الشاعرالاعلامي محمد درويش من الوطن الكبير …بقلم الشاعرة زينب دياب

 بقلم  الشاعرة زينب دياب.. (عضو منبر ادباء الشام ) 

ماذا يمكننا القول عن الشاعر الإعلامي الكاتب والصحفي محمد درويش؟؟
الذي يحمل لقب ” شاعر المخيمات”،هو شاعر العمق لا الوفرة، يؤمن بأن الشعر والصحافة رسالة وأن الحرية أساس الإبداع والتطور والإزدهار في عالم الشعر والثقافة والأدب السياسة وأن حياة الشاعر والإعلامي لا تنتهي لا بحضوره ولا بموته إنها نهر جارف وبحر واسع فيه من الدهشة ما يكفي لزمن طويل
إبداعاته رائعة في عالم الكتابة علاوة على قدرته الرفيعة في عالم الشعر
هو علامة مضيئة وجوهرية في تاريخ الإعلام والشعر والصحافة في لبنان والخارج
موسوعة هو بإنجازاته، تجربته الشخصية غنية… ساطعة
الشاعر والإعلامي والصحفي محمد درويش من فلسطين، جذوره من قرية “أم الفرج” قضاء عكا في الجليل والده من نازحي 1948.
هو مواليد مدينة صور عام 1953 م. مدينة صور مدينة تاريخية في الجنوب اللبناني، احدة من أهم المدن الساحلية في العالم، إشتهرت بتصديرها للأبجدية إلى العالم ولها أياديها الخيّرة على حضارات العالم.
كان يسكن مع عائلته في مخيم الرشيدية القريب جدا” من مدينة صور ، عاش حياة المخيم والمعاناة، حلمه الرجوع وإنتظار العودة.
محبته الكبيرة لمدينة صور بدأت تنمو معه وهو تلميذا” في مدارسها ومنذ أتاها سيرا” على الأقدام من شاطئ مخيم الرشيدية ليصبح هو وعائلته من سكانها عام 1970..
تلقى علومه الإبتدائية والمتوسطة في مدارس صور..
تجربته الإبداعية الأولى بدأت في صف السادس إبتدائي عندما طلبت منهم المدّرسة موضوع إنشائي عن الفقر، كان تعريفه مبهرا” وموضوعه مميزا” ، تجلّى هذا التميز فوزه بجائزة الإنشاء العربي عن نصه “الفقير” ومنحه هدية من إدارة المدرسة وهي عبارة عن مجموعة كتب لجبران خليل جبران..
والد الشاعر والإعلامي محمد درويش كان أول مصور صحفي يأتي من فلسطين إلى الجنوب اللبناني.. هو المصور ( موسى درويش) الذي تعلم فن التصوير في عكا، أول من إفتتح ستوديو تصوير في مدينة صور ( ستديو درويش) وأول من أدخل الصور الملونة التي كان يلونها بيده، إستديو ( كوداك كولور) أُعجب جدا” بصور والده ونقل التجربة إلى معرض نيويورك الدولي ليفوز والده بالجائزة الأولى وذلك في العام 1966.
شاعرنا كان يشارك والده في تصوير أفلام وتُعرض للصغار في سينما للأطفال، والده كان المصور الشخصي الخاص للإمام المُغيب (السيد موسى الصدر) يملك كل الذكريات الأرشيف في ستديو درويش منذ العام 1966.
شغف شاعرنا بالقراءة والمعرفة في عمر مبكر جعله يعمد إلى الإقتطاع من مصروفه اليومي مبلغ من المال ليشتري به الكتب والمجلات ليُنمي ثقافته حيث واكب الثقافات المختلفة النظريات والأديان والفلسفات لينال دبلوم الدراسة الثانوية من الكلية الجعفرية في مدينة صور بدرجة ممتاز
بدأ بعدها مرحلته الجامعية في أواخر السبعينات، تخصص في علوم الصحافة والإدارة والعلاقات العامة بين القاهرة ودمشق وبرلين الشرقية والغربية واليونان وبلغاريا
عاد بعدها الشاعر والصحفي والإعلامي محمد درويش إلى بيروت ليمارس العمل في مجال الإعلام، عمل في مجلة الحوادث اللبنانية حيث بادر إلى نقد الكتب والنشاطات الثقافية في العاصمة قبيل إندلاع الحرب الأهلية في لبنان، وأيضا” إبتدأ عمله في صحيفة السفير وانتقل إلى جريدة النهار وراسل أغلب الصحف اللبنانية التي وضعت ثقتها الكاملة في قدراته وجهده المتواصل….
