تحدثت الصحف الصادرة اليوم في بيروت عن بعض إخلاءات السبيل لعدد من الموقوفين في جريمة الطيونة والذين ينتمون لحزب “القوات اللبنانية” من قبل المحقق قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان، والتي تطرح علامات استفهام حول سير اتحقيق في هذا الملف.
كما اهتمت الصحف بالمحاولات الجارية على صعيد الأزمة مع السعودية وبعض دول الخليج، مع ارتفاع في نبرة الرياض تجاه لبنان، في وقت من المقرر أن يزور فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العاصمة القطرية نهاية الشهر الحالي، ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي إلى بيروت، وزيارة مرتقبة لوزير خارجية قطر قريبًا إلى لبنان أيضًا.
“الأخبار”: جريمة الطيونة: إخلاءات سبيل «غير مفهومة»!
لم يعد مستبعداً أن تُسجَّل جريمة كمين الطيونة التي راح ضحيتها 7 شهداء «ضد مجهول». هذا الاحتمال وارد طالما أنّ قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان ماضٍ في مسار غير مفهوم في هذا الملف. إذ قرّر، حتى الآن، إخلاء سبيل ثمانية متّهمين (مناصرين ومنتمين للقوات اللبنانية) في الجريمة.
صوّان الذي أُقصي من منصبه محققاً عدلياً في جريمة انفجار مرفأ بيروت ربما لم ينسَ بعد «ثأره» مع من تسبب بإبعاده عن واحد منٍ أضخم الملفات القضائية في تاريخ لبنان، بعد موافقة محكمة التمييز الجزائية على طلب نائبي حركة أمل، علي حسن خليل وغازي زعيتر، نقل الدعوى منه للارتياب المشروع.
أحد المخلى سبيلهم من المتهمين بالتورط في الجريمة التي كادت تُشعل حرباً أهلية، عنصر في قوى الأمن أوقفه فرع المعلومات بعدما تبيّن أنه ترك مركز خدمته وانتقل إلى عين الرمانة إلى جانب مناصري القوات اللبنانية في اشتباكهم مع مناصري حركة أمل وحزب الله. ومع أنّ فعلة كهذه لعنصرٍ أمني تستوجب تشدد القاضي مع المرتكب وليس التهاون، ارتأى قاضي التحقيق أن يُخلي سبيله ليكون من أول المفرج عنهم.
إلا أن القرار الأكثر إثارة للاستغراب هو إخلاء القاضي سبيل المتهم جيلبير ماراسيديان، المسؤول عن استدراج المتظاهرين للدخول إلى عين الرمانة. فبحسب إفادة أدلى بها أمام المحققين الشاهد بيار ر. الذي تُشرف شقته على المكان الذي بدأ فيه الاشتباك، فإن ماراسيديان توجّه غاضباً نحو المتظاهرين الذين كانوا في طريقهم إلى قصر العدل مرددين هتافات استفزازية. وروى الشاهد أنّه «لدى بلوغ المتظاهرين المفترق المؤدي من شارع سامي الصلح إلى منزلي، شاهدت أحد الأشخاص ويبلغ من العمر حوالى خمسين عاماً، وأنا أعرفه سابقاً كونه من أبناء الحي، يقترب من المسيرة. وبدا لي أنّه كان مستاءً ومنزعجاً مما يسمعه من شعارات وهتافات. وما هي إلا دقائق حتى توقفت مجموعة من المسيرة وبدأت بالتلاسن وتبادل الشتائم مع ذلك الشخص، وتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، ثم دخل عناصر من المسيرة من شارع سامي الصلح إلى الطريق المؤدية إلى عين الرمانة».
صوان لصرف النظر عن استدعاء جعجع ومسؤول أمن معراب لا يزال متوارياً
كذلك أخلى صوّان سبيل أربعة أوقفتهم استخبارات الجيش في محلة الدوار القريبة من ضهور الشوير، اعترفوا بأنّهم كُلِّفوا من قيادتهم في القوات اللبنانية بمراقبة مقرّ للحزب السوري القومي الاجتماعي في المنطقة تحسباً لتدهوّر الوضع.
المحامية إيليان فخري، وكيلة عدد من موقوفي القوات اللبنانية، أبلغت «الأخبار» «أننا كجهة دفاع تقدمنا بالعديد من طلبات الإخلاء»، لكنها رفضت التعليق على مسار التحقيق.
