الشابة الجنوبية ‘سهى’ تبيع المحارم على الطريق وتؤكد: ‘أنا بقهر الظروف مش الظروف بتقهرني إلنا الله’… تخرجت من الجامعة ولم تجد عملاً آخر، ففضلت البيع في الشارع على حاجة أمها وأبيها واخوتها لأحد !!

“خلف عربة لبيع المحارم تجلس محتمية بظل شجرة أمام أحد الأرصفة، تترقب زبوناً يزيح عن كاهلها جزءاً من بضاعة “تسجنها” حتى نفادها، لكي يطلق سراحها وتعود إلى منزلها. هي سهى فقيه ابنة رب الثلاثين، التي عاندتها الحياة وضيّقت خياراتها، ومع ذلك وقفت بكل صلابة، ولا زالت تقاومها رافضة أن تنكسر لها.

الانتصار على اليأس
“أنا بقهر الظروف مش الظروف بتقهرني إلنا الله”، هي العبارة التي اختارت سهى وضعها على عربتها للتعبير عن عزيمتها وإيمانها بربها، حيث دفعتها الظروف الاقتصادية إلى البحث عن عمل بعدما أنهت دراستها الجامعية في التربية والإعداد، عثرت كما قالت لـ”النهار” على وظيفة في حضانة، إلا أنها شعرت أنه ليس المجال الذي يمكنها أن تستمر فيه، حاولت الحصول على وظيفة في مدرسة لكن التعليم عن بعد حال دون ذلك، إذ اكتفت المدارس بمعلميها. يئست، إلى أن خطر في بالي شراء عربة لبيع الذرة بداية، لكن هذا المشروع يحتاج إلى الكثير من المال، وقد ينتهي موسم الصيف من دون أن أتمكن من إنجازه، من هنا عدلت عن الفكرة إلى بيع المحارم”.

الانطلاق في المشروع
واجهت سهى، كما قالت، معارضة كبيرة من عائلتها بداية “كوني فتاة وجدوا صعوبة في تقبل وجودي على الطريق، إلا أنني صممت، وقبل أربعة أيام بدأت، الساعة الأولى من العمل كانت صعبة جداً، إذ كان جميع المتواجدين