جنوب لبنان محمد درويش٠٠٠
أسف رئيس “لقاء الفكر العاملي” سماحة السيد علي السيدعبد اللطيف فضل الله لأنّ الطغمة السياسية الفاسدة، لا ترى حالات الجوع ومظاهره الحادة وحالات الاستضعاف، حيث هناك مَن يطلب دواء أو استشفاء أو خبزاً أو حاجات حياتية أساسية، ولا يملك كلّ مقومات الحياة، بينما السياسيون يتفرّجون ولا يفعلون شيئاً سوى الكلام، فيما معظمهم هم من الذين نهبوا وسرقوا واحتالوا وتقاسموا حقوق الدولة ومال المواطن، ثم يتحدثون عن الإصلاح وعن ضرورة القضاء على الفساد وغير ذلك من شعارات رنانة بلا أيّ نتيجة فعلية، فيما راتب الموظف لم يعد يكفي عائلته ليومين أو ثلاثة”.
واعتبر السيد فضل الله أنّ ما وصلنا إليه ليس فقط نتيجة سياساتهم الفاشلة، بل نتيجة سياساتهم الفاسدة والمفسدة لطبيعة حياتنا والسارقة لمقومات هذه الحياة.
وقال : “لا يمكن لحكومة أن تقوم إذا لم تحاسِب الفاسدين، وأوّلهم أركان الطغمة السياسية والمالية. وهذه الطغمة ليست من الأشباح، بل هي أولئك الذين سرقوا وأكلوا أموال المودعين بينما كانوا يعِدون الناس بالحفاظ على قيمة عملتنا الوطنية!
وأشار السيد فضل الله إلى أنّ على الحكومة أن تنطلق بعقلية محاسبة الفاسدين والمرتكبين، وإذا لم تكن كذلك فهي ستعيد إنتاج الأزمات على قاعدة “كلما جاءت أمة لعنت أختها” كما يقول القرآن الكريم.
وشدّد على “أننا نريد عقلية حكم وطنية، ولا نريد أن يتمترس أحد وراء فئته وطائفته وتنظيمه، ثم يتحدث عن الناس ويدّعي أنّ الناس هم قضيته؟!
وسأل: “هل تعرفون ما معنى رفع الدعم؟ لقد وصلنا الى الهاوية وهناك أناس سيجوعون، وسيُذَلون أكثر”… وقال: “في البداية وضعتم الدعم، فذهب معظمه إلى المحسوبيات والمستوردين والتجار الجشعين، والآن ترفعون الدعم وتقولون للناس إنكم إذا رفعتم الدعم سيخفّ الضغط عن الليرة وتسير الأمور كما يجب ويتحسّن الوضع”! لافتاً إلى “المماطلة الحاصلة في موضوع البطاقة التمويلية التي يبدو أنها ستؤجّل وتؤجّل حتى يقترب موعد الانتخابات!
وتابع سائلاً: مَن هم هؤلاء الذين يتلاعبون بسعر صرف العملة؟ هم السياسيون أنفسهم لأنّ هذا الدولار هو دولار سياسي تتلاعب به الشركات المحمية من قبل هذه الطغمة السياسية، يرفعون السعر ثم يخفضونه، سواء المصرف المركزي او المصارف او الصرافين او التجار الذين يجمعون الدولار حتى يأتي يوم يلوّعوننا به بسياط الحاجة”.