دمشق – علي حسن
زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره فيصل المقداد، في خطوة تؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأن الشراكة على مختلف الأصعدة بينهما تتخطى أيّة عقبة محتملة، والهدف يبقى مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على الجانبيْن نتيجة تمسّكهما بمبادئ محور المقاومة.
الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور حسن حسن تحدث لموقع “العهد الإخباري” عن دلالات الزيارة، فقال إنّ: “زيارة الوزير حسين أمير عبد اللهيان لدمشق يوم أمس هي الرسالة الأولى التي أرادت طهران أن توصلها لأعداء محور المقاومة، بغض النظر عن حضوره مؤتمر بغداد، وتابع “أول زيارة رسمية للوزير الإيراني كانت إلى دمشق، كما أن حضوره لمؤتمر بغداد غيّر من سياق اللهجة المتبعة فيه، إذ لو لم يحضر عبد اللهيان لكُنّا قد سمعنا عبارات وخطابات واحدة تتكرر بذات المدلول وبذات الطابع الأمريكي وكأنّ يدًا واحدةً قد كتبت لهم كلماتهم”.
وأضاف حسن حسن: “وجود إيران في هذا المؤتمر هو ما أعطاه قيمةً مقاومة، فأصحاب ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي أرادوا أخذ العراق بعيدًا عن خط محور المقاومة الذي يحكم المنطقة برمتها، وحديث عبد اللهيان فيه عن أهمية دور دول المنطقة وتحديد أهمية دور سوريا فهذه رسالة بأن من يعمل على عزل سوريا وتحجيم دولها الإقليمي في المنطقة وقطع الشريان الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق فالضاحية الجنوبية إلى القدس وما بعدها أيضًا هو واهم”.
وأشار إلى أنّ “تأكيد الوزير عبد اللهيان من نقطة العدوان السافر على الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس على الملاحقة فهذه رسالة للطواغيت وأصحاب الجبروت والعربدة بأن تصرفاتهم لا تخيف محور المقاومة”.
وتابع حسن حسن: “إكمال الرسائل بالوصول إلى دمشق وهذا الاستقبال الرسمي الرفيع يؤكد أنّ من يراهن على إضعاف المحور عليه أن يستفيق من أحلامه وإذا كان هناك مَن مِن الذين يتحكمون ببعض مفاصل صنع القرار الدولي يتوقعون أنه من خلال الحرب الاقتصادية المتزامنة مع الحرب الإرهابية يستطيعون إضعاف إرادة شعوب المحور فعليهم أن يعيدوا النظر بذلك”.
وشدّد حسن على أن “الرسالة الأبلغ التي وصلت لأعداء محور المقاومة أنه لم يعد بالإمكان الاستفراد بمسرح عمليات طرف من أطراف المحور لأنه متكامل، فعندما يقول سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله إنّ السفن الإيرانية التي تحمل النفط للبنان هي أرض لبنانية ويُرغم العدو والأمريكي على ابتلاع ألسنتهم، تتضح الصورة للجميع، ونحن أمام واقع جديد تميل فيه الكفّة للمقاومين”.
وفي نهاية حديثه لـ”العهد”، لفت حسن إلى أنّ “أمريكا خرجت مهزومة من أفغانستان وذليلة، ومن يظن أنها بعربدتها وما تمتلكه من قوة عسكرية تستطيع بها أن تحاصر إرادة الشعب السوري عليه أن يعيد حساباته، فمنطق وجود قوات محتلة غير شرعية على أراضي سوريا غير مقبول ولن يستمر ومن حق الشعب السوري أن يرد وعلى أمريكا أن تتوقع ما يخطر في بالها وما لا يخطر”.