لن أنتخبَ وهْمًا فأنا منشقّ! د. محمّد حمّود.
عندما أقولُ: سأنتخب مَن يختاره القادة الذين بهم أؤمن وعشت مدى العمر تحت عباءة مَن اشتاقت إليه الشمس! سيرتفع صوت البعض( قائلًا):
أنت من أولئك الذين يأتمرون تحت مقصلة التكليف والفرض والعمى!
أنت من أولئك الذين لا يمتلكون القرار ولا الخيار ولا التفكير! أنت داعم للفساد، أنت تابع للقساة…أنت وأنت وأنت!
لن أقول لكم اليوم بأنّني سأنتخب مَنْ ق ا و م ومَنْ قدّم الدماء والشهداء…لن أقول لكم ما تحسبونه أنتم لازمة نردّدها بوصفنا أصحاب العواطف…وأصحاب احتكار المشاعر وتحنيط العقول بالفكرة المُلزِمَة!
ببساطة أنا سأنتخب ما تمليه عليّ القيادة:
فلن أناقش بالاسم ولا بالفحوى، ليس لأنّ النقاش ممنوع! أبدا! ولن أناقش بالحليف سواء استهواه قلبي أو ربّما لم يتقبّله عقلي ولو وضعت عليه ثقافتي المعرفيّة الخاصة ألف إشارة وإشارة.
عندما أقولُ سأنتخب مَنْ تختاره القيادة لأنّني أؤمن أنّ قادتي:
لم يسرقوا من خزينة الدولة فلسًا! ولو اتهمتموني بأنني أغطّي الناهبين! وأغضّ الطرف عن السارقين! وأشارك في الحكم منذ سنين وسنين!
لن أنتخب وهْمًا لم يحمل يومًا بندقيّة ليذود عن تراب وطنه! لن أنتخب وهْمًا لا يستطيع أن يرفع كلمة حق واحدة في وجه ملك عربيّ أو سلطان أو أمير!
لن أنتخب متقوقعًا يظنّ نفسه المثقف الوحيد الذي يرتدي بزّة أنيقة تحت مسمّى الثورة والحياد!
لن أنتخب من يرتاد أكبر الفنادق في وطني ليطلق صرخة من أجل الجياع!
بلى! أنا أقرّ بأنّ الجوع قد طرق بابي من قريب! وأقرّ بأنّ مستقبل أولادي مهدّد وأنّ لقمة الخبز باتت مُرّة، وأنّ الحياة قد تبدّلت من نعيم كان يُرتجى إلى ما يشبه الجحيم! بلى.
منذ عامين كنتُ أشكر الله وأحمده على عظيم نعمه! وقد ازدَدْتُ الآن شكرًا وحمدًا! بلى.
سأنتخب مَن كان سبب الحصار كما يزعمون! ولن أنتخب أذناب أزلام الحصار كما أرى!
لن أقفَ إلى جانب ثرثار يُنَظّر من خلف شاشة هاتفه على مَن أفنوا عمرهم في الجبال وقاتلوا إلى آخر قطرة دم!
لن أقف خلف متفلسف تظنّه سيغيّر الدنيا ومَن عليها بمقال عنيف ينشره أو قصيدة هجاء ينظمها وبعدها ينتشي بعدّاد الاعجابات والتعليقات المُربِحة…له وهْمًا!
سأنتخب ما تمليه عليّ القيادة لأنّني أدرك أنّ شرف الوفاء أيّام القحط أرقى وأغنى من أيام الرخاء …! سأنتخب ما تمليه عليّ القيادة لأنني أدرك أنها ترى ما لا نرى في مساحة البقاء واللابقاء!
أقنِعْني بقيادة بديلة عن قيادتي وسأصبح أوّل ناخب ينشقّ! ولكن! هل يُستَبدل الوطن بالماس؟ أو يُستبدل بالماء السراب؟!.
( ملاحظة: قيادتي لم تُقدّم إليّ وظيفة، ولم تعدني بمركز أو منصب… ولم أطلب، وربّما أكون قد خسرت الكثير ممّا يطمح إليه الكثيرون! وأفتخر) وبعد.
د. محمّد حمّود.