حركة “فتح” توقد شُعلة انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ٥٧ في مخيّم الرشيدية

جنوب لبنان محمد درويش ٠٠٠حركة “فتح” توقد شُعلة انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ٥٧ في مخيّم الرشيدية

بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، نظّمت حركة “فتح” مهرجانًا جماهيريًّا حاشدًا في مخيّم الرشيدية، شارك فيه سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، وقائد منطقة صور التنظيمية والعسكرية لحركة “فتح” اللواء توفيق عبدالله، وقيادات وأعضاء حركة “فتح” في منطقة صور وشُعبة الرشيدية، وممثلو منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو الفصائل الفلسطينية، وقوى وفعاليات ولجان وجمعيات ومؤسسات وأندية وحشد غفير من أهالي المخيم، .

بدأ المهرجان بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء ثم عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد الفتح.

ورحّب أمين سر شُعبة الرشيدية محمد دراز بالحضور، ووجه إلى الجميع تحية العاصفة في ذكرى انطلاقتها الـ٥٧، التي أعادت العزة والكرامة للأمة العربية والإسلامية، والتي حولت شعبنا من لاجئين يسكنون الخيام إلى ثائرين مناضلين يعتلون الجبال والوديان لتحرير فلسطين.

وقال: “من معسكر الشهيد ياسر عرفات من مخيم أشبال أبطال الـ”آر بي جي” الأقرب إلى فلسطين، من مخيّم الرشيدية نوجه تحية إجلال وإكبار لربان سفينتنا وحامي مشروعنا الوطني الفلسطيني أيوب فلسطين الثابت على الثوابت السيد الرئيس محمود عبّاس “أبو مازن” ولأعضاء لجنتنا المركزية ومجلسها الثوري وأسرانا البواسل نسور الحرية ولأهلنا وشعبنا في الداخل والشتات، بِاسمكم جميعًا نجدّد العهد والقسم لمفجر ثورتنا المعاصرة الشهيد الرمز ياسر عرفات “أبو عمار” أن نستمر بالثورة حتى النصر والتحرير بقيادة الرئيس محمود عبّاس “أبو مازن”.

وتخلل المهرجان أغاني وطنية وفتحاوية للفنان هيثم عثمان.

كلمة العاصفة ألقاها سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ المناضل أشرف دبور، رحّب فيها بالحضور، ووجّه التحية إلى الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات وللأسرى الأبطال البواسل، وشدّد على أهمية إطلاق سراح الأسرى الذين يجسدون أروع ملاحم البطولة في وجه الاحتلال بدون استثناء مستنكرًا الاعتقال الإداري الذي يمارسه الاحتلال بحقهم.

وقال: “نحتفلُ اليوم بأنبل ظاهرة وُجدت، وكما أضاف عليها القائد الرمز ياسر عرفات وُجدت لتبقى وتنتصر، إنها ظاهرة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي أخرجت شعبنا الفلسطيني من الظلمات والنكبة إلى فجر الحرية وفجر الثورة إلى الاستقلال والدولة، ها هي “فتح” التي أطلقت الرصاصة الأولى تحتفلون اليوم بذكراها، ها هم أشبال الشعب الفلسطيني يؤكدون المضي قدمًا بالمسيرة، يؤكّدون بالعهد والقسم أنهم مستمرون في هذه المسيرة. رفعنا شعار هذا العام “٥٧ عامًا والمسيرةُ مستمرّةٌ”.. نعم مستمرة حتى النّصر”.

وأضاف السفير دبور: “إخواني لقد عملنا جميعًا ووقفنا جميعًا شعبًا واحدًا إخوة في العذاب، إخوة في النضال، إخوة في المسيرة، كلٌّ في تنظيم كلٌّ في فكر معين لكن هدفنا فلسطين هدفنا واحد. إخوتي اسمحوا لي باسمكم جميعًا بأن ندين ما حدث من حادث أليم أودى بحياة إخوة أعزاء لنا شهداء في مخيّم البرج الشمالي هؤلاء الإخوة هم أبناؤنا جميعًا أبناء الشعب الفلسطيني نتألم جميعًا لفقدانهم، وهذا العمل مرفوض من الجميع وهذا خارج عن عاداتنا وتقاليدنا وعن مجتمعنا وكيفية تصرفنا مع بعضنا البعض، لقد تصرفنا خلال السنوات الماضية كلها جنبًا إلى جنب ومعًا وسويًا ووقفنا بوجه كل المؤمرات التي حاولت النيل من مخيماتنا ومن شعبنا، وقفنا مجتمعين فلسطينيين موحّدين في وجه هذه المؤامرات بحجمها الكبير بالوعي والحرص والثقافة العالية التي أبديتموها أنتم، استطعنا بالعمل سويًا أن نتجاوز هذه المراحل الصعبة بالوحدة”.

وتابع السفير دبور: “إنّنا من هذا المكان، وفي هذه الذكرى العزيزة على قلوب شعبنا، ندعو شعبنا الفلسطيني البطل المعذّب في هذه الأرض في لبنان إلى الوحدة ونبذ التفرقة وأن نكون جسمًا واحدًا صلبًا أمام كل ما يحاك لنا. وأرجو أن يكون الكلام واضحًا نحن فلسطينيون معذبون أصحاب قضية، أصحاب حق، نناضل من أجل قضية وحق ومن أجل تحرير وطننا. ها هو الإسرائيلي يستبيح الأرض ويبني المستوطنات ويقتل ويعتقل أبناءنا ولا يبالي لشيء أليس حريًا بنا أن نكون موحدين في وجه هذا العدو وأن ندافع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يدنسه المستوطنون ويقومون بالصلاة في حرم المسجد الأقصى. كيف يتجرأ لولا تشرذمنا ليس فقط كفلسطينيين لكن كأمة، نحن أحوج ما نكون إلى أن نقف في وجه هذا العدو معًا وسويًا. أرجو أن تكون هذه الدعوة دعوة من القلب إلى القلب، إلى كل فلسطيني على هذه الأرض أن نكون جسمًا واحدًا في وجه كل ما يراد من مخططات لقضيتنا الفلسطينية وتحقيق المشروع الفلسطيني من الدولة والعودة والحرية والاستقلال الكامل”.

ودعا السفير دبور إلى الوحدة الوطنية وأن نجسد ونزرع في نفوس أشبالنا كيفية الصمود في وجه كل ما يخطط لنا، وقال: “إخواني لقد رأيتُ في وجه أشبالنا هؤلاء استمرارية الثورة”، وختم مرددًا: “ثورة ثورة حتى النصر”.

وبعدها أوقد السفير دبور واللواء عبدالله والحضور شعلة الانطلاقة الـ٥٧.