وفي ما يتعلّق باستدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للاستماع إلى إفادته كشاهد في الملف، علمت «الأخبار» أنّ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة فادي عقيقي كان قد طلب في مطالعته وفي ورقة الطلب من قاضي التحقيق صوّان، استدعاء جعجع للاستماع إليه إذا استلزم الأمر. إلا أن مصادر قضائية أبلغت «الأخبار» أنّ صوّان «يبدو كأنه سيصرف النظر عن استدعاء جعجع للاستماع إليه»، مشيرة إلى أنّه «يتذرّع بأنّ عقيقي في متن ورقة الطلب أدرج طلب الاستدعاء كرفع عتبٍ أو لزوم ما لا يلزم».
يأتي هذا المسار في إدارة التحقيق رغم أنّ جعجع أعلن تحدّيه رافضاً المثول أمام القضاء، ورغم أنّ محاضر التحقيقات التي أجرتها استخبارات الجيش تكشف أنّ القوات اللبنانية استنفرت عشية التظاهرة ونقلت مسلّحين إلى المنطقة. أضف إلى ذلك أنّ مسؤول الأمن في معراب سيمون مسلّم الذي ورد في عدد من الإفادات تورطه في الأحداث لا يزال متوارياً عن الأنظار، ولم تُسلّمه القوات اللبنانية للاستماع إلى إفادته لمعرفة دور رئيسها لجهة إعطاء أوامر في هذا الخصوص.
“البناء”: المشهد الداخلي ملبد بالأزمات وبدخان الحرائق
ولم تسجل بداية الأسبوع أي جديد في المشهد الداخلي الملبد بالأزمات وبدخان الحرائق التي حاصرت لبنان من الشمال إلى الجنوب مروراً بالجبل، وسط مساعٍ يقودها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع ثنائي أمل وحزب الله من جهة ومع الفرنسيين من جهة ثانية لإيجاد مخرج للأزمة مع السعودية ودول الخليج، بالتوازي مع جهود يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحسب المعلومات للتوصل إلى حل توافقي لأزمتي تحقيقات مرفأ بيروت والتصعيد مع السعودية. فيما تحدثت مصادر أخرى عن اتصالات على خط حزب الله – تيار المردة لإيجاد حل للأزمة بدأت مع زيارة وزير الإعلام جورج قرداحي إلى عين التينة يوم الجمعة الماضي، إلا أن المساعي لم تنضج حتى الساعة وتحتاج إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات بحسب ما لفتت أوساط مطلعة لـ»البناء» في ظل غياب رؤية واضحة للحل ولمرحلة ما بعد استقالة قرداحي إن حصلت، طالما أن الشق الثاني من الحل المتمثل بالسعودية غير مضمون في ظل رفض المملكة تقديم ضمانات بفك حصارها الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي عن لبنان، وطالما أن السعودية تتمادى في التصعيد والتهديد والوعيد ضد لبنان بشكل يومي مع استنفار جهازها الدبلوماسي على المستوى الإعلامي لإطلاق المواقف التصعيدية ضد لبنان. فبعد وزير خارجيتها وسفيرها السابق في لبنان عبد العزيز الخوجة، لفت السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري أمس إلى أن «احتمال التصعيد حيال لبنان يعتمد على سلوك حزب الله وسلوك العهد ووزرائه والإعلام الناطق باسمه وعلى السيطرة على تصدير المخدرات»، وقال: «حزب الله هو المسيطر على الحكومة بفضل التحالف مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل. فالتيار أعطى الحزب الغطاء المسيحي ليعمل ما يشاء ولو لم يكن هذا الغطاء لأصبح الحزب مثله مثل غيره». وكشف بأن قيمة المؤسسات التي يملكها لبنانيون في المملكة العربية السعودية تقدّر بـ 115 مليار دولار» ، معلناً في حديث تلفزيوني أن قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية للبنان الدولة وليس لأشخاص منذ العام 1972 تقدر بنحو 72 مليار دولار.
وفي موقف كويتي تصعيدي هو الأول من نوعه، ربط وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة تصعيد الكويت المستمر حيال لبنان، بموضوع الخلية المرتبطة بحزب الله والتي تم الكشف عنها قبل أيام في الكويت. وقال بن طفلة: «إذا استمرّ لبنان بسياسته الرّعناء وبقي يأتمر بأوامر طهران فأتوقع أن يكون هناك تصعيد ليس فقط من الخليجيين وإنما حتى من أطراف أخرى عربية وغير عربية.»