_
 في قاموسه الشعري :
هو صاحب القلم الوجداني، يسمو صوت الإنسان عنده لا يقبل الضَيْم على أحد، تسكنه الهموم المتعلقة بقضايا وطنه والقضية يقول :
ألبعد في حالات العشق يُشعل القلوب وقد يحرقها وهذه هي حالنا مع الحبيبة فلسطين، هو يعيش حالة البُعد على الذكريات..
في شعره خصائص ظلت علامة دلالية على فرادته كتب عن الصمت والغياب والعائلة، موضوعاته محدودة ولكن متنوعة، معظم أعماله إشتهرت بالإنسانية والصدق والجماليات الرائعة يُعبر عما بداخله من بساطة وحب وبأن الشاعر في داخله هي الشخصية العميقة المنتصرة لأنه يقبض على عمق الحياة….
طموحه بالشعر اليوم أن يُجيب على كل الأسئلة العامة والخاصة وأن لا يكون مفصولا عن طموحاتنا الشخصية وهموم الوطن العامة ويستطيع الشاعر أن يكون شاعرا ومحبا” وإنسانيا” وروحيا“..
نشر محمد درويش قصائده الأولى في صحيفة السفير، وكتب أيضا” قصائد تفوق ال 300 في جريدة النهار.
_
 إنتاجه الشعري :
عام 1975 أصدر ديوانه الأول ( ألموت والرقص في ظل البندقية.
_
 عام 1976 أصدر ديوانه الثاني ( قصائد من خلف المتاريس).
_
 عام 1977 أصدر ديوانه الثالث ( سيف التراب وفرسان الفرح الأحمر) والذي قدم له الأديب والناقد الشاعر اللبناني جورج غنيمة وعلى أثره تناولته الصحافة اللبنانية والعربية ليحمل محمد درويش لقب ( شاعر المخيمات) لأن دواوينه هي مجموعة قصائد تتكلم عن المجازر التي حصلت في المخيمات الفلسطينية التي كانت مقالع للبطولة، عرّفت بالجرح الفلسطيني، شاعرنا يعتبر أن جبهة الشعر الفلسطيني هي من أقوى جبهات الإبداع عربيا” حين نتحدث عن الشعر المقاوم، لذلك كلمات أشعاره تُعانق سماء فلسطين فخرا” بكفاح شعبه الزاخر بالروح والوطنية والتضحيات والعطاء ومن عطر كلماته تفوح ثورة لإيقاظ الضمائر من أجل الحرية المليئة بالتضحيات ،لقد حمل الغموض في بعض قصائده لأنه في الأساس لم ير شمس وطنه هذا الغموض لدى الفلسطيني يأتي من عمق مأساته وبحثه عن وطنه وصراعه من أجل البقاء إلى أن يعود إلى وطنه الأم …
أصدر أيضا” كتاب ( النقد الحديث) قراءات في نتاج شعراء وأدباء من لبنان وفلسطين والعالم العربي..
_
 لديه مجموعة شعرية كاملة قيد الإصدار بعنوان ( فراغ الأمنيات)….
ألشاعر والصحفي والإعلامي محمد درويش الحكيم في عمله، محاور من الدرجة الأولى يتقدم نحو الجميع دون إنتظار شكر من أحد، صريح القول والفعل، هذا ما جعله داعم وسند لصرح الإعلام والصحافة كي يبقى في أوج النجاح، هو قامة تُرفع لها القبعة، إضافة لممارسته عمله مع كبريات الصحف عمل أيضا” كمراسل ومحقق ثقافي في صحف ومجلات لبنانية وعربية وصولا” إلى أهم الوكالات العالمية حيث عمل في وكالة ( يونايتد برس إنترناشيونال) في لبنان ومركزها الرئيسي كان في لندن وواشنطن في القسم الإنكليزي ثم القسم العربي مراسلا للبنان عامة والجنوب خاصة لأكثر من ثلاثة عقود وحرر وكتب التحقيقات والتحليل الإخباري وغطى الحروب والأزمات المتتالية على لبنان.
