بالتزامن مع ذكرى الانتصار الإلهي في تموز 2006، وبرعاية المنسّق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد، نظّم موقع صدى الضاحية احتفالًا بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه.
حضر الحفل الدكتور زهير الجعيد، ومسؤول وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله الأستاذ الدكتور حسين رحال، و عدد من الفعاليات السياسية والإعلامية والاجتماعية، بينها المنسّق بين الأحزاب في التيار الوطني الحر المحامي رمزي دسوم، ومسؤول السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي أبو علي زهر الدين، والمحامي المستشار القانوني قاسم حدرج، ووفد من علماء عكار برئاسة كل من سماحة الشيخ مؤمن الرفاعي والسيد منذر الزعبي، ورئيس تيار الارتقاء سماحة الشيخ خضر الكبش، ومدير المكتب الاعلامي لسماحة السيد علي فضل الله الحاج محمد عمرو، إضافة إلى مجموعة من الأصدقاء الإعلاميين بينهم الأستاذ الياس المر والأستاذ سركيس الدويهي، وفريق عمل موقع صدى الضاحية.
افتُتح الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها القارئ الدولي حمزة منعم، ثمّ النشيد الوطني اللبناني، أعقبه عرض فيديو طال إنجازات الموقع التي حقّقها منذ انطلاقته، وبعدها تمّ تقطيع قالب حلوى، وأعقبها كلمات من بعض المدعوّين أغنت الحفل.
الأستاذ الدكتور حسين رحّال
في البداية توجّه البروفسور رحّال في كلمته بالتهنئة إلى العاملين في “الموقع المقاوم بإدارة الأخ عماد وكل العاملين المتطوّعين بشكل خاص”، معتبراً هذا الموقع “يُشكل جزءًا من الإعلام التطوّعي، والإعلام الذي يقدّم جهودًا مباركة دون بدل مادي، من أجل دعم قضية المقاومة وقضايا شعوبنا في هذه المنطقة”.
وأضاف رحّال “هذه المبادرة ومثلها مبادراتٌ كثيرة تُقابل من الناحية النوعية بما يدفعه الأميركي من إعلام مرتزق وعميل تقاضى خلال السنوات الماضية عشر مليارات دولار بحسب ما كشف عنه ديفيد شنكل”، واعتبر مسؤول وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله “أنّ هذا الجهد الذي يتآلف مع الجهود الأخرى لأخوة متطوّعين ولأخوة في مؤسّسات عاملة، هو الجهد الذي باركه الله عندما قال إنّه ينفع الناس لأنه يمكث في الأرض، في حين أن الإعلام الآخر هو الباطل الزاهق كالزبد الذي لا يبقى منه شيء مع مرور الزمن”.
ووجّه رحّال كلمة للإعلامين بقوله “نحن في مجال الإعلام ننتظر مزيدًا من التضحيات، وفي المقابل مزيدًا من الحرب الإعلامية، ولأكون واضحًا، من الآن وحتى الانتخابات النيابية وربما الرئاسية المقبلة، نحن أمام حرب إعلامية، وحرب ثقافية ناعمة وخشنة في مقابل المقاومة”. وأشار “أنّ ما يزيد عن 90% من وجوه الفساد التي أوصلت بلدنا إلى الانهيار ونهب مدخرات الفقراء، هم من جماعة أميركا وداعمي أميركا، والذين تدعمهم أميركا. لقد أرادوا أن يغيروا الطبقة السياسية كما كانوا يبيّضون المال، يبيضون الآن الزعامات بنفس الزعامات الجديدة التي تُعطى وجوها بمكياج جديد، وهي عميلة لأميركا”.
وذكّر مسؤول وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله أنّ “هذا الاحتفال يلتقي مع مناسبة أخرى جليلة، هي مناسبة انتصار المقاومة في آب وتموز عام 2006” معتبرًا أنّ “المقاومة مثل الخير، مثل الشتاء الذي يطال المؤمن والكافر، المؤيّد وغير المؤيد، فهي خير دائم في حماية هذا البلد. فالمقاومة هي المدماك الأول لاستعادة السيادة بالمفهوم الوطني والسياسي، عدا عن المفهوم العقائدي لهذا البلد”.
كما طلب البروفسور رحّال “أن نركز كإعلاميين على تنوير الساحة أمام الفئات التي أكلها الوهم وأثّرت فيها الدعاية المضادة، ومن يسمّون عادة بالمتردّدين، هؤلاء يحتاجون إلى رعاية، وإلى أن نقوم جميعًا بحكمة وبوعي بأن نوصل الرسالة الإعلامية الحقّة دون مبالغة، وبإصرار على الصدق والمصداقية كما تفعل المقاومة عندما تقوم بعمل تعلن عنه”. وختم رحّال كلمته بالشكر إلى كل المتطوعين والعاملين في موقع صدى الضاحية الإلكتروني بوصفه الرديف للمقاومة.
