ذاتَ…يوم! كنّا نقولُ للأيّام المُقبِلَة: متى ستأتين؟ وكأنّها هي المُقبلة إلينا، وكنّا نبطّئ من وقْعِ مسيرِنا، لا نكترث لعدّاد الساعات التي خسرناها، ونحن بالانتظار على مهل وعافية شبه متيقّنة! وكنّا على بساطتنا نضربُ موعدًا بعد عام أو عقدٍ وأكثر…! وبتْنا الآن بعد فقدانِ العمرِ وتعبِ الجسد ونضوجٍ في الرؤية، نقولُ لها ونحن في سباق معها: انتظريْنا لبُرهة، هنيهة، لا تسرعي! وهي تمضي من دون اكتراث بنا، فالنّوم ليلًا أضحى طموحًا يُرتَجى منه جائزة الاستيقاظ صباحًا على سلامة من الساعات التي نغيب فيها عن الواقع والحُلُم والجسد! فجلُّ المواعيد باتَتْ تُضْرَبُ بعد يوم أو يومين بعد أن أسقطَتْ عجلةُ الزمنِ جدارَ الضّبابِ الكثيفِ الذي كان يحجُبُنَا عن حقيقة ما كان يجب أن نكونَ عليه لا ما نحن عليه في صراعنا الآن والأيام…! وبعد. د. محمد أحمد حمّود