وعن إمكانية أن يطال التصعيد اللبنانيين في الخليج، أوضح بن طفلة أنه وبحسب قراءته للأحداث إذا لم تتغيّر السياسة اللبنانية فربما يكون مثل هذا السيناريو مطروحاً أو في ذهن متخذي القرار في دول الخليج. ما يؤشر بحسب ما أكدت أوساط سياسية مطلعة لـ»البناء» إلى أن الأزمة مرشحة للمزيد من التصعيد والتوتر، ولم تعد مرتبطة باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي أم لا، بل بالتطورات والمفاوضات الدائرة في المنطقة على رغم المعلومات التي تسربت نهاية الأسبوع المنصرم والمنقولة عن الرئيس ميقاتي حيال تقدم المساعي لتسوية ما في ملفي المحقق العدلي القاضي طارق البيطار والعلاقة مع السعودية تمهد لعقد جلسة لمجلس الوزراء منتصف هذا الأسبوع.
في المقابل لا يبدو أن حزب الله وتيار المردة مستعدان لتقديم تنازلات للسعودية والتضحية بقرداحي من دون خريطة طريق واضحة ومضمونة تعيد العلاقات اللبنانية السعودية الخليجية إلى طبيعتها بما يصب في مصلحة لبنان ودعمه على المستويين السياسي والاقتصادي، وكذلك يرفض قرداحي الاستقالة من دون الضمانات اللازمة التي طالب بها خلال زيارته عين التينة، وقال قرداحي في حديث تلفزيوني أمس: «لست حجر عثرة ولست متمسكاً بالوزارة عناداً «لأنو الوزارة مش ملكي ومش لبيت بيي». وأضاف: «منفتح تجاه أي حل يفيد لبنان ويعيد ترميم علاقاته مع دول الخليج، فلا أريد أن تكون استقالتي مجرد طلقة في الهواء لا تؤدي إلى أي نتيجة».
وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام زواره أن «العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة».
وفيما استبعد الوزير الكويتي نجاح أي وساطة للجامعة العربية أو لقطر في المدى القريب، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى بيروت أمس على رأس وفد آتياً من طهران، في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين. كما يفتتح مشاريع إنمائية عدة في عدد من المناطق ساهمت بلاده في تمويلها، على أن يعقد مع نظيره اللبناني مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد ظهر اليوم في الوزارة.
وفيما عبرت مصادر في ثنائي أمل وحزب الله عن امتعاض «الثنائي» من مواقف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط المستجدة، في ظل المعلومات عن زيارة سيقوم بها جنبلاط إلى السعودية لتصحيح العلاقة مع الرياض بعد برودة دامت لسنوات، ما يشير بحسب ما تقول مصادر «الثنائي» لـ»البناء» إلى أن جنبلاط يبيع موقفه ضد حزب الله للسعودية مقابل طي صفحة الماضي وفتح أبواب المملكة سياسياً ومالياً أمام جنبلاط على مسافة أشهر قليلة من استحقاق الانتخابات النيابية. علماً أن جنبلاط لطالما سعى عبر وسطاء لإعادة تصحيح العلاقة مع السعودية من دون جدوى، ويبدو أن المملكة احتاجت في هذه اللحظة إلى مواقف حلفائها السابقين في معركتها الحاسمة مع حزب الله. في المقابل تنفي مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي لـ»البناء» أن يكون جنبلاط بدل مواقفه السياسية أو دخل في مواجهة جديدة مع حزب الله، مضيفة أن السعودية لا تحتاج إلى دعم جنبلاط ولا غيره ولديها ما يكفي من القوة لتخوض المعركة مع من تريد طالما أن أغلب دول الخليج تقف معها، وأوضحت المصادر أن جنبلاط أطلق صرخة في وجه الحزب لأسباب اقتصادية وليست سياسية، لا سيما أن لبنان لا يستطيع الاستمرار بهذه السياسة الخارجية المعادية للدول العربية والخليجية، نظراً لمصالح اللبنانيين في الخليج، مؤكدة بأن مواقف جنبلاط لا تهدف لافتعال مواجهة داخلية ولا تخفي انخراطه في مشروع سياسي خارجي في البلد.
