مصيبةٌ جديدةٌ حلّت على اللبنانيين، إنها السلة الغذائية، التي كان من المفترض أن تسندهم لكنها ضاعت بين إهمال وزارة الإقتصاد، وجشع التجار. والمحصلة، هدرُ ملايين الدولارات، أما المواطن فتُرك بأمرٍ من مصرف لبنان في منتصف الطريق وحيدًا!
فمع إستسلام مصرف لبنان للأمر الواقع وحجبه الدعم عن السلة الغذائية سيبقى المواطن حائرًا في منتصف الطريق ويسأل: بأي ذنبٍ يُعاملني الحكام بهذه المهانة؟
في هذا السياق، إستبعدت المدير العام السابق لوزارة الإقتصاد والتجارة عليا عباس أن يستمر مصرف لبنان في دعمه للسلة الغذائية، سائلةً، “الى متى سيستمر مصرف لبنان بالدعم؟”، مشيرةً الى أنه “على الحد البعيد سيدعم الى حوالي 6 أشهر على أقصى حد، لكن في النهاية هذا الدعم سيتوقف!”.
وفي مقابلةٍ مع “ليبانون ديبايت” علّقت عباس على “فشل السلة الغذائية”، معتبرةً أن “الذي أوصل لبنان الى هنا، هو أن الخطوات التي نتخذها، تكون دائمًا ناقصة وتأتي في وقتٍ متأخر، فنحصل بالتالي على إجراءاتٍ يكون أثرها ضعيف جدًا، لأن الخطوة التي لا تؤخذ في وقتها تصبح بلا جدوى!”.
وإذ أشارت المدير العام السابق لـ”الإقتصاد” الى أن “وزارة الإقتصاد كان هدفها نبيلًا في إقرار السلة الغذائية”، أسفت “لعدم وجود إمكانيات لديها لمتابعة موضوع السلة الغذائية وكبح جماح طمع التجار، وهذا ما جعلهم يتمادون”.
كام شكت عباس عبر موقعنا “من غياب الإستراتيجيات الطويلة الأمد، والخطط الواضحة الأهداف من الألف الى الياء فيما يخض السلة المدعومة، ما يمكننا من متابعتها بإستمرار، وردع التجار والمحتكرين”.
وإعتبرت المسؤولة السابقة في “الإقتصاد” أن “التجار استفادوا من السلة الغذائية أكثر من المستهلكين أنفسهم، فهم حصلوا على الدعم ولم يرخصوا الأسعار”.
وأسفت لأنه “لا يوجد لدينا قانون يردع هذا التمادي”، مضيفةً أنه “إذا تغيّر قانون حماية المستهلك وإذا أعطينا صلاحية لوزارة الإقتصاد بأن تنفذ عقوبات مباشرة وفورية فهذا سيعطي قوة ردعية لوزارة الإقتصاد وسيربي التجار”.
وشددت عليا عباس عبر “ليبانون ديبايت” على أنه “يجب أن يُفتح تحقيق في مسألة فشل السلة الغذائية، والتجار الذين نالوا حصة من الدعم ولم يرخصوا أسعار بضاعتهم فيجب عليهم إعادة هذه الأموال للبنك المركزي، وهذا الأمر ليس صعبًا”.
وقالت، “التراجع عن الخطأ فضيلة، ولذلك وزير الإقتصاد راوول نعمة إتخذ قرارًا بوقف الدعم، وأنا أقدر تلك الخطوة لأننا نادرًا ما نرى أحدًا من الوزراء يتراجع عن خطوة اتخذها سابقًا حتى لو كانت غير صحيحة”.
وختمت عباس لافتةً الى أنه “إذا لم نمتلك خطة متكاملة فسنذهب الى المجهول، والمطلوب من الآن فصاعدًا، هو التفكير في كيفية تأمين المواد الأساسية وكيفية تأمين الدولار لتفادي الوضع الصعب في الأيام المقبلة”.
https://www.facebook.com/100013521941302/videos/1009623809498341/?extid=ZmVvsiZmKdNXoFN1