بيروت- محمد درويش :
طموحها ان تصل الى العالمية هذا ما ذكرته الفنانة التشكيلية السورية البارزة سنا الأتاسي في حديث لها بعد معرض لها في دمشق لكني من القائلين: انها عالمية منذ لوحتها الاولى وانطلاقتها الساحرة كنهر جميل ساحر أخاذ…
بعد رؤيتي لوحاتها الساحرة في بيروت: لعل الذي تختزنه هذه الفنانة السورية العربية الدولية (من مواليد مدينة حمص ) هو نتاج طبيعي للمرأة الحلم بكل تجليات حضورها واطلالتها الغنية بالألوان التي تؤسس لثقافة اللوحة العصرية…
سنا الأتاسي بكل تجرد وموضوعية : فنانة من الدرجة الاولى رغم اهتمامها بامور كثيرة خاصة وعامة، الا انها مدرسة بحد ذاتها كل ما شاهدته من لوحاتها كانت بين السينما والكلمة الحرة والسماء المنفتحة امام طائر سجين، السماء الحالية تضيق على احلام سنا السماء الحالية التي يحكمها الابيض والاسود لا ترى فيها سوى بصيص أمل احمر بلون القرنفل النبيذي ، هنا مفتاح الضوء نحو مطارات وقطارات ورحلات نحو الافق المفتوح على الربيع وبيرو ت والقاهرة وربما نحو عواصم اوروبية… لكنها حتما” تحمل عالميتها بعد ان استدار نحوها القمر الفني لينير عتمة روحها الداخلية بينما سطعت شمس دمشق عليها بنور كامل لتدفعها نحو بيروت كي تضيف لعاصمة الثقافة عاصمة اخرى : عاصمة امرأة تتحدى الموت لتكتب الحياة وترسم بريشتها ما يسحر العين ويرفع منسوب التنهدات والرغبات الفطرية العذراء بحنان يفتقده في الغالب الرجل كما المرأة .
..كثيرة هي قصص لوحات سنا الاتاسي لكنها بلا شك مشروع كتاب او فيلم وثائقي لسيرة ذاتية لتاريخ شخصي تصر سنا على انها تحمل قضية عامة حرية المرأة وصناعة جديدة لسينما وفنون في سوريا وغيرها من بلاد الشرق العربي .
..صوت سنا انثوي من طراز جديد طير يحلق هناك خلف الشجر الذي تميل به الريح وتراقص النكبات والكوارث هناك مكان لبيت قديم لطفولة ضائعة هناك حيث العلم والفن يلتقيان على كرسي واحد …غربة سنا بلا شك انها تستحق الدرس والمتابعة والاعجاب ايضا لأنها مختبر للمشاعر ومحترف للوحة القصيدة البيان مسرح الالوان على الورق والخشب وربما المعدن او كل ما هو غني يحمل قوة شخصيتها وعالمها الواسع المزركش الالماسي الابهار ..سمعتها في فيديو تتحدث عن افلام للاطفال الكرتون ولوحات عن الفلكلور السوري والكثير من المحاولات لتجارب لها في الرسم وعن بدايات ومعرض في مصر ودمشق وبيروت فيها من التنوع والصور المتلاحقة والاحلام السريعة وسمعت حزنها بين طيات اللسان والحنجرة بعد موت شقيقتها وسمعت أنينها في الحرب على مدار 10 سنوات وسمعت حزنها وغربتها وانتظارها الكبير على الهاتف وتلك التنهدات التي تتصل بواقع وطنها وحزنها على ما أصاب البلاد وأين كنا وأين أصبحنا ..لم تدمع عين سنا الأتاسي بل فتحت العين بالبصر والبصيرة والتبصير المبدع على مدار العالمية من قلب الانسان بكل ما فيه من نبض وحياة وحراك وحب لربما من اجل رسم لوحة جديدة او لربما تكتب سنا بالحبر والدمع حكاية انسان قادم في المستقبل الحلم ، لربما تعود من جديد الى طفولة ضائعة او عائلة اصيب بعض اشجارها بيباس لكن فأس الضرورة والصدفة لا يقدر على اقتطاعها .
.حتما” ان سنا الأتاسي الحاضرة بأناقتها الدائمة ونجوميتها الساطعة قوية كمحاربة قديمة بقلب جميل وريشة لسيف يقوى على الشر ليصنع الخير والجمال : تتمايل سنا في قادم الايام كأميرة سورية تغني للمستحيل وتراقص الوان الفراشات فراشة فراشة هي تغني للمستحيل تعشق الضوء والنار البريئة الا من حطب الشتاء لتقوى على برد الغربة تقطف الضوء حبة حبة وقطرة قطرة ، امام قنديل العمر تسهر وتنكر عذابها وتبتسم من بعيد ، لكنها لن تموت او تنتحر كالفراشات لأنها تحب الحياة وتكره الموت والفراغ … سنا الاتاسي الفنانة التشكيلية السورية طائر الالوان يخرج من قفص الاحزان …