الرجلُ الحقيقيّ .. د. محمّد حمود.

الرجلُ الحقيقيّ لا يحتاجُ إلى التبرّج وإخفاء كدمات العمر ولو لفَحَتْهُ الشمسُ فأحرقَتْ له وجهًا، أو غمّسَ الفقْرُ يديه في التراب فأحالَه إنسانًا مُنهَكًا! ليستِ الرجولة بالأناقة وبالعطر الباريسيّ والجمال الملوّث بالمساحيق والعُجُب! فممثّلُ دورها ليسَ رجلًا! هو فرد يؤدّي مشهدًا ما باسم الرجولة! والمالُ لا يوجِدُ رجلًا، هو حاجة آنيّة قد تسقطها الأيام! والرومانسيّ المُنافق ليس رجلًا، هو حافظ قصائد أو حرباء تتلوّن والفصول، وتنتهي قصّته غالبًا في فصل الخريف بعد أن تعرّي قلبه الأوراق المتهاوية! الرجولة فعلٌ من دون تصنّع، ووضوحٌ من دون تزلّف، ووقارٌ من دون عبوس، ونبلٌ من دون ثروة، وشهامةٌ من دون عضلات، وعمقٌ من دون سطوح …! الرجولة هي في أن تكون أناكَ أنتَ وحسب مع الأنثى من دون تكلّف في إبداء البطولات وتعدادِكَ لجُمَلٍ كرّرتها مئة مرّة ومرّة، فالرجل لا يُتقن فنّ الحديث عن ذاته، يكفي أن يصمتَ ليُكْتشَفَ مداه وصداه وهيبته! الرجولة حقيقة دامغة تظهرها المواقف! عدا ذلك هي ذكورة تمتهن لعب الأدوار البديلة عن بُعد…وتنتهي عند أوّل معركة حقيقيّة مهما كانت صغيرة! وبَعد.
د. محمّد حمود.