الشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية ليلى عساف ترسم بالقلم واللوحة صيدا القديمة ٠٠٠

 كتبت الشاعرة ليلى عساف عن مدينتها صيدا القديمة بقلمها الجميل بينما توجت باللوحة ما رسمته بالكلمات ٠٠هنا كلماتها ٠٠٠ولوحاتها تروي حكايتها بكل صدق وعمق ٠٠٠كان علي ان اقف قليلا اتسلق ظلا يهيم كروحي القديمه لكنه لم يتاخر عن اللحاق بي يتلصص مثلي على مدينه افلتت مني في غياهب زواريب كعمق مدمى .
قد تخسر معركتك معها يسقط عنك انفجار وموت ماذا تفعل؟ حين لا تعود مرئيا وعليك ان تعيد ملاكا لطالما ضمد جراحك تهرب من مدينتك وطنك قدرك تقفز بين انياب وحوش يدعون حراستك الى اين؟
تنزع حراشف سمكه لاعبتها يوما كغبي قبل ان تشاهدها في طبق احد العمالقه اصحاب النفوذ ليصبح البحر والاساطير كالشبابيك المتدحرجه من بيوت تبدو كالمغمى عليها شختوره تتمدد تحت اشعه شمس تتعامد فوقك لتنهي قفزتك قبل ان ترفع كف صياد عتيق شبكه تبتل وقبل ان يرفع نادل فنجان القهوه عن الطاوله في مقهى مجاور .
صيدا القديمه تقترب من شاطئ مغسول بوجع وفرح عائمين فوق سطح بحر لا يعطش وينتهي في سماء حيث شهقات صرخات قهقهات واجنحه كاكذوبه هباء اسرار مخيفه تسقط مني المجذاف يملا عيني لا اراها.هجرتها ربما لانها تشبهني كثيرا بصمت حجارتها الرمليه وقلعتها البحريه لو امكنني ان ازرعها في مكان لا ياتيه البحر الا قليلا لافقا عينها المحدقه في الزمن.
قناطر زواريب ظلال واشباح صنعتها لتبقى مرتعا لاحلام بلون قوس قزح .نتحرر فقط حين لا نحب لا نتذكر لكني احاول رسمها ربما لاصفي ما بقي فيها من ملامحي.