بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ص وعلى اله الطيبين الطاهرين
عظم الله اجوركم ايها الاخوة الحسينيون تقبل الله اعمالكم ورزقكم الله عفوه وغفرانه
من الصعب أن نجد في تاريخ البشرية كله يوماً كيوم كربلاء، فقد أفاضت بعظمةالتضحيه وقداسه الحق والبذل السخيّ في الارواح في سبيل إصلاح مسرىرساله السماء التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه واله
اما الامر الذي شغل الدنيا في يوم كربلاء فإنّه نبراس الرسالةالتي شع نورها على صفحه الكون من جديدلتنضح في حنايا الشعوب المظلومة روحاً صادقه في العطاء المضمخ بالدم النبيل مسكوبا على مذبح نور ووهج حقيقة الرسالة وقداسة الحقوغزارة العطاء الفريد على صفحه التاريخ.
من اجل ذلك يرفض التاريخ الوقوف عند اعتبار كربلاء مأساة وفاجعة ومناسبة للبكاء فقط، بل الإطلاع على جوهرها النضير فيراها مهرجاناً للحق والتضحيه والفداء والاصلاح.
إنّه يوم لم تعرف البشريه حقه ولا ما آل إليهم من فهم عظمة عطائه، وإنّ الاقدار لم تدع رؤوس ابناء الرسول صلى الله عليه واله وسلم وصحبهم تُحمل على رؤوس الرماح الا لتكون مشاعل منوّرة على طريق البشرية الى الأبد.
انّ في تاريخ آل الرسول هداية للبشريّة جمعاء فمن وقت فيض الرسالة على محمد صلى الله عليه واله كان الامام علي عليه السلام الرجل الاول والأمثل الذي حمل لواء دينه وساعدا للرسول الكريم وفيه تمثلت كل حاجاتالتضحيه والفداء في سبيل الحق منوّراً أركان الكون.
وما كانت روح التضحية عند ابي عبد الله الحسين واله واصحابه بهذا السخاء الا حفاظا على دين النبي محمد(ص) بعد ان راى النّاس يزيداً يرسل وحوشاً لقتل آل محمد واباحه حرم الرسول في المدينه التي اباحها لزبانيته نهباً وقتلاً وكانت فضائحهم باهل المدينه لطخة عار لن تمحى في تاريخ بني اميه ولم يكتف بقتل ابناء فاطمة الزهراء ابنة النّبي العظيم وزوج ابن عمّه سيف الرساله وحامل لواءهاوفكرها الخلّاق وابنائهم من الأئمة العظام الذين هم مصابيح الحيارى الى الصراط المستقيم وقد خرب الكعبهوالبيت الحرام وهي أقدس أرض يطأها إنسان.
وقد يعزُّ ألماً علينا ذكرى هذه الماساة العظيمة الا ان الواجب يحتم علينا إطلاع الدنيا على هذه التضحية العظيمه في دنيا الاحرار
ولابد ان نستمع الى شهادهواضحه شريفه من معاويه الثاني ابن يزيد الذي عيّن خليفة بعد أبيه كشاهد حق فاضحا اهله الاشراروقد قال للناس بعد ان جمعهم ايها الناس:
“إنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب عليه السلام لقرابته من رسول الله(ص) وسابقته في الإسلام، ولقد ركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهين أعماله، ثمّ تقلّد أبي يزيد الأمر من بعده فكان غير أهل له، ركب هواه وأخلفه الأمل وقصُر به الأجل ثمّ صار في قبره رهين ذنبه وأسير جرمه.
وإنّ مِنْ أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء منقلبه، فقد قتل عترة رسول الله صلّى الله عليه وآلهو سلّم، وأباح حرم الرسول(ص) وخرّٙب الكعبة، ثمّ قال: وما أنا بالمتقلد أمركم والمتحمّل تبعاتكم فاختاروا غيري لأنفسكم.
ثم غادر منبره الى داره ولبث عاكفا على عباده الله حتى لقي حتفه بايدي عائلته.
