عن الكابتن جورج… انتظر اليوم الذي يحلّق فيه مع جويل ولكن كان الموت بانتظارهما..

المصدر : جريدة النهار

في عزّ “فرحته” غدره الموت. هو الذي انتظر اليوم الذي يحلّق فيه وصديقته في الجوّ، لم يكن يتوقع أنّ الحياة ستبخل عليه بلحظة سعادة، وأن يكون عداد زمن عمره قصيراً إلى هذا الحدّ… هو الشابّ جورج شيريكجيان، الكابتن الذي انطفأت شمعته يوم الخميس الماضي في حادث طائرة سيسنا، الذي راح ضحيتَه كذلك وحيدا والديهما جويل وهادي موسى.

فرحة لم تكتمل
“انتظر جورج بفارغ الصبر، لحظة صعوده وجويل الى الطائرة، لينطلقا في رحلة فوق الغيم” بحسب ما قاله صديقه المقرّب بارج مكرزل لـ”النهار”، مضيفاً: “قبل أسبوعين من الحادث كان جورج يردد يومياً، الخميس حطيّر جويل. لم تكن الأرض تسع فرحته، كان متحمساً بشكل كبير، وإذ للأسف يغدره الجبل في غوسطا ويسقط الطائرة بمن فيها”، ومشيراً إلى أنه “ما حصل أقلّ ما يقل عنه كارثة، فجورج وحيد والديه لشقيقة. كان الروح لوالديه. لا يمكنني أن أنسى فرحة والده به حين حصل على شهادة طيّار خاصّ من المديرية العامّة للطيران المدني، بعدما تجاوزه بنجاح امتحانين خطيّ وجويّ عقب خضوعه للتدريب سنتين في مدرسة الطيران (open sky). كان فخوراً جداً به، فقد أثبت فلذة كبده أنه قادر على التخطيط لمستقبله ووصوله إلى أهدافه أياً تكن الصعوبات والعقبات في دربه”.

رحيل مبكر
“أكثر من سبعين ساعة خبرة خضع لها جورج مع أستاذه الكابتن ماجد، الذي لطالما مدحه بأنه من أكثر التلامذة كفاءة الذين يثق بهم، وبأنه كان دائم الإنصات لنصائحه ولم يرتكب خطأً واحداً طوال مسيرته. وقد سجّل جورج سبعَ عشْرةَ رحلة باسمه حلّق خلالها في الجو بسلام، إلى أن حلّت الفاجعة خلال الرحلة الأخيرة”. و”لا نعلم”، كما قال مكرزل، الأسباب التي تقف خلف الكارثة، “ننتظر انتهاء التحقيق لكشف التفاصيل التي أودت بحياة ثلاث أشخاص بعمر الورد، فجورج لم يكمل عامه العشرين، وكنا ننتظر الثالث عشر من الشهر القادم للاحتفال به، لكن للأسف شمعته انطفأت في الحادث المروّع”.

كان جورج من سكان الرابية كما قال مكرزل. “شعلة من الحياة، الفرح، الحماسة والأخلاق، خدوم إلى أبعد الحدود، وخطّطنا معاً لإنشاء شركة في المستقبل. فرغم كلّ الظروف التي يمرّ فيها لبنان، كان يفكّر بمستقبله”، مضيفاً: “في الليلة التي سبقت الكارثة، سهر جورج مع أصدقائه وتبادل المزاح معنا كعادته، ودّعنا ورحل إلى الأبد”.

الوداع الأخير
غداً سيزف جورج إلى مثواه الأخير عريساً لم يتسنّ لوالديه أن يفرحا بزفّه إلى عروسه. بحرقة، غصّة وألم ستقام الصلاة لراحة نفسه في تمام الساعة الثانية من بعد الظهر في كنيسة الصليب المقدّس في الزلقا، قبل أن يُنقَل جثمانه الى مدافن الأرمن الكاثوليك في برج حمود حيث يُوارى في الثرى. وختم مكرزل مؤكداً: “رحل جورج عنا جسداً إلّا أنّ روحه ستبقى ترافقنا ما حيينا”.

أسرار شبارو – النهار