وشن حزب الله هجوماً لاذعاً على رئيس الاشتراكي على لسان عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب الذي قال:»بسبّونا من فوق وبقولوا بتعرفوا بدنا نزبط وضعنا مع السعودية في معاشات وشنط مصاري»، هذه الأشياء لَن نقبل بها بعد اليوم، لأنَّ هؤلاء يشكلون عبئاً أساسياً على الواقع اللبناني، وهمّ أداة لضرب الوضع الداخلي اللبناني وتوتيره». وأضاف: ما بدي يضلّ حاكمني وليد جنبلاط بمزاجيّته السياسيّة، إنّو هلأ بدو يتحالف مع القوّات اللبنانية ما قبل شهر «قرّب» على الجنرال عون، ومبارح إنو بهاليومين كان عم «بصعد تجاهنا وعم يبتلي علينا وبيظلمنا وبكذّب عنا بشغلات نحن لم نفعلها» لكي يُرضي الأميركي والسعودي». وتابع: شو بقول اليوم على «رويترز» أنا ما بدّي أعمل جبهة ضد حزب الله، وبدي أتحالف مع القوات اللبنانية وهذا حكي مبارح عم ببيعو للسعودية والأميركان طيب وشو بعدان، بعدان سمّم البيئة الدرزية، أنا بفهم أنو الواحد يشتغل تكتيك بس هوي بالمقابل كمان شو عمل للشباب الدروز اللي عايشين بالجبل لما بيسمعو زعيم عم بيحكي هيك وعن حزب الله وبكذّب عنا». وأشار أبو زينب إلى أن جنبلاط «يعمد إلى حقن المجتمع ضدّ المقاومة ومن ثمّ يُرسل غازي العريضي لتلطيف الأجواء».
من جانبه، أكد المكتب السياسي لحركة أمل أن المدخل الأساس لأي حل هو خروج المعنيين من حالة المراوحة القاتلة التي أوصلت البلاد إلى آخر درك يكون بدور الدولة الراعية التي تلتزم تطبيق الدستور والقوانين دونما استنسابية أو انتقائية في المجالات كلها، أو على أسس الفرز المذهبي والطائفي، الذي عطّل ويعطّل انتظام عمل المؤسسات ويمنعها من تأدية واجباتها الأساسية في رعاية المواطن وعيشه الكريم، خصوصاً في ما هو على تماسٍ مع يومياته وأبسط مقومات حياته».
بدوره أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب غازي زعيتر «أن الثنائي الوطني، حركة «أمل» و»حزب الله» هما أكثر من يريد الحقيقة في قضيتي تفجير المرفأ وجريمة الطيونة ومهما حاول البعض استخدام مؤامراته وكيديته من أجل تسييس العدالة على حساب دم الشهداء، ستأتي اللحظة التي تنكشف فيها حقيقة الجريمة وحقيقة المتآمرين». ورأى زعيتر أن «الانتخابات النيابية حاصلة في مواعيدها وكل المؤامرات التي حيكت منذ «حراك تشرين» وكل الحملات الإعلامية والتضليلية لن تنال من خط ونهج المقاومة، وستبقى المعادلة الماسية «الجيش والشعب والمقاومة» عنوان قوة لبنان مهما زادت المؤامرات والضغوط على إنساننا في هذا الوطن».
على صعيد موجة الحرائق التي اجتاحت لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، كشفت مصادر رسمية وميدانية لـ»البناء» بأن الحرائق مفتعلة لأسباب تجارية وعقارية، لا سيما أنه تم العثور على غالونات مازوت في أحد مناطق إقليم الخروب»، لافتة إلى أن «مجموعة من التجار المدعومين من بعض الأحزاب والجهات النافذة لهم مصلحة بإشعال الحرائق لكي يعرضوا لاحقاً استثمار الأرض المحروقة من أصحابها بتجارة الحطب وزراعات أخرى أو شراء الأراضي لإقامة مشاريع زراعية أو تجارية عليها بهدف الربح المالي». ولفتت المصادر إلى أن الدفاع المدني مستمر في جولاته التفقدية في مناطق الحرائق في إطار التحقيقات التي يقوم بها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية لكشف مفتعلي الحرائق.
