جنوب لبنان محمد درويش ٠٠٠جمعية المعارف الإسلامية الثقافية في المنطقة الأولى تقيم اللقاء القرآني التكريمي السنوي.
أقامت جمعية المعارف الإسلامية الثقافية في المنطقة الأولى، اللقاء القرآني التكريمي السنوي في قاعة مسجد الإمام علي عليه السلام في محلة الحوش، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، مسؤول وحدة التبليغ والأنشطة الثقافية في حزب الله السيد علي فحص، وممثلين عن الجمعيات والمعاهد والمدارس القرآنية في المنطقة، وعدد من العلماء وقرّاء القرآن، والمهتمين في الشأن القرآني.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تحدث ناصر فأكد أن القرآن الكريم هو مصدر القوة، وهو الذي يولّد الطاقات الهائلة في الإنسان، ويجعل منه قوة قادرة على التغيير، وهو الذي يعطيه طاقة فكرية وثقافية وروحية وأخلاقية وسياسية واقتصادية وجسمية، لمواجهة الأعداء والقوى الظالمة.
وقال ناصر نحن نرى أن رسول الله (ص) من خلال القرآن الكريم استطاع أن يقلب المشهد في الجزيرة العربية، فبعد 13 سنة من الجهاد، أقام دولة إسلامية في المدينة المنورة، رغم خشونة الشعب الذي كان آنذاك، وهو لم يكن لديه قوة ولا سيف ولا أسلحة، وإنما كان يمتلك القرآن الكريم الذي استمد منه هو ومن معه الطاقات الفكرية والثقافية والقوة الجسمية.
وأضاف ناصر إن الإمام الخميني (قده)، لم يكن يمتلك لا جيش ولا إمكانات ولا قدرات عندما قام بثورة وأسس الجمهورية الإسلامية، ونحن نعلم جميعاً بأن كل ثورة تنشأ في بلد لا بد أن تدعم من دول وقوى وأجهزة مخابرات وإمكانات وقدرات وجيش، ولكن الإمام الخميني لم يكن يمتلك أياً من هذه القدرات، وإنما كان يمتلك القرآن الكريم، وهذه هي القوة الهائلة التي استطاع الإمام الخميني أن يحصل عليها من القرآن، فسخّر هذه القوة القرآنية في أن يغيّر مساراً عالمياً في القرن العشرين، وأن يؤسس دولة إلهية إسلامية تعتبر حلم الأنبياء، وهي الدولة الممهدة لظهور صاحب العصر والزمان (عج).
بدوره السيد فحص رأى أنه إذا أردنا أن نصل إلى مجتمع قرآني يتأثر ويتفاعل ويقتدي بالقرآن الكريم، يجب علينا أولاً أن نصل إلى مجتمع يتلو القرآن الكريم ويأنس بتلاوته، ويرتبط حتى بهذا المقدار ارتباطاً وثيقاً يومياً مع القرآن الكريم.
وشدد السيد فحص على ضرورة أن لا تخلو مائدة اللقاءات المباركة في السهرات واللقاءات من بعض أنماط التفسير والارتباط بالقرآن الكريم، وعليه، فعندما نتحدث عن المفاهيم الجهادية والقيمية وغيرها، يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، وكذلك عندما نتحدث عن قيم وأخلاقيات ومسلكيات، أيضاً يجب أن يكون القرآن الكريم حاضراً، وبالتالي يجب أن يتحوّل القرآن إلى حضور فعلي وواقعي في حياتنا.
من ناحيته المسؤول الثقافي لحزب الله في المنطقة الأولى الشيخ شوقي خاتون شدد على أن المحور الذي نعمل عليه ونعتبره أولوية هو القرآن الكريم لما له من دوره مهم جداً في بناء إنساننا ومجتمعنا ومنهاج حياتنا بشكل عام، وهي الوصية من النبي (ص) “إني تارك فيكم الثقلين”، فالقرآن أحد هذين الثقلين، وهو الثقل الأول والأكبر، ومن هناك تأتي أهمية العمل القرآني إلى جانب الجمعيات العاملة سيما جمعية القرآن الكريم التي عملت على بناء هذه الثقافة، إلى جانب جمعيات أخرى وشخصيات أيضاً كان لها حضورها القرآني على امتداد هذا البلد الذي نعشيه فيه.
وأشار الشيخ خاتون إلى أنه منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة عاد القرآن الكريم إلى الصدارة في مجتمعنا وبيئتنا، وفي لبنان وتحديداً في الثمانينات شهدنا أيضاً عودة للقرآن الكريم، بحيث أصبح جزءاً من حياتنا ويومياتنا، ولم تعد قراءة القرآن تقتصر فقط في المآتم، وإنما أصبحت جزءاً من اهتماماتنا وبرامجنا الثقافية.
وفي الختام، جرت مداخلات للمكرمين تمحورت حول سبل تطوير العمل القرآني في المنطقة، فضلاً عن زيادة التعاون والتنسيق بين الجمعيات القرآنية.