هو رجل إقترن إسمه بالصحافة فأصبح الحرف والرمز المعبر عن مهنته أعوام وأعوام بلا كلل أو ملل، حمل كل صفات المهنة منها الحس الصحفي، الأمانة النزاهة الصدق يقظة الضمير وغيرها من الصفات التي لا يمكن الحديث عنها بكلمات، بل هي سيرة ومسيرة طويلة وشاقة تحمل قيمة أثمن من أن تختصرها الكلمات، مؤهلات كثيرة جعلته يُوصف بالمخضرم فقد عايش تطور المنطقة العربية وتحديدا” لبنان من العام 1967 حتى العام 2006 …
لشاعرنا موقف لافت من الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة حيث أكد على تمسكه أن الصحافة في طريقها إلى الإفلاس لأن كل من لا يقرأ ينتهي، والمواقع الإلكترونية منها ما تتسابق من أجل شائعة دون التأكد من صدقيتها وتفعل بلبلة في الشارع وهذا أخطر ما يحدث والحقيقة اليوم أكبر من أن تُغمض عنها العيون.
كان يمارس عمله الإعلامي وفي نفس الوقت يشارك في النشاطات الثقافية.
_
 في العام 1975 أسس الرابطة الثقافية اللبنانية الفلسطينية بالتعاون مع مجموعة من الشعراء اللبنانيين والفلسطينيين في منطقة الجنوب ومناطق لبنانية أخرى، وأقام سلسلة أمسيات شعرية وندوات ومهرجانات وأصدر نشرات ثقافية ومجلات وبيانات موثقة في الصحافة اللبنانية والعربية حتى العام 1982.
_
 منذ العام 1975 وهو عضو مؤسس في الإتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.
_
 في العام 1995 أسس محمد درويش مركز درويش للإعلام والصحافة في مدينة صور وقام لسنوات عديدة بتدريس مادة الصحافة والإعلام للشبيبة اللبنانية والفلسطينية في منطقة صور بالتعاون مع جمعية النجدة الإجتماعية في صور.
_
 في العام 2000 أصدر كتاب ( سيرة إيمان وعمل) قراءة في تاريخ المطران يوحنا حداد السياسي والروحي، قدّم له رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر بلال شرارة.
ألشاعر والإعلامي والصحفي محمد درويش يرى أن الإعلام اللبناني سبّاق في العالم، هناك إعلاميين يمتلكون قوة فكرية ومقدرة تقنية عالية المستوى في المجال الصحفي والأدبي والفكري تستعين بهم مؤسسات عالمية وعربية.
في مجاله الصحفي عمل بصفة مراسل حرب هو أول الصحفيين الذين رفعوا تقرير عن الحدث الذي كتب عنه التاريخ ( مجزرة قانا) حيث شاهد وعاين كل أحداثها..
ألشاعر والإعلامي والصحفي محمد درويش يصف محبته للبنان والجنوب اللبناني ولمدينة صور تحديدا” يقول :
هي محبة لا يعادلها سوى محبتي لفلسطين، إنها أمي وأبي في غيابهما، لقد أغرقتني بعاطفتها، محبة ناسها أمر كبير لا أبادله بكل كنوز الدنيا، يقول بأنه عُرض علىيّ العمل في وسائل إعلامية في دول عربية وأوروبية ولم أوافق لأنني كالسمك إذا خرجت من ماء صور فإنني أموت، لقد قمت برحلات ثقافية ونشاطات إعلامية لدول أوروبية لكنني لم أجد لذة تعادل : أن يُغرد العصفور إلا على شجر صور والجنوب وسأبقى على هذا الغناء حتى تعود روحي إلى بارئها ولن أتعب، حلمي أن تتحول صور إلى مدينة ثقافية، متابعا”القول : أن هناك أيضا” المئات من الطاقات الصحفية في لبنان تشبهني إلى حد كبير حيث أنها تحولت إلى أسماك لا تقوى على مغادرة بحرها وبأن لبنان أهم وطن لقلم الشاعر والصحفي وآلة التصوير وريشة الفنان وخشبة المسرح والمنتديات الأدبية، ففي لبنان فقط طويت دموع غربتي فشمس الحرية واستعادة الأحلام الضائعة وجدتها في لبنان..