وكان الرئيس ميقاتي تابع مع وزير البيئة ناصر ياسين أضرار الحرائق المتنقلة في عدد من المناطق. وطلب من الهيئة العليا للإغاثة «إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق ورفع تقرير سريع في هذا الصدد».
على صعيد آخر وفيما تتقدم دول أوروبية عدة بمسار ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتهم اختلاس وفساد في أوروبا، أعلنت مصادر إعلامية أن سلامة «سيُفجِّر مفاجأة نقدية قضائية في الأيام المقبلة، من شأنها أن تُسبِّب إرباكاً في المسارات القضائية المفتوحة داخلياً وخارجياً».
وكانت وكالة «رويترز» نقلت أمس عن متحدث قضائي في لوكسمبورغ، أن السلطات القضائية فتحت «قضية جنائية» تتعلق بحاكم «مصرف لبنان» وما يملكه من شركات وأصول.
وفي هذا السياق، سأل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في تصريح: «هل يجوز أن يلاحق قضائياً حاكم مصرف لبنان وتنتقل ملاحقته من مرحلة الادّعاء إلى التحقيق في عدّة دول أوروبية فيما لم يتبيّن أن القضاء في لبنان قد ادّعى عليه بعد؟ وهو المعني الأول في الجرائم الخطيرة الملاحق بها دولياً، وهي تتعلّق بتبييض الأموال». وأضاف: «أهكذا تستعاد الثقة بالليرة اللبنانية».
“الجمهورية”: عون الى قطر نهاية الشهر.. وميقاتي يسابق الوقت للإنجاز
ورأت “الجمهورية” أن لبنان الرسمي لم يفلح حتى الآن في التقدُم قيد أنملة في اتجاه حلحلة الأزمة المستجدة مع بعض دول الخليج، ولا سيما منها السعودية. فلا وزير الإعلام جورج قرداحي تراجع واستقال استجابة لرغبة رئيسي الجمهورية والحكومة وآخرين، يجدون في استقالته مخرجاً، ولا “حزب الله” وتيار “المردة” وآخرون رفعوا “الغطاء” عنه او استساغوا استقالته، ولا يبدو في الأفق حتى الآن أنّ هناك خطوة أخرى يُمكن اتخاذها مدخلاً للحلّ مع دول الخليج، فيما لم يرشح رسمياً وعلناً حتى الآن أي استكمال أو نتيجة لزيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الأخيرة للبنان، التي اُريد منها المساعدة في حلّ هذه الأزمة.
وفي هذه الأجواء، جاءت زيارة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لبيروت مساء امس، على أن يلتقي اليوم الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، فيما ينتظر لبنان زيارة وزير خارجية قطر، الّا انّ اي مصدر رسمي لبناني او قطري لم يجزم حتى اللحظة بحصول مثل هذه الزيارة.
عون الى قطر
ولكن، علمت “الجمهورية”، انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيزور قطر في الثلاثين من تشرين الثاني الحالي، على رأس وفد، للمشاركة في افتتاح فعاليات مناسبة رياضية. ومن المتوقع ان يعقد عون لقاءات سياسية على هامش هذه الزيارة التي تكتسب دلالة مهمّة على وقع الأزمة الديبلوماسية بين لبنان من جهة والسعودية وبعض دول الخليج من جهة أخرى، ولو انّ طابع الزيارة هو رياضي.
قلق إيراني
وكان أوغلو وصل الى بيروت، آتياً من طهران، بعدما التقى فيها عدداً من المسؤولين الإيرانيين الكبار، ولا سيما منهم وزير الخارجية حسين اميرعبد اللهيان، الذي علّق على التطورات في لبنان، قائلاً: “نتابع الشأن اللبناني بقلق ولا سيما سلوك بعض السفارات العربية في هذا البلد”، مؤكّداً: “اننا سنواصل سياسة دعم لبنان”.
ويُنتظر ان يكرّر اوغلو دعوة الرئيس رجب طيب اردوغان الى الرئيس ميقاتي لزيارة أنقرة، على ان يفتتح الوزير التركي خلال زيارته بعض المشاريع الإنمائية في مناطق لبنانية عدة، ساهمت بلاده في تمويلها. على ان يكون له في ختام محادثاته مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني بعد ظهر اليوم في مقرّ وزارة الخارجية.