وملحقللمجزرة نُشرت تضحيه الامام الحسين العظيمه على اطراف العالم الاسلامي في وقتها فحملتها السيدهالعظيمه زينب ابنه الامام علي عليه السلام فقد كانت المعركهلاجل استمرار عصر النبوة بكل فضائله ومزاياهالعظيمه فحملتها بطلةُ كربلاء، ونشرتها في كل عالم المسلمين وقد ذكرت الأديبة المصريّة بنت الشاطئ في كتابها بطلة كربلاءقائلاة: لقد أفسدت السيدة زينب اخت الحسين، على ابن زياد وبني امية لذة النصر وسكبت قطرات من السم الزعاف في كؤوسهموفي كؤوس الظالمين، وإنّ كل الأحداث السياسية التي ترتبت بعد ذلك من خروج المختار وابن الزبير وسقوط الدولة الأمويّة وقيام الدولة العباسيّة وتأهيل مذهب الشيعة إنما كانت زينب بطلة كربلاء باعثة له ومثيرته”.
إنّ الامام الحسين لم يخرج ليحرز في المعركه نصراً مضمونا بل خرجليؤكد حق الاسلام في حمايه نفسه من الضلال والإفك وخير من فهم الرسالهوالتضحيه السيدة زينب عليها السلام حفيده الرسول صلى الله عليه واله وسلم وسرعان ما ردت للدنيا صوابها حين ارتها من عظمة هذا البيت العجيب من البطولات التي لم يعرف مثلها اهل الارض واعطت للعالم درساً أن الهزيمه التي يتفجع لها الناس ويستكينون انما هي هزيمه الجسد وما كان ولا يكون لدعاه الحق وحملة راياته ان تنهزم ارواحهم ولا أن تنحني جباههم ابداً.
وراحت كلمات اخت الامام تنبعث ناراً على ابن زيادوعلى يزيد ويلقانا من حصاد كربلاء ودروسها العظيمه جلال الإيمان فالحسين العظيم لم يخرج الى الكوفة طالبا ملكاً أوجاها انما كان مستجيبا لسلطان الايمان الذي لا يعصى ولا يقهر.
كربلاء وهي القضيّة الكبرى في تقويم شريعة الله على الأرض ثنمها كان أغلى بشري مشى على ترابها بعد الأنبياء والصالحين وهو الإمام الحسين(ع) سبط الرسول وحامل لواء دين جدّه بعد رحيل آله.
ولا تزال الاطماع النّفسية للطغاة في أيامنا تلهث وراء الاجرام والعنف لتستحصل على مركز هنا وتشريفاً غير شريف هناك فترفع للحق سيفاً باطلاً تقتل الابرياء وتستضعف الشعوب، وما يكون للقلوب العابقه بالإيمان الا ان تقاوم فترفع الطفوله أكفّاها العارية الفارغة في وجه المدافع والصواريخ، ذنبهم الوحيد انهم يرفضون الخضوع لأي رأي امريكي صهيونيّ ارهابي يملى عليهم، خُلقوا احرارا ويريدونهم عبيداً، وهيهات من إذلالهم تأبى أرواحم ذلك، ويأبى الله لهم الإستكانة والاستسلام للباطل، إذ تشرفت قلوب المقاومين عندنا الذي محو صفحة الذل عن وجه المسلمين والعرب بنور الإيمان بالله وبرسوله ووصي رسوله وسبطي رسوله حيث كانت عظة كربلاء في قلوبهم راسخة تجلّى من خلالها ملكوت الرب العظيم فصَغُر ما دون ذلك في أعينهم، فإن ماتوا فهم شهداء وإن عاشوا فهم سعداء وكما أن السيدة زينب عليها السلام كانت الوجه الإعلامي لتضحيات الإمام الحسين عليه السلام رغماً عن أنوف الظالمين، وكذلك اليوم على الرغم من تعتيم العتات على جرائمهم وخبثم تظهر بتسريب على هاتف أو زلت على شاشة تلفزيونية أو تصريح غبي، ليصل بهم الإمر إلى أن تصدر منهم فحيحاً إلى تأييد يزيد بقتلة سيد الشهداء.