الإعلامية غدير مرتضى
تحدّثت مرتضى عن تأسيس الموقع وانطلاقته ونشاطاته، حيص تأسّس “عام 2016 بموجب علم وخبر من المجلس الوطني للإعلام”، مشيرة “إلى أننا في خضّم انطلاقتنا الأولى، انطلقنا كما نعلم، من اسم موقع DNN، وبعد تعرّض الموقع للهجمات المتتالية والمتلاحقة كان لا بدّ من تغيير التسمية، فكان صدى الضاحية. ويجدر بنا أن نقول ما زلنا حتى اليوم نتعرض إلى مثل هذه التعديات.
وأضافت “منذ انطلاقتنا في الموقع كان لنا هذا النشاط الفاعل، فضًلا عن الندوات المتنوّعة التي نظّمت، ومنها “الإعلام من الشهادة إلى الانتصار”. وختمت مرتضى بالقول ” كان لهذا الموقع تميز وتألّق على مدى سنوات، فاعتمد على مبدأ الثبات والاستمرار، مرتكزًا على العزيمة والإصرار والصبر، فأثمر الخير الوفير”، وراهنت “على أن يبقى هذا الفريق الفاعل ممهّدًا فاعلًا لمجمل دروب الحقيقة في زمن الزيف والاستغلال، ليكون دائما مع الحقيقة.”
الشيخ زهير الجعيد
أكّد سماحة الشيخ في كلمته على أنّ ”المقاومة كانت ملتزمة بعروبتها وبدينها حين نظرت إلى القدس، وإلى فلسطين فلم تترك السلاح حتى تحرير كل شبر من أرض فلسطين المباركة.”
وعن الاوضاع السياسية قال “ما جرى بالأمس في خلدة ومنذ اللحظات الأولى، كان هناك خلل. نعم، أنا أعلم مقدار صعوبة الظلم، وقع على الشهيد علي ظلم، ولكن حين تطلق المقاومة الشعارات، هي ليست من أجل أن تكون شعارًا استهلاكيًا اعلاميًا، ولا أن يكون أجوفًا، فحين يتحدث الأمين العام سماحة السيد حسن عن الصبر والبصيرة، والآن شعار عاشوراء لهذا العام (إن معي لبصيرتي) ليس فقط من أجل أن نتغنى به، بل من أجل أن نعمل به. فمن اللحظة الأولى بدأ الكلام عن العرب الموجودين في خلدة، ومن خلالهم على امتداد هذا البلد وبعض الاعلاميين من اخواننا وأصدقائنا بدأوا بالكتابة: هؤلاء النَّور، شو صار؟ انتبهوا يا أخوان! ”
وأضاف ”بالأمس ما حصل في شويا وبعدها في صيدا، نفس الطريقة بالتعاطي. اسمعوها بكل صراحة، ما حصل في خلدة كان نفس التعاطي مع إخواننا الدروز. ما في طائفة، ما في مذهب، حتى أيام النبي كان هناك المنافقون وكان هناك الصالحون، كل بيئة فيها. فحين نتحدّث ونعمّم، طبيعي حتى الذي يحبك ومعك بدو يشعر أنك صرت تستهدفه هو، بدينه.”
وأكد المنسّق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان أنّ ”الهوية اللبنانية ليست إلا ورقة. الهوية هي الانتماء للأرض وللكرامة وللعزة قبل كل شيء. تدخل الطائرات الصهيونية فتنتهك أرضنا وسماؤنا ولا يهتز أحد، بل على العكس هم ينتظرونها، لأنّهم يعلمون أنه جاء المال السعودي والخليجي وكل دول العالم لتعطيهم قوة. لن يستطيعوا أن يهزموا المقاومة، ولن يستطيعوا أن يحصلوا على رصاصة واحدة من هذا السلاح، ولكنهم يراهنون على هذا العدو، لذلك القضية ليست مذهبية ولا طائفية ولا دينية، إنها قضية عالمية. ”
واختتم الشيخ جعيد كلمته بالقول “لا خوف على هذه المقاومة، ولا على هذا الإعلام بوجود أمثالكم، لأن من يبغي وجه الله تعالى فلن يكِلَه أبدا”.
ثمّ ألقى الشاعر محمد علوش أبياتًا من الشعر تكريمًا لجهود الموقع، واختُتم الحفل بتوزيع دروع وشهادات تقدير على فريق عمل الموقع.