#الأستاذ!!
الأستاذ الجامعيّ( وغير الجامعيّ) الذي يُكثر من لغة التنمّر والسخرية وتثبيط عزيمة الطالب والنقد اللاذع والتقليل من أهميته والاستخفاف بمعلوماته والتقليل من احترامه أمام زملائه : هو بشريّ معقّد نفسيّا، قليل الثقة بنفسه، يحاول أن يملأ فراغه الداخليّ بالتهجّم اللفظيّ والمعنويّ على مَن يجب عليه أن: يتفهّمهم، أن يُتقن اكتشاف ضعفهم ونقص معلوماتهم لتصويبهم، أن يُعزّز ثقتهم بأنفسهم فيعلّمهم بشغف المتواضع الرزين والمثقف المهاب، أن يتقن دوره كمربّ وأخ وأبٍ ومعلّم وصديق…مهما كان منفوخًا أو منفوشًا بالمعلومات والأوسمة والساعات والأبحاث وأتيكيت البزّة الأنيقة وربطة العنق الملوّنة والشنطة الجلدية المربّعة السميكة، والنظارة الشمسية على سبيل الفخامة… لا أكثر!
الأستاذ الذي يكثر من الأنا والأنا والأنا مريض يجب أن يعالج قبل أن تقتله أناه!
والأستاذ الذي يهوى الحديث عن سيرته الذاتيّة أكثر من المتن الذي يدرّسه هو أستاذ ناقص المعلومة والفكرة والرؤية والهيبة، فيجب أن يبنى على وظيفته المقتضى! أن تكون أستاذًا معلّمًا مثقّفًا يعني أن تكون : محترَمًا في قولك وفعلك، وقورًا في شخصك ووقتك، مؤنسًا آسرًا في حديثك، ودودًا في منطقك، صلبًا جسورًا متّزنا في ميزان تعاملك! وأن تكون وأن تكون…! واعلم أنّ من طلابك مَن سيغدو يوما أرفع منك منصبًا، وأرقى منك موقعًا، وأنّ ما يراه فيك ومنك جميلًا، سيبقى عالقا في قلبه ووعيه كأنموذج ومثال أعلى يحاكيه في كلّ حين، وما رآه منك قبيحًا، ستبقى في وعيه صورة مغبّشة تموت والوقت غير مأسوف عليك! وبعد. ( د. محمّد حمّود).