جاء في صحيفة النهار:
لم تكن أسيل يوسف رضوان، ابنة الـ11 عاماً، تعرف أن حياتها قصيرة جداً، وأن وفاتها لم تكن نتيجة مرض وإنّما اختناقاً خلال استحمامها. وراء هذا الباب المغلق، وقعت أسيل مسلمةً الروح، ولم يتوقّع أهلها أن يجداها جثة على الأرض. ولكن ما خلعوا الباب حتى وجدوا ابنتهم الصغرى فاقدة للروح.
هم في مواجهة الموت، طفولةٌ مسلوبة وقدر فظيع، فقد توفيت أسيل قبل الوصول إلى المستشفى. جسدها الصغير لم ينجُ، فماذا حصل؟ كيف توفيت اختناقاً في داخل الحمام؟ أسئلة كثيرة فرضت نفسها بعد هذه الحادثة، ومع ذلك لا كلام يعلو فوق صوت الموت والصدمة.
يوضح عمّها علي سليمان يوسف في حديثه مع “النهار” بأن “ما جرى كان أشبه بالكذبة، ولكن لا اعتراض على حكمة الله. دخلت أسيل للاستحمام، وبعد أن تأخّرت عن وقتها المتعاد، نادوها، لكنّها لم تجب، فاضطروا إلى خلع الباب ليجدوها قد فارقت الحياة. نُقلت إلى المستشفى إلا أن الأطباء أكّدوا أنها توفيت منذ نصف ساعة، وأن سبب الوفاة هو الاختناق”.
أسيل هي آخر العنقود، صغيرة البيت، وكما يصفها عمّها “كانت شخصيّة هادئة ومتميّزة. كانت متفوّقة في المدرسة، وكانت وفاتها صدمة كبيرة على الجميع. إن عمرها “خلص”، وهذا قضاء الله وقدره، ولنا كلّ الإيمان بإرادة الله. ومع ذلك لا يمكننا سوى أن نتأسف على الحالة المزرية، التي وصلنا إليها في لبنان بسبب انقطاع الكهرباء وسرقة الدولة لأموال الناس، فلا نستحقّ ما نعيشه اليوم”.
فرضيات كثيرة قد تطرح نفسها أمام حالة الوفاة، ولا يمكن إثبات شيء، أو تبنّي أيّ احتمال، بل نكتفي بعرضها كما شرحها رئيس قسم العناية الفائقة والاختصاصي في الأمراض الصدرية والإنعاش في مستشفى المعونات – جبيل الدكتور بيار إده لـ”النهار”، حين قال: “نحن أمام فرضيّات عدّة قد تسبّب بحالة الوفاة السريعة، ومنها أنها قد انزلقت خلال الاستحمام، ممّا أدّى إلى سقوطها وارتطام رأسها، وهو ما أدّى إلى نزيف داخليّ في الرأس نتيجة كسر العظمة وراء الأذن، أو قد تكون “طقّت الرقبة” التي تُسبب الوفاة السريعة”.
كذلك، يُشير إده إلى أن “أي تسرب للغاز قد يكون سبباً للاختناق. وتبقى الفرضية الأخيرة أن يكون سبب الوفاة خلل في كهرباء القلب أدّى إلى توعّكها وسقوطها أرضاً. وتعتبر هذه الحالة نادرة جداً، لأنه لا نسمع عن حالات وفاة خلال الاستحمام وفي هذا العمر أيضاً”.
المصدر: النهار