الصحة بدأت خطتها والوزير حمد حسن يستخدم ‘الخرطوشة الأخيرة’..

كتبت رجانا حمية في “الأخبار”: قبل أسبوعين تقريباً، منح وزير الصحة العامة، حمد حسن، المستشفيات الخاصة خمسة أيام لتحزم أمرها بتقاسم عبء فيروس كورونا مع المستشفات الحكومية.

انتهت المهلة، ولم تستجب الأخيرة، ما دفع بحسن إلى الإعلان عن نية وزارة الصحة التشهير بأسماء المستشفيات التي تمتنع عن استقبال المصابين أو المشتبه في إصابتهم. ولكن، قبل تنفيذ “التهديد»” استعمل الوزير “الخرطوشة الأخيرة”، داعياً المستشفيات للمرة الأخيرة الى أخذ “القرار الجريء والخروج من الحسابات الضيقة خلال ثلاثة أو أربعة أيام”. بعدها، لا حسابات أخرى لدى وزارة الصحة. هذا ما أكده حسن، أول من أمس، خلال زيارته لمستشفى قانا الحكومي. من هناك، أطلق آخر الدعوات للمستشفيات الخاصة إلى الالتحاق بالمواجهة ضد الفيروس.

إلى تلك الدعوة، أعلن حسن أن الوضع يفترض أن “يجتمع الكل للمواجهة”، معتبراً أن التحدي اليوم “واقعي وموجود”. ولأجل ذلك، بدأت الوزارة خطتها لمرافقة الموجة الثانية، وخصوصاً لناحية استحداث أقسام خاصة للمصابين بالفيروس في المستشفيات، إضافة إلى زيادة عدد الأسرة. وفي هذا الإطار، لفت إلى أن الوزارة “زادت 20 سريراً في مستشفى طرابلس الحكومي ووضعنا خطة لمستشفى المنية الحكومي ليصبح فقط لحالات الكورونا”، إضافة إلى “إنشاء مستشفى ميداني لطرابلس وآخر لصور، وافتتاح قسم للكورونا في مستشفى الهرمل الحكومي”. وفي الجنوب، من المفترض أن تزيد الوزارة «10 أسرة في مستشفى النبطية الحكومي و6 أسرة إضافية في مستشفى بنت جبيل».

ليس بعيداً عن التحدي الذي أعلنه حسن، بدأت البلاد تسير ـ بخطى ثابتة ـ نحو الموجة الثانية، مع تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات، فما بين أول من أمس وأمس، سجل عداد كورونا 1327 إصابة (686 أول من أمس و641 أمس)، و12 حالة وفاة. وبهذه الأرقام، يصبح المعدل الاجمالي للإصابات 15 ألفاً و976.

حتى الآن، لا تزال طرابلس تنذر بالأسوأ، مسجّلة «أرقاماً قياسية» في أعداد الإصابات. وخلال شهرٍ واحد فقط، سجلت المدينة أعداداً كبيرة لم تسجلها طوال ستة أشهر من عمر الفيروس. وفي هذا الإطار، تبين الأرقام أنه خلال شهرٍ واحد حتى 19 من آب الماضي، كان عدد المصابين يبلغ 414 إصابة، ثم 1222 إصابة في الرابع من الجاري، قبل أن يتجاوز أمس حاجز الـ1900، مع تسجيل 141 إصابة. وهو ما يضع طرابلس ثالثة في الترتيب بعد قضاء المتن الذي تبلغ أعداد الإصابات فيه 2096، وهو رقم من المتوقع أن تتجاوزه طرابلس بسهولة إذا ما استمر العدّاد على ما هو عليه.

إزاء هذا الواقع، خرج أمس رئيس بلدية طرابلس، رياض يمق، متهماً وزارة الصحة بالتقصير “تجاه المرضى الفقراء في طرابلس”. وكان قد سبق يمق إلى الاتهام النائب فيصل كرامي الذي هاجم الوزير حسن، معتبراً أنه “لم ينفّذ ما وعد به”.
إلى ذلك، يستعد قضاء صور لسيناريو شبيه بما يحصل في طرابلس وصيدا والهرمل، إذ سجل القضاء أمس 87 إصابة، من بينها 72 إصابة بين عناصر قوات اليونيفل، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات في القضاء إلى 696.

المصدر : جريدة الأخبار