محبته لمهنته التي لن يتركها ما دام في جسده عرق ينبض فهو لم ولا يتعب منها إنه كالقابض على جمر الحقيقة يكتبها ويعيشها في رحلة طويلة مستمرة لأكثر من 4 عقود، يتمنى لكل صاحب قلم أن يعرف بأن القمة تتسع للجميع إذا أحسنا النوايا والعمل..
رغم كل ذلك خلال تجربته الإعلامية والشرعية عانى من منافسة غير شريفة لاحقته كظله ومحاولة بعض الجهات إسكات صوته لذلك حرص على التسلح بالسرية والغموض فلا أحد يعرف عنوانا” لدروب وطرق يحملها من قصائد وأوراق فهو لا يكشف الكثير منها لذلك يُقال عنه بأنه شاعر الكلام السري !!
هو من الأشخاص الذين قل نظيرهم في محراب الكلمة محطاته كثيرة في هذه الحياة وأحرز نجاحات عديدة :
هو عضو مؤسس في الحركة الثقافية في لبنان تولى مسؤوليات إعلامية عدة في الحركة على مدار سنوات كثيرة بالتعاون مع رئيسها الشاعر بلال شرارة وكان من كتّاب وشعراء مجلة ( مقاربات) الناطقة بلسان الحركة الثقافية.
_
 هو عضو مؤسس في منبر الإمام الصدر الثقافي في لبنان.
_
 ناشط ثقافي وإعلامي وكاتب يومي في المواقع الإلكترونية في لبنان والخارج.
_
 مدير سابق للمركز الثقافي العربي في جنيف فرع لبنان.
_
 حائز على أكثر من 100 شهادة تقدير من مؤسسات إعلامية وثقافية وعشرات الأوسمة والدروع من مؤسسات الإعلام والثقافة في لبنان والعالم العربي تكريما” لما قدّمه من تطوير في الدوائر الإعلامية والثقافية والشعرية خلال عمله لأربعة عقود من الزمن.
_
 نال درع تقدير من عمله لربع قرن في الجنوب قدمته له مجلة شؤون جنوبية إلى جانب شهادات وتقدير من كافة الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية ولا مجال لحصرها وتعدادها.
_
 أجرى مقابلات إذاعية وصحفية وتلفزيونية وإلكترونية عدة خلال مسيرته الإعلامية والثقافية شرح خلالها تجربته الفنية بالعطاء الإعلامي والأدبي.
_
 هو محاضر في المراكز الثقافية والمهرجانات والندوات الشعرية والثقافية كشاعر وناقد أدبي وإعلامي ومحلل سياسي في عدد من الصالونات والمنتديات في المدن والمخيمات في لبنان، وعواصم عربية وأجنبية.
_
 يملك أكبر أرشيف مصور ومكتوب ومنشور عن تاريخ تطور الأحداث في جنوب لبنان خلال تجربته في العمل الصحفي والأدبي.
_
 كرّمه وزير الثقافة في لبنان الدكتور محمد داوود وقدم له شهادة تميز رفيعة المستوى موقعة من المركز الثقافي الإلماني الدولي وشبكة فينيق للإعلام في لبنان.
_
 في الحقل الإعلامي يعرفه الجميع في الجامعات والصالونات الأدبية حيث نقل إبداعه إلى الخارج في أوروبا ومصر وسوريا وقبرص وأثينا وبلغاريا ودول أخرى.
_
 هو الأمين على ثقافة الإغتراب التي يتنفس منها لبنان اليوم لديه الكثير من الدراسات والمقالات والأبحاث والقصائد التي يقدمها مما يرفع من قيمة الإبداع التي يقدمها في وطنه الثاني لبنان..
الشاعرة زينب دياب

منبر ادباء بلاد الشام