بوتين
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، ووقّع على مرسومين بهذا الخصوص بعد خطاب وجّهه إلى الشّعب الروسي، مساء الاثنين، داعيًا كلاًّ من مجلس الدّوما والمجلس الفيدرالي الروسي إلى الاعتراف الفَوري بالجمهوريتين وتوقيع اتّفاقيات صداقة وتعاون معهما، ومؤكّدًا أنّ الغرب سيفرض عقوبات على روسيا على أي حال ولا علاقة للأمر بأوكرانيا.
هذا الإعلان جاء بعد خطاب للرئيس الروسي، أنهى فيه كلّ التّكهنات الغربية والمزاعم التي تحدّثت عن مواعيد لبَدء روسيا حربًا على أوكرانيا، ساردًا لوقائع تاريخية متعلّقة بأوكرانيا، مشيراً إلى أنّ أوكرانيا المعاصرة تمّ إنشاؤها على حساب الأراضي الروسية تاريخياً، وأنّ البولشفيين دمجوا دونباس بأوكرانيا بالقوة.
بوتين لفت إلى أنّه رغم المخادعة ونهب روسيا، اعترف الشّعب الروسي بكلّ الدّول بعد تفكّك الاتّحاد السوفيتي، منوّهًا إلى أنّ واردات الميزانيّة الأوكرانيّة من مختلف المساعدات الروسية بلغت 250 مليار دولار بين 1991 و2013.
الرّئيس الروسي أشار إلى أنّ القوميين الأوكرانيين بدعم من الغرب استفادوا من تآكل مؤسّسات الدّولة بسبب الفساد في 2014، معتبرًا أنّ القوميين الذين استولوا على السّلطة في أوكرانيا نظّموا موجة من الإرهاب والاغتيالات ولم يعاقبوا.
ولفت بوتين إلى أنّ “أوكرانيا تستطيع أن تصنع أسلحتها النّووية ببساطة، خصوصاً مع تقديم مساعدات من الخارج، وهذا أمر لا نستبعده، هذا سيغيّر وضع أوروبا بالكامل، الوضع في العالم سيتغيّر بشكلٍ جذري مع ظهور مثل هذه الأسلحة، ولا يسعنا إلّا أن نردّ على ذلك، والغرب سيقدّم الدّعم، رأينا قوافل المساعدات العسكرية تأتي إلى أوكرانيا، ومعهم ضبّاط من الناتو، أي أنّ القرار سيكون لدى الناتو في أوكرانيا”.
بوتين أكّد أنّ موسكو ستُحاسب المسؤولين عن المأساة في أوديسا عام 2014، معتبرًا أنّ سياسات السّلطات الأوكرانية تقود البلاد إلى فقدان سيادتها بالكامل، وأنّ “التصريحات الأوكرانية عن السلاح النّووي ليست كلاماً فارغاً ولا يُمكننا ألّا نردّ على ذلك”.
وأشار بوتين إلى أنّ سكان القرم وسيفاستوبول أحبطوا في 2014 الخطط لنشر البِنية التّحتية للناتو في القرم، وأنّ نظام إدارة القوات الأوكرانية متكامل مع الناتو، وقد بدأ الحلف بالانتشار في أوكرانيا.
وشدّد الرئيس الروسي على أنّ انضمام أوكرانيا إلى الناتو خطر مباشر على بلاده، وأنّ الناتو يعتبر روسيا خصمهُ الرئيسي، مضيفًا “أوكرانيا ستكون بمثابة رأس الجسر للهجوم علينا”، مضيفًا “لقد تلقّينا وعوداً بألّا يتوسّع حلف الأطلسي لكن ما حدث عكس ذلك”.
ولفت بوتين إلى أنّ مراكز تدريب حلف الأطلسي في أوكرانيا تصل إلى حدّ القواعد العسكرية للحلف، كما أشار إلى أنّ دستور أوكرانيا لا يسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
وأضاف أنّ “حلف الناتو يعتبر روسيا العدو الرّئيسي بالنّسبة له، وستكون أوكرانيا بمثابة نقطة انطلاق لهجومه، وفي حالة نشر معدّات الرادار التّابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، يمكنهم السيطرة على أراضي روسيا”.