفترض أن يكون هناك نقاش حولها، لا سيما لناحية ضمانة أموال المودعين، فهذا الموضوع بالنسبة لنا هو خط أحمر، وسندافع عنه حتى آخر رمق من أجل الحفاظ على الحقوق وعدم المس بها، مشيراً إلى أن موقفنا كان وما زال قائماً على عدم تحميل المودعين أي خسائر على الإطلاق، لأنهم غير معنيين بما حصل من انهيارات مالية ونقدية، التي هي نتاج لأداء سياسي من الدولة، وأداء مالي ونقدي من حاكم المصرف المركزي والمصارف مع بعضهم البعض، وبالتالي لا علاقة للمودع بما حصل، وأوصلت إليه نتائج هذه السياسات التي اعتمدت خلال عقود من الزمن.
وختم النائب عز الدين مؤكداً “أننا مع تعدد الخيارات لحل مشكلة لبنان الاقتصادية وغيرها من المشاكل، وأن لا يحشر لبنان نفسه بخيار واحد فقط، وعدم إلغاء أي خيار، فنحن لا نقول بأن لا يذهب أحد باتجاه الغرب أو أوروبا أو أميركا، ولكن يجب أن نعدد الخيارات لما فيه من مصلحة تحققها هذه الخيارات للبنان، وبالتالي، نحن لسنا ضد تأمين الكهرباء من أي بلد أوروبي أو أمريكي بشرط عدم الارتهان له وتحقيق المصالح الوطنية للبنان واللبنانيين”.
الشيخ قاووق: الاستمرار بسياسة استرضاء أميركا له نتيجة واحدة هي تعجيل الانهيار
من جهته، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن القرار الأميركي هو الإمعان في خنق لبنان اقتصادياً ومالياً بهدف الرضوخ للمطالب الإسرائيلية.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال رعايته حفل توقيع كتاب (طوّاف الليل- سيرة حياة الشهيد المهندس راني عدنان بزي)، وذلك في مدرسة الشهيد راني بزي الفنية بمدينة بنت جبيل، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر، رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل رضا عاشور، وعدد من العلماء والفعاليات التربوية والثقافية والاجتماعية والأدبية والبلدية والاختيارية، وجمع من الأهالي.
ورأى الشيخ قاووق أن إنقاذ البلد لا يكون بالمزايدات وحفلات الاستعراض ولا باسترضاء أميركا، فالعقبة الكبرى أمام المعالجة، هي عقدة استرضاء أميركا، والأزمة طالت وتعمّقت بسبب الرضوخ للإرادة الأميركية، وأن الاستمرار في سياسة استجداء واسترضاء أميركا له نتيجة واحدة، هي تعجيل الانهيار.
وقال الشيخ قاووق “لقد بات لبنان بعد الانتخابات النيابية أمام فرصة حقيقية للدخول في مسار الحلول، وخارطة الطريق تبدأ بالإسراع بعملية التكليف والتأليف، لأن الوقت لا يحتمل تضييع الفرص، فلقد ملّ اللبنانيون من المزايدات والمناكفات، ويريدون المسارعة بعملية الانقاذ”.
وأضاف الشيخ قاووق “إننا نؤكد مجدداً التعاون مع كل أصحاب الإرادات الوطنية وكل غيور على مصلحة البلد، ونريد حكومة تتحمّل المسؤولية دون أن ترتهن للموقف الأميركي والسعودي المعادي”.
وختم الشيخ قاووق بالقول إن المقاومة ضرورة استراتيجية لردع العدو وحماية الوطن وكرامته وثروته، وأن التقارب السعودي الإسرائيلي هو تهديد مباشر للبنان وفلسطين وسوريا ولكل شعوبنا الشريفة.