أقمار جبل الرفيع.. جبل الوصال والشهادة

عماد عواضه

هناك كانوا..
أسرجوا صهوة الجبل..
وشقوا عباب السماء..
حملوا أرواحهم..
وكانوا أقمار فداء ..
هيثم وهادي وعلي ..
هناك كانوا..
والجبل يحكي عنهم والنجوم غارت
في عيونهم ..
سكنوا ليل الجبل ..
صلوا أجمل.. صلاة
وابتهلوا أجمل دعاء..
كانوا.. كالشجر الواقف هناك
كانوا كالجبل..
سكنوا..وعشقوا شروخ الشجر
والطيور تعرفهم.. وتعرف اسمائهم
والصخور..غنت لهم
نشيد الفرح الموشى
كانوا كالروح.. الساكنة في قلب الفراشه
قال الجبل..
أنا شمخت بشموخهم..
وقلبي.. غفى على أكفهم
رأيت وجه هادي..
احتضنته.. وقبلته كالقمر
خبأ وجهه.. من الشمس
والشمس غارت في الجبل تسأل عن
فارس الامين ..
رأيته عشقته.. رايت فيه السيد
شدني الحنين..
وكان هيثم يمسك.. بالأغصان ويغيب
بين السنديان يفتش عن الحلم..
كان وجهه كوجه النبع القادم من فرات
العطش.. يسقيه ماء كربلاء
فيفرح النهر.. بعد ظمأ..
كان هيثم يجمع احلامه على قيثارة المطر
ويعود مع ايلول ..
يحمل بشرى النذى والمطر ..
وينام بين صخرتين هناك في الجبل
ويغفو على وسادة الشجر ..يحلم
بكفي امه..تمسح التراب ليستفيق
الشهيد كالمطر.
وعلي كوثراني..يساهر الجبل الرفيع
يناغيه كطفل وليد..
ياجبل العشق ..والروح تهواك
وتهوى هواك..
خدني اليك.. وازرعني في محياك
انا علي.. وهيثم هناك..
وهادي واعدك بماء من النبع..
يا اجمل من سقاك..
خدني يا جبل ..الرواحل ..
واسلك بي سبل الوصال
الليلة ليلة النزال..
خرجنا من صخور وجدك نحن الرجال
والبنادق زغردت..
وأنشدت وهتفت..
ياهذا الليل..ياهذا الجبل
نحن الرجال الرجال..
نحن رهبانك..واسود النهارات
نحن المنارات..
ويا كربلاء قومي ..
ويا أقصى القدس..
نحن قادمون ..قادمون
تهيأي يافلسطين ..
أجسادنا تنام في ذلك العرين
ونعود…نعود
من تراب الرفيع..
الى تراب القدس وفلسطين
الى تراب الوجد هنا..
حيث.. يسكن الأولياء