مصير عشرة آلاف مصاب بإعاقة على محك فقدان العلاج والعناية
جمعية الحنان العباسيه وأخواتها… الجمعيات تتساقط تباعاً و7 أقفلت
الأزمة الإقتصادية والمالية تهدد قطاعات كثيرة ومؤسسات بدأت تترنح تحت الأعباء الكبيرة التي تتحملها. ثمة مؤسسات لا يمكن تركها لتموت رويداً رويداً لأن موتها يعني نهاية مأسوية لعدد كبير من الأفراد المرتبطين بها. مصابون بإعاقات لا يمكن أن يُتركوا لمصيرهم ويواجهوا قدرهم لوحدهم. مؤسسة «”الحنان”» واحدة من هذه المؤسسات التي تعاني ومعها يعاني نحو عشرة آلاف مصاب بإعاقة يحتاجون إلى مساعدة دائمة وإلى متابعة وعلاج لا يمكن أن ينتظر تحويلات مالية أو قرارات حكومية ووزارية عالقة في وزارة الشؤون الإجتماعية أو في مصرف لبنان أو في المصارف. المؤسسات التي ولدت لتساعد هي اليوم تنازع وتحتاج إلى عملية إنقاذ.
نتوجه إلى جميع نوابنا الكرام واحزابنا والاشخاص الميسورين أن يدرجوا الصعوبات التي تواجهها الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة والمتعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن أولويات مشاريعهم .
لقد دوّت صرخة الاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة في الرابع من الشهر الحالي، ملقياً الضوء على معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم ممّن يندرجون في عداد الشرائح المهددة.
مع الأمل بأن تكون لديهم التفاتة نحو مأساة هؤلاء ضمن اهتمامات المنتخبين والميسورين ان جمعية الحنان التي تضم ١٠٠ طالب و ٣٠ موظف . وهي واحدة من أكثر الجمعيات التي تعاني، فهي كغيرها، ترزح تحت أعباء مالية ضخمة بعد احتجاز أموالها في المصارف، وتدنّي البدلات المسدّدة من قِبَل وزارة الشؤون الاجتماعية لتوفير الخدمات التأهيلية والتربوية. أما الأشدّ ضراوة، فهو عدم تسلّم تلك الجمعيات مستحقاتها المالية منذ آذار 2020.
و بجولة أفق على واقع حال « جمعية الحنان كفيلة بتلمّس المشهد المأسوي الذي يختصر معاناة عشرات، إن لم يكن، مئات الجمعيات الأخرى. كما أن الغياب شبه التام للدولة بمعظم أجهزتها كفيل بإطلاق صفّارة الإنذار حول مصير آلاف الأشخاص العالقين في دوامة مجهولة النهاية، ما لم يتدارك المعنيّون بسرعةٍ خطورة الموقف.
جمعية الحنان التي تأسّست عام ٢٠٠٣ لخدمة الأشخاص المصابين بإعاقة على مختلف أنواعها، من جسدية إلى حركية فذهنية، تُعنى بحوالي 100 طفل وشاب وشابة من عمر ٣ سنوات حتى عمر ٤٠ من دون أي تمييز أو تفرقة. برنامجان يلخّصان عمل الجمعية: «برنامج التدخّل الشامل» الذي يرتكز على علاج الأشخاص داخل المركز ويضم حوالى ١٠٠ بين طفل وشباب و»برنامج الخدمات داخل الجمعيه»، حيث تقوم مجموعة من الاختصاصيين والمعالجين بمتابعة الأشخاص، ، اضافة الى استقبال طلاب الجامعات لتدريبهم عبر مركز التدريب في الجمعيه ووجود مركز يضمن ٥ عيادات للعلاج اللفظي والنفسي حركي وعيادات لاخصايين نفسيين.
للحديث أكثر عن معاناة الجمعية، اطلقنا الصرخة ما قبل العام 2019 حين توقفت وزارة الشؤون الاجتماعية عن دفع المستحقات وما زالت المصارف تحتجز الاموال ولا تسمح بسحب اكثر من ٤ مليون ليره شهريا لا تكفي مصاريف مازوت وكهرباء وماء حيث لا رواتب للموظفين .
ندائنا اليوم :
لا تتركوهم لوحدهم