د. علي مطر
يتقن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لغة توجيه الخطاب إلى العدو. يجعله ينشغل على مدى أسابيع بما تكلم عنه. يستطيع سماحته أن يدفع العدو الى الارتباك، ويدخله في حلقة تفكير كبيرة، وإقامة ورش إعداد الدراسات، عما يتحدث به ويثبته من معادلات، وليس آخرها معادلة تفعيل الدفاع الجوي، التي انطلقت إبان حادثة الطائرتين التجسسيتين في حي ماضي عام 2019.
مذاك بدأ يزداد لدى كيان العدو القلق من الدفاعات الجوية للمقاومة، وبدأت على إثر ذلك تتراجع حركة الطيران الإسرائيلي التجسسي، وفي بعض الأحيان الحربي. وقد أكد سماحة السيد نصر الله، أنه مذ بدأ تفعيل الدفاعات الجوية لدى المقاومة، تراجعت نسب الخروقات التي يقوم بها العدو، خاصةً على المستوى التجسسي، وفي بعض المناطق مثل بعلبك تكاد تكون الطلعات كل شهر، أما في مناطق مثل الجنوب فيضطر العدو إلى الانحراف بمسارات المسيرات.
نحن هنا لن ندخل في تحليل التطور الاستراتيجي للمعركة، بل سنلجأ إلى الأرقام لنبين كيف انعكس تفعيل عمل الدفاعات الجوية لدى المقاومة على مسار عمل المسيرات الإسرائيلية وفق ما أكد عليه السيد نصر الله.
تظهر بعض الأرقام الشهرية التي سنعرضها لتطور الخروقات الصهيونية منذ عام 2019 حتى نهاية عام 2021، أن نسبة الخروقات الجوية تراجعت بشكل كبير خاصة الطيران التجسسي، ففيما بلغت سابقاً نحو 222 خرقاً باليوم عام 2020، وصلت نهاية العام إلى حدود 6 خروقات تجسسية فقط، ما يظهر مدى أهمية تفعيل هذه الدفاعات على المعركة مع العدو.
سجل عام 2019 نحو 1030 خرقاً جوياً، توزعت على سبيل المثال وإعطاء النماذج كالتالي:
الخروقات الصهيونية للسيادة اللبنانية لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر، 52 خرقاً تجسسياً و29 خرقاً لطائرات حربية، أما الخروقات الصهيونية للسيادة اللبنانية لشهر تشرين الأول/ نوفمبر فبلغت 28 طلعة تجسسية، فيما بلغت نحو 16 طلعة حربية.
النموذج الأبرز الذي سوف نعرضه للمقارنة هو ما بين عامي 2020 و 2021، حيث سجلت خروقات العدو للسيادة اللبنانية عام 2020 نحو 700 خرق، وهذه الطلعات سنعرضها وفق أرقام بعض الأشهر لتظهر كثرتها عام 2020، حيث بلغت خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2020 نحو 16 طلعة تجسسية و16 حربية، أما خلال تشرين الأول/أكتوبر2020 فبلغت 85 تجسسي 16 حربي، وخلال شهر أيلول/سبتمبر 2020 ، 165 تجسسي 26 حربي، أما خلال شهر آب/أغسطس 2020 وهو الأكثر خرقاً، فقد بلغ نحو 222 طلعة تجسسية و16 طلعة حربية.
المقارنة ستظهر مدى تراجع الطلعات التجسسية الصهيونية وحتى الحربية عام 2021، فالأرقام تبين أن إجمالي الخروقات بلغت خلال تفعيل الدفاعات الجوية للمقاومة عام 2021 نحو 222 خرقاً، أما ما كان يحصل خلال شهر اب من العام 2020 فقط، فوفق التالي:
بلغت الخروقات “الإسرائيلية” للسيادة اللبنانية في شهر كانون الثاني/ يناير 2021 أي مع بداية العام المنصرم، 26 خرقاً تجسسياً و32 حربياً، فيما بلغت الخروقات الصهيونية للسيادة اللبنانية عن شهر شباط/ فبرير 2021 52 طلعة تجسسية، و8 خروقات لطائرات حربية، وقد أسقطت المقاومة الإسلامية في حينها طائرة مسيرة تابعة للعدو في خراج بلدة بليدا.
هذا وبلغت خروقات العدو للسيادة اللبنانية خلال شهر آذار 2021، 18 خرقاً تجسسياً، و4 خروقات حربية، فيما بلغت خروقات العدو الصهيوني للسيادة اللبنانية في شهر أيار/ مايو 12 خرقاً تجسسياً، و 4 خروقات حربية، أما الخروقات عن شهر حزيران/ يونيو فبلغت 10 خروقات تجسسية، و4 جوية، كل ذلك يبين مدى التراجع في الخروقات الجوية.
كذلك تراجعت الخروقات الصهيونية للسيادة اللبنانية عن شهر تموز/ يوليو 2021 إلى 6 خروقات تجسسية و4 حربية، فيما بلغت الخروقات الصهيونية للسيادة اللبنانية عن شهر آب/أغسطس 16 خرقاً تجسسياً و 10 خروقات حربية، فيما تراجعت الخروقات الصهيونية للسيادة أكثر في شهر أيلول/ 2021 وبلغت 4 خروقات تجسسية و4 خروقات للطائرات الحربية، أما الخروقات للسيادة خلال تشرين الأول/أكتوبر فبلغت 6 خروقات تجسس وفقط خرقين اثنين لطائرات حربية.
إذا، يعد ما كشف عنه سماحة السيد حسن نصر الله، وفق الأرقام، نوعاً من التوازن الاستراتيجي مع كيان العدو، حيث تمكنت المقاومة من ردع هذا العدو عن استباحة الأجواء اللبنانية، والتجسس على لبنان وعلى المقاومة، فضلاً عن أنها منعت الوصول لأهداف للمقاومة كما حصل في حي ماضي حيث تمكنت المقاومة من اسقاط طائرتي تجسس لأن الأمر شكل خرقاً للخطوط الحمراء في الضاحية الجنوبية، وبذلك تكون المقاومة قد كسرت قاعدة التفوّق وثبتت معادلة الدفاع الجوي.