ماهر قمر
أعلن المرشح عن المقعد السني في البقاع الغربي وراشيا خالد العسكر رئيس لائحة “بقاعنا أولًا” -المدعومة من حزب “القوات” اللبنانية والحراك المدني- انسحابه من المنافسة الانتخابية في الدائرة.
وقال في بيان “بعد إعلان لائحتنا وقيام البعض باستفزاز مشاعر أهلنا في المنطقة ومحاولتهم تجيير اللائحة لبعض أحزاب السلطة، علمًا أنه أكدنا لهم أنها لائحة مستقلين، وتماشيًا مع الواقع الحرج على شتّى المستويات الذي تمر به الطائفة السنية، ولأنني أحرص على أفضل العلاقات مع إخواني أبناء البقاع الغربي وراشيا، ونظرًا لانسداد أفق السباق الانتخابي من خلال الموقع الذي اخترت الانتظام في إطاره، وجدت من المهم وحرصًا على كرامتي وكرامة أهلنا العزوف عن الاستمرار في الانتخابات”.
وأمل العسكر أن “يمر الاستحقاق بهدوء وفق الأسس والمبادئ الديمقراطية التي تحفظ حرية التعبير والاختيار الذي يمليه الضمير”، مؤكّدًا أنّ “عزوفه عن الاستمرار في الانتخابات كما ترشّح منذ اليوم الأول لم يكن بأي توجيه أو ضغط من أحد، وإنما هو قرار اتخذه بالتشاور مع الأهل والأصدقاء”.
تجدر الإشارة إلى أنّ “القوات” اللبنانية ستبدأ من اليوم محاولات التسلق إلى إحدى اللوائح المنافسة للائحة “الغد الأفضل”، والمرجح أنها ستدعم جهاد الزرزور المرشح على لائحة “القرار الوطني المستقل” والتي تضم محمد القرعاوي المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة وجمال الجراح، بالإضافة إلى النائب وائل أبو فاعور عن الحزب “التقدمي الاشتراكي” وعلي أبو ياسين عن “الجماعة الإسلامية” وعباس عيدي عن المقعد الشيعي وغسان سكاف عن المقعد الأرثوذكسي.
لكن مراهنة القوات هذه مرهونة بمدى قدرة محمد القرعاوي على التحكم بمفاصل اللائحة التي يتحكم فيها النائب أبو فاعور، والاشتراط على الزرزور أن يبقى مستقلًا في ترشحه، حيث إن نقمة الشارع السني كبيرة جدًا على القوات اللبنانية، التي سعى أبو فاعور لأن تتمثل ضمن لائحتهم بشكل علني، لكن القرعاوي رفض ذلك، واعتبر أن “القوات” مرفوضة في البيئة البقاعية، وهذا سيؤثر على اللائحة، لا سيما بعد سلوك رئيس “القوات” اللبنانية الساعي لوراثة الحريري في شارعه، ومن المفترض أن تقدّم نتائج الانتخابات النيابية التي حصلت في بلاد الاغتراب مؤشرًا على مدى تمثل “القوات” اللبنانية في البقاع الغربي من خلال مرشحها داني خاطر، رغم كل الإمكانات والتجاوزات التي قامت بها “القوات” خلال يوم الاقتراع الاغترابي.
على أي حال تبقى الأمور مرهونة بالمستجدات التي قد تغير معالم الاستحقاق الانتخابي كلما اقتربنا منه لتبيان كيف ستعيد بعض القوى السياسية والمستقلة تموضعها من جديد، بعد خلط الأوراق الذي حصل.