اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن الأزمة المالية تحتاج إلى خطة متكاملة، ولكن هناك معالجات جزئية خصوصاً لجهة منع التلاعب بسعر الليرة، ولدى الأجهزة الأمنية والقضاء معلومات وافية عن المتورطين بما فيهم مصارف ومضاربون، ولكن القضاء لم يقم بدوره لا بمحاسبة فاسدين، ولا بملاحقة متورطين بتلاعب بسعر العملة، ولا بالقيام بواجباته التي يفرضها عليه القانون، كرمى لعيون سياسيين في البلد موزعين في كل الاتجاهات.
وخلال لقاء سياسي أقيم في بلدة برج قلاويه، أشار النائب فضل الله إلى أن بعض النافذين الذين لهم علاقات مع المصارف والمصرف المركزي، حوّلوا مئات ملايين الدولارات، وسمعنا في الآونة الأخيرة عن زعامات ونافذين هربوا مئات ملايين الدولارات إلى الخارج بتواطؤ “المافيا” الداخلية، وتركوا بقية المودعين بلا أموال.
وتابع: سبق وقدمنا هذه معطيات إلى القضاء حول المتلاعبين بسعر العملة من أسماء ومصارف وموظفين، وطالبناه بالتحرك الفوري، وكذلك في موضوع التحرك من أجل أن يسترجع الأموال المنهوبة، أو أن يحاسب على تحويلات الأموال للخارج، وكانوا يتذرعون بأنه لا يوجد هناك قانون يمنع من التحويل إلى الخارج، وكأنه كان هناك قانون يمنع المودع من سحب المودع أمواله، فلماذا سمحت المصارف لبعض السياسيين بسحب أموالهم وتحويلها للخارج، بينما لم تسمح للمودعين بسحب أموالهم.
ولفت: إلى أن الذي يملك القرار في الموضوعات المالية التي لها علاقة بسعر العملة وبالتحويلات إلى الخارج إضافة إلى ما جرى من قبل قوى سياسية وزعامات، هو المصرف المركزي وبعض من في القضاء وبعض المصارف الذين يتواطئون مع بعضهم البعض، فأوصلوا الأمور إلى ما هي عليه اليوم.
وقال: ما يُؤسف له أن القضاء يخضع للضغوط الداخلية والخارجية، ويستجيب لها على حساب العدالة ولقمة عيش الناس، وهو بات في أسوأ وضع وصل إليه عبر تاريخه، واليوم يدمر هذا القضاء نفسه بنفسه من خلال تغليب الاعتبارات السياسية والطائفية لدى قلة قليلة تمسك بقراره.
وجدد النائب فضل الله تأكيده أننا في حزب الله مع إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية، سواء كانت في شهر آذر أو في أيار أو في أي موعد دستوري ضمن المهلة الدستورية التي يحددها القانون، ونجري كل التحضيرات اللازمة لإجرائها، وهناك دائماً من يثير الشكوك حولها وحول إجرائها وحول إمكانية عدم إجرائها، فمن أين يأتي هذا التشكيك ومن مصدره؟ ولكن بالنسبة لنا، لا نلتفت إلى كل هذه الشكوك والإثارات، فنحن نعمل مع حلفائنا من أجل التفاهم في الدوائر الانتخابية، وننتظر قرار المجلس الدستوري، الذي مهما كان سنكمل العمل، لأن الانتخابات بالنسبة إلينا محطة أساسية من أجل تجديد الحياة السياسية في لبنان، وليعبّر الناس عن خياراتهم في اختيار ممثليهم.
وأشار النائب فضل الله إلى أنه لدينا برنامجاً انتخابياً ورؤية لهذه الانتخابات، وسيعلن عن هذا البرنامج في الوقت المناسب، وسنقوم بما علينا القيام به على الصعد كافة، وحزب الله لم يقرر من هم المرشحون الذين يمثلونه في هذه الانتخابات، وعندما تقرر قيادة الحزب، تعلن عن هؤلاء المرشحين، ليقوموا بالجولات الانتخابية المطلوبة، وليقدموا الخطاب المطلوب في اللحظة التي تكون فيها الأمور قد نضجت على الصعد كافة.
وشدد النائب فضل الله على أن ما يقوم به حزب الله على المستوى الاجتماعي والانمائي، غير مرتبط على الاطلاق بالانتخابات، وإنما يأتي في إطار التخفيف من معاناة أهلنا، سواء على مستوى التدفئة أو الجوانب الصحية والتربوية والاجتماعية، وهذا جزء من واجب يرتبط بثقافتنا، وكنا نقوم به قبل أن ندخل إلى المجلس النيابي، ونستمر به بمعزل عن أي اعتبار سياسي.
وقال: الإدارة الأمريكية التي تتدخل في لبنان ترعى اليوم حلفاً بين مجموعات متنوعة، وتريد إنشاء تحالف انتخابي حتى بين متناقضين ومتعارضين من أجل خوض الانتخابات في وجه المقاومة وحلفائها، وهم لا يخفون رغبتهم في تغيير المعادلة السياسية في لبنان، وعليه، فإن الانتخابات تخوضها الإدارة الأمريكية ومعها بعض الدول في المنطقة، وهناك أفرقاء في لبنان غيروا خطابهم وتموضعهم من أجل الانخراط في هذه المعركة الانتخابية لتحقيق الهدف السياسي الذي وضعته الإدارة الأميركية.
وأضاف: هناك جمعيات فرّختها الإدارة الأمريكية في لبنان، وهناك كبار الفاسدين الذين تدعمهم هذه الإدارة وترعاهم وتؤيدهم، وتدخّلت مع القضاء لمنع محاسبتهم، وهي تعرفهم، وكل حركة الأموال بالدولار تعرفها الإدارة الأمريكية، لأنها تمر عبر قنواتها، ولم تقبل أن تقدّم أي معونة للدولة اللبنانية لمعرفة كيف خرجت الأموال من لبنان، وكيف يتم التلاعب بها في لبنان، وكيف أفسد من أفسد، وكيف فسد من فسد.
وختم النائب فضل الله إن أميركا في المنطقة في مرحلة التراجع والانهزام، والذين يراهنون عليها في لبنان، فهم يراهنون على سراب، لأنهم يراهنون على دولة مهزومة في المنطقة، واعتادت على ترك جماعاتها، وأيضا من تراهن عليهم الإدارة الأمريكية الآن من هذه المجموعات ومن التي تقوم بتجميعها لن تجد نتيجة منها، فلا الحروب ولا العقوبات ولا الحصار ولا الانتخابات ستحقق للإدارة الأميركية أهدافها.