***********
أيّها الإمام العظيم هل احترقت ثورتك في عيون اتباعك وترمدت فكلّا لم تحترق ولا نزال نحن نراها مستعرة ومنتشرة ملعلعة في أربع أصقاع الأرض.
أم انّها نامت برهة في مقلتيك ام انها تترقب ساعه من ساعات الدنيا تعمّ فيها ثورتك الانسانية العالم كله، مستمدة العزم من وريد بطولاتك لخلاص العالم من كل الظالمين والفراعنة والفاسدين.
أيّها الحسين العظيم
إنّك بريت نفسك قلما للصفحة الكبيرة
من المعاناه بريتها
ومن بهاء الحقيقة جليتها
وعلى النول الابي نسجتها
يا للبطولة العظيمة
ظنوها متاعاً ومجازفة
هاجموك بها
واقتصوك بعد الف جوله والف صولة
وداسوا بدنك كأنّك الأوسع في الميدان ونسوا أنك إمام زمانهموسبط النبي العظيم محمد صلى الله عليه واله وسلم
وما دروا انك ما قُهرت وما غُلبت فأنت الأعلى لأنّك من أهل بيت النبوة تمثلون نبراس الحق والكرامة، وأنّكم مصباح الهدى وسفينة النّجاة كما ذكر جدك العظيم محمد(ص).
فأنت صغت الملحمة حقيقة، عندما تأتزر في مجال التحقق، فأصبحت الملحمة، القدوةَ في الرفض، إنّها العنفوان، تعلّم الانسان كيف يرفض الذل والهوان، وتعلمه كيف يرزم اجياله في مجتمع الانسان طلبا للحق، يا لجدك الملهم وأبيك فريد الزمان أعظم رجلين عبَرا صفحة هذا الكون ونوّرا الدنيا بنور السماء.
وقد أصْبَحتَ بعدهم المنارة تهدي التائهين من جيل الى جيل
وقد كانت وما زالت كربلاء
ثورهً تعلم الفداء
وثورة للحرية
وثورةً تبني الإنسان
وثورةً تهدم جدران الظلم
وثورةً تبقى حيه في وجدان الامة
وثورةً تبقى في وجدان الانسان على مدى الأزمان
ولأنها كربلاء فهي روضة السيف والدم والقلم
ولأنها كربلاء فهي أنشوده المجد في فم الزمان
ولأنها كربلاء فهي قصيده شعر القافيه للوعة والالم
ولأنها كربلاء فهي شلال الدم وبركان الغضب المقدس
ولأنها كربلاء لم تمحو لوعتها يد الطغاة من وجدان الاحرار
ولأنها كربلاء سوف تحرر كل فلسطين وكل بلاد العرب والمسلمين من التائهين والضائعين
لن تموت كربلاء ولن تغيب شمسها من أفق التاريخ وسننتصر للعباقرة و أُلي العزم على مدى الأزمان.
و قد تزداد في زرع الشهامة و العدل و التضحية حتى تٙعُمّٙ جميع أهل الارض.
وقد تجذرت في أرواح الشعوب عزيمةً للحفاظ على العدل والحرية والكرامة، ولن تمحو لوعتها يد الطغاة من وجدان الاحرار
أيّها الإمام الشهيد أبو الشهداء بك نقتدي الى رسالة جدك، ولا حرمنا الله من إقامة هذه الذكرى العظيمة فننعم ببركاتك ودروسك وشفاعة جدك واهل بيته يوم لا ينفع مال ولا بنون.
السلام عليك وعلى أبنائك وأخوانك وأهلك وصحبك من محبيك وتابعي نهجك وسالكي دربك، وستبقى نوراً يهدى التائهين والمؤمنين الى الصراط ما دامت الدنيا الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عظم الله أجوركم
والسلام عليكم