الكهرباء الى 3 ساعات قريبًا والتعرفة سترتفع

لطيفة الحسيني

الكهرباء وغيابها أكثر الهواجس التي تؤرق اللبنانيين وتُعطِّل يوميّاتهم. الانقطاع المتكرّر والطويل كابوسهم. أزمة التقنين القاسي الحاضرة دومًا تزيد معاناتهم وبؤسهم، وكأنه لا يكفيهم من المِحن ما يعيشونه.

مع قدوم الصيف وموجات الحرّ واللهيب، يتشاءم اللبنانيون. لا يرون سوى سيناريو سوداوي ينتظرهم. هذه السنة المشقة تتضاعف، مع ارتفاع أسعار المحروقات والدولار واختفاء ساعات التغذية. معامل الكهرباء تخرج عن الخدمة جراء الوضع الصعب، والأمل يبقى مرهونًا بالبواخر التي تتوجّه الى لبنان.

ماذا يقول وزير الطاقة وليد فياض عن أزمة الكهرباء الثابتة؟ وكيف يمكن أن تُحلّ مُعضلتها على الأقلّ في القريب؟  

يُقرّ فياض في حديث لموقع “العهد الإخباري” أن الوضع العام ليس سهلًا على الرغم من أنه كان يودّ طمأنة الناس، ويقول إن “شحنة الفيول التي وصلت الى لبنان قبل أيّام فرّغت حمولتها في معمل الزهراني وهي تستكمل التفريغ في معمل دير عمار حيث ستستغرق العملية 15 ساعة، وعندها نستطيع أن نعود الى التزويد الطبيعي للشبكة”، ويوضح أن “التغذية بالتيار الكهربائي ستتراوح بين ساعتيْن وثلاث ساعات”.

الكهرباء الى 3 ساعات قريبًا والتعرفة سترتفع

ويشرح فياض لـ”العهد” أن “التغذية كانت سابقًا تصل الى 4 ساعات وهذا بسبب الكمية التي كنّا نحصل عليها من العراق، أي 60 ألف طن من “الغاز أويل”، أمّا اليوم فأصبحنا نحصل فقط على 40 ألف طن بسبب تفاوت الأسعار جراء سعر الفيول العراقي الذي لم يزد كثيرًا، فيما ارتفع “الغاز أويل” بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا”.

وإذ يُشير فياض الى “أننا نسعى لأن نشتري فيول بكميات أكبر لتتغذّى كهرباء لبنان أكثر”، يلفت الى توجّه آتٍ في القريب ربّما، فيصرّح “نستطيع بالتوازي أن نرفع التعرفة لكن تبقى أقلّ بكثير من المولّدات الخاصة، وبطريقة تسمح لنا بدفع تكاليف الفيول، ولا سيّما أنه اذا لم يُعطنا أحد الفيول كتقدمة فنحن مجبورون على تمويله ولا نستطيع ذلك إلّا عبر تعرفة الكهرباء، لا مصدر آخر لذلك”.

ويؤكد أن “قيمة الكهرباء في لبنان متدنية ولا تغطي أيّ جزء من الكِلفة”، ويذكّر بأن “الكلفة كانت 30 سنتًا للكيلوواط في الساعة، بعد احتساب الإنتاج والفيول العراقي والهدر والتوزيع والنقل”، ويتابع “نُعطي الكهرباء للشعب اللبناني بقدر ما هي متوفّرة عبر مؤسسة كهرباء لبنان “ببلاش” فسعرها 100 ليرة للكيلوواط في الساعة ما يعني صفرًا تقريبًا، في حين أن تسعيرة المولّدات للكيلواط في الساعة تبلغ نحو 40 سنتًا”.

وعن المرحلة المقبلة، يتحدّث فياض عن السير بالتوازي مع الأسرة الدولية وما وُعدنا به من الأشقاء العرب بالغاز المصري والكهرباء من الأردن، ويُبيّن أنه يستكمل الاجراءات الخاصة بالتعاقد مع مصر “حتى نكون حاضرين كالاتفاقية الجاهزة مع الأردن ونضع الكرة عند الأمريكيين والبنك الدولي ليُموّل”، ويُرجّح الانتهاء من هذا الموضوع الأسبوع المقبل، ويختم “عندها سنرى الإدارة الأمريكية والبنك الدولي كيف سيؤمّن لنا التمويل اللازم”.