رسالة لهدفين
وقالت مراجع ديبلوماسية مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ زيارة اوغلو تحتمل هدفين وسيوجّه من خلالها رسالتين:
– الاولى سياسية في لقاءاته المقرّرة مع كل من رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة ووزير الخارجية، وستتركّز على تفاعلات الأزمات اللبنانية المتشابكة والمتداخلة بخلفياتها الداخلية والإقليمية والدولية، بما فيها تلك المتصلة بالأزمة الديبلوماسية الاخيرة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وهو ما كان موضع نقاش بينه وبين نظيره الايراني امس، وتناولت محادثاتهما ما يمكن ان تقوم به ايران وتركيا المتعاونتان في كثير من الأزمات الدولية، لتسهيل الحل السياسي في لبنان وسبل توفير المخرج لإحياء العمل الحكومي لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.
– أما الرسالة الثانية فهي إنسانية وإنمائية اجتماعية واقتصادية، حيث انّ أوغلو سيشارك في اليوم الثاني لزيارته في تدشين عدد من المشاريع التي موّلتها أنقرة في مناطق لبنانية عدة.
هواجس السفراء
وفي جديد الأزمة الديبلوماسية مع دول مجلس التعاون الخليجي، التقى رئيس الجمهورية امس سفيري لبنان في السعودية فوزي كبارة، والبحرين ميلاد نمّور، والقائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت هادي هاشم، واطلع منهم على التطورات المتعلقة بالعلاقات اللبنانية مع الدول الثلاث، في ضوء المستجدات الاخيرة والإجراءات التي لجأت إليها هذه الدول بعد استدعاء سفرائها من بيروت والطلب الى الديبلوماسيين اللبنانيين الثلاثة مغادرتها.
وفي الوقت الذي اكّد رئيس الجمهورية “أنّ العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، إنطلاقاً من حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وخصوصاً السعودية ودول الخليج”. وعلمت “الجمهورية”، انّ الديبلوماسيين الثلاثة اطلعوا عون على تفاصيل ما تبلّغوه من المراجع الديبلوماسية في البلدان التي أُبعدوا منها، والتي لم يكن يتوقعها ايٌ منهم. وهذه التفاصيل تنذر بإجراءات اكثر قساوة من تلك التي اتُخذت حتى اليوم، إن لم يتدارك المسؤولون اللبنانيون الأزمة ومعالجتها بالسرعة المطلوبة، قبل ان تصل الامور الى مراحل متقدّمة يصبح من الصعب التراجع عنها.
ونقل الوفد الديبلوماسي الى عون وضع الجاليات اللبنانية التي تعيش في جو من القلق على مستقبل أعمال ابنائها وعائلاتهم. فالتطمينات الرسمية لا تكفي في ضوء الاحتقان الذي يعيشه الرأي العام السعودي خصوصاً والخليجي عموماً، مع الإشارة الى الحملات التي تستهدفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً عندما يتولّى نشرها قادة رأي عام من اعلاميين وسياسيين وديبلوماسيين واساتذة جامعات في السعودية.
“اللواء”: برّي لاحتواء الأزمة مع الخليج باستقالة قرداحي واعتذار رسمي من المملكة
وذكّرت “اللواء” بما اشارت إليه أمس، من مساعٍ جدية للحلحلة السياسية التي تسمح باستئناف جلسات مجلس الوزراء، سواء في ما خص تنحية المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، عبر اعتماد الطرق القضائية، بعيداً عن تدخل الحكومة، على قاعدة فصل السلطات، واقدام وزير الإعلام جورج قرداحي على تقديم استقالته من الحكومة، كسلة واحدة لتهدئة الخواطر العربية، التي تأذت من تصريحات لا معنى لها في أي سياق جاءت فيه، ما اشارت إليه «اللواء» أصبح على الطاولة جدياً، بانتظار بعض الرتوش على «السلة المتكاملة» لئلا تتعرض وضعية الحكومة لانتكاسات إضافية.
وحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن ثمة رهان على دور دبلوماسي لأصدقاء مشتركين مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تحرص بدورها على العلاقة مع لبنان، مع الإشارة إلى ما كشفه سفير المملكة العربية السابق في لبنان علي عواض عسيري، عن قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية للبنان الدولة وليس لأشخاص منذ العام 1972 تقدر بنحو 72 مليار دولار». وقال:»بعد الحرب عمّرت المملكة في الضاحية وفي الجنوب 28 قرية، و 36 ألف وحدة سكنية بقيمة 550 مليون دولار ووضعت 100 مليون دولار وديعة لأجل الاقتصاد اللبناني، وبلغ حجم الصادرات اللبنانية إلى السعودية 378 مليون دولار سنوياً فيما الصادرات اللبنانية الى ايران هي بقيمة 3 مليون دولار»،مشيراً إلى أن «المملكة تستضيف 350 ألف لبناني من الشيعة والسنّة والمسيحيين والدروز يعملون بحرية ويعيشون وكأنهم في بلدهم، وأعمالهم موجودة ولم تُهدّد مِن قِبل أحد».
وعلمت «اللواء» ان المساعي رست على ان يتولى الرئيس نبيه برّي معالجة الملف مع المملكة ودول الخليج، بحيث تأتي استقالة قرداحي بقرار من التيار الذي رشحه، وهو تيّار المردة، ثم تعقد جلسة لمجلس الوزراء تقرر توجيه اعتذار رسمي للمملكة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مواقف الأفرقاء السياسين لم تحمل معها بعد أي تفاصيل عن الطبخة التي يتم إعدادها من أجل معالحة الأزمة الراهنة، ورأت المصادر ان رئيس الجمهورية تحدث أمام بعض سفراء لبنان في دول الخليج عن عمل يتم اعداده و هذا يعطي دليلا إضافيا على ان هناك مسعى لكن لم يصل إلى خواتيمه وهذا لا يعني أنه قد يتأخر وإن وزير الإعلام بات أمام قاب قوسين أو أدنى من إعلان توجهه.
فقد أكّد الرئيس عون ان العمل جارٍ لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج، انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة.
وبالانتظار، فالازمات والمشكلات تتوالد وآخرها الحرائق المتنقلة من منطقة الى اخرى والتي اكد المسؤولون الرسميون انها مفتعلة، ربما لحاجة المواطنين لحطب التدفئة في الشتاء، بعد تعذر شراء المازوت والغاز لإرتفاع سعره بشكل غير مسبوق وغير مبرر وان كان هذا السبب غير مقنع وغير مبرر لإفتعال الحرائق نظرا لخطورتها على البشر.
ومع استمرار المراوحة في الحلول لأزمة «الارتياب السياسي» بالمحقق العدلي طارق بيطار وشلل جلسات مجلس الوزراء، اكتفت مصادر وزارية معنية بالقول لـ«اللواء» ان البحث ما زال جاريا عن «تخريجة» قانونية – قضائية لتنحية القاضي بيطار لاستئناف جلسات مجلس الوزراء. بينما واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاجتماعات الوزارية لمعالجة المشكلات العالقة والبحث عن حلول لها.
في هذه الاثناء، قالت صحيفة «الجريدة» الكويتية: أن السلطات أوقفت جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، بسبب «عدم استقرار لبنان على الصعيدين السياسي والمالي».
ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تُسمِّها، أن وزارة الخارجية أضافت لبنان إلى قائمة الدول الموقوف تحويل التبرعات إليها بعد أيام من وقف الكويت تحويل أموال التبرعات الخيرية إلى إثيوبيا.
وأشارت إلى أن «وزارة الشؤون تلقت مخاطبة من وزارة الخارجية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عبر منظومة العمل الإنساني التابعة لها حتى إشعار آخر، وحتى استقرار الأوضاع».
وتقول المصادر أن «هناك تخوفاً كويتياً من أن يعصف أي انهيار اقتصادي في بيروت بأموال التبرعات».
اوغلو وبوحبيب
ووصل وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو على رأس وفد رسمي، إلى بيروت، آتيا من طهران، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين. كما يفتتح مشاريع إنمائية عدة في عدد من المناطق ساهمت بلاده في تمويلها.
وغادر أوغلو المطار من دون الإدلاء بأي تصريح، على أن يعقد مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد ظهر اليوم الثلاثاء في مقر الوزارة.
في تطور آخر، بحث وزير الخارجية مع السفير الروسي الكسندر روداكوف، في الزيارة التي سيقوم بها الوزير بو حبيب إلى روسيا في العشرين من الشهر الجاري، حيث سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف والمواضيع التي سيتم طرحها خلال اللقاء.