المهلة اليمنية: فرصة للسعودية لوقف العدوان وإلّا..

زين العابدين عثمان – باحث عسكري

ما حملته المبادرة التي وضعها الرئيس مهدي المشاط والمتضمنة ايقاف كافة أشكال العمليات الحربية تجاه السعودية في أبعادها الجوية والبرية والبحرية، هو في حد ذاته مبادرة مهمة ومفصلية تأتي من موضع القوة والاقتدار ومن واقع حرص القيادة الثورية على الدفع بعجلة السلام المشرف وحقن الدماء واعطاء السعودية الفرصة المناسبة لتخرج نفسها من الجحيم ومن التداعيات التي تعصف باقتصادها وأمنها.

فتعليق العمليات العسكرية من طرف واحد هو اثبات حسن نية من قبل القيادة في العاصمة صنعاء للتهيئة لأرض صلبة للسلام وإلقاء الحجة تجاه تحالف العدوان كونها تأتي في توقيت حساس ومع تصاعد العمليات الهجومية، كما أن المدة المزمنة للمبادرة وهي 72 ساعة تأتي كفترة مناسبة لتعيد السعودية ومن خلفها أمريكا حساباتهما العسكرية والاستراتيجية التي فشلت وانهارت بالحرب وأصبح الاستمرار فيها يمثل انتحارًا جنونيًا وسقوطًا في الهاوية.

لذا الفرصة اليوم سانحة أمام السعودية لتخرج من اليمن بما تبقى لها من ماء الوجه وتكفيها دروس عمليات كسر الحصار الساحقة التي وصلت تأثيراتها العملية الى مستوى تدمير وتعطيل منشأة ارامكو في جدة بشكل شبه كلي وخسائر بمليارات الدولارات نتيجة تعطل انتاجها، بالتالي الفرصة مواتية لتنقذ نفسها من هذا الجحيم وذلك بالتعاطي مع المبادرة بجدية وايجابية وبما يوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب اليمني بشكل عملي ونهائي.

أما في حال الرفض وانتهاء المدة دون أن يحصل جديد من قبل السعودية وحلفائها فهذا سيكون أكبر خطأ ترتكبه منذ بداية العدوان لأنها ستعيد نفسها الى مربع الاستهداف من جديد، مع فارق أن عمليات ما بعد المبادرة ستكون مدمرة الى مستوى لا يمكن تخيله أو توقعه، وستكون سيناريوهات الهجوم مركزة حتمًا لتدمير الأعماق الحيوية داخل المملكة وعلى رأسها منشآت ومحطات ارامكو النفطية وفق اطار ناري وعملياتي مدروس ومتصاعد يصل الى حد تحييد هذه المنشآت وتدميرها وقطع خط انتاج النفط الذي تتغذى عليه امريكا. لذا الكرة في ملعب تحالف العدوان ليثبت رغبته بالسلام.