كلمتان بين السياسة والدين! .. محمد حمّود.


عندما يُصبح (الزعيم) إلهًا على مرأى ومسمع الناس من المؤمنين والملتزمين والعاديين وما بين بين…!
قرب محطة الوقود (وغيرها) أسمع صراخًا وعراكًا وسبابًا بين مجموعة من نفس فصيلة الناس، منهم من يمتلك صفة المدعوم المقرّب من الزعيم، ومنهم المقرّب التابع، فولاء الناس للساسة درجات! منهم من يُضحي نافذًا كبيرًا، ومنهم من يُمسي يدا لأحباب الزعيم ومنهم يبقى ضمن دائرة الجمهور المصفّق! المهم أنّ الغالبية تحبّ المسؤول والزعيم كبيرًا كان أو صغيرًا!
في تلك الوقفة الطويلة، بدأتْ تعلو الصرخات، تُشتم العزٍة الالهية، الكفر بالله( بالعامية)، بألفاظ لا تألفها سوى الشياطين الخبيرة والمجرّبة والمدعومة إبليسيًّا.
لا يحرّك أحد ساكنا!
حاولت بأضعف الايمان ولو بالكلمة وردّ الفعل ما استطعت أمام الموج الجارف للألسنة الشيطانيّة!
ينفضّ العراك الشفويّ بين المتحاربين ويعمّ الصمت.
بعد برهة، ينزل أحد الغاضبين ويبدأ بشتم النائب والوزير والمسؤول والزعيم!
ليتحوّل الجميع إلى أسود!
أنت تشتم الزعيم والمسؤول! أنت إنسان كافر…أنت أنت!
وينال ( آلهتهم) كلّ عناوين الاخلاص والقدسيّة والدفاع والحماية تحت أشعة الشمس الحارقة! لقد هبّوا جميعا إلى ملاقاة نداء (الدين والقرآن والاسلام) من خلال حفظ كرامة…المسؤول!
بعضهم صاروا يقسمون بالله أنّهم لن يبقوه على قيد الحياة! وأنّ حسابه قادم قادم…من أجل ال الآلهة!
الغريب أنّ هذه الحالات تتكرّر في الكثير من قرانا وساحاتنا وواحاتنا الملونة!
أليسَ الإسلام المحمدي الأصيل هو لإعلاء كلمة الله العليا؟
ألَمْ نقاتل لنحمي شرع الله ودين الله وكتاب الله؟
ألَمْ يقاتل أئمتنا وسادتنا وقادتنا وشهداؤنا في سبيل الله؟
ألَمْ يكفر يزيد اللعين وأعوانه بالله فقاتله سيّد الشهداء بأطفاله وشيبه وشبابه وحرمه؟
من أجل الله وحده لا من أجل الناس؟
ألا يستدعي هذا الأمر وقفة من كلّ مؤمن غيور شريف عالم مواطن عامل كبير صغير أن يقاتل هؤلاء ولو بالجلد والبطش والسلاح؟
عندما يُشتم الزعماء أو المسؤول أو تمزّق صورهم تقوم الدنيا ولا تقعد نصرة لهم! جميل هو هذا الاخلاص؟ ولكن!
أين دفاعنا عن ربّ العزة القادر على انهاء الكون برمشة عين بشر؟ وهيّن عليه أن يمحو السماوات والأرض! ألا يجب على مجتمعنا الملتزم أن يهاجم هؤلاء أينما كانوا ومهما كانوا؟! والله هو القادر والقاهر!
عندما يُسْحَب لسان من يشتم العزة الالهية امام الملأ، يكون أقلّ الفعل وأقلّ الايمان!
والمُدهش! أنّه بعد أن صمتَ المستزلم وبلع لسانه أمام مَن كفر، واستأسد نصرة لزعيمه، وقف ليصلي تحت شجرة (الحور) بعد أذان الظهر! وربّما صلّى ركعتين ل طول عمر الزعيم والحاشية العليا والسفلى!
” واسأل من أرسلْنا من قبلِك من رسُلنا أجَعَلْنا من دون الرحمن آلهة يُعبدون”!
يحيا الزعيم! يحيا صاحب النفوذ والأمر والمقام…من أجلك مولاي!!
أضعف الايمان ما كتَبْت! وأضعف اللسان ما عبّرْت وأنا العاجز! فعفوك عفوك إلهي! وأنت العزيز الجبّار المنتقم.
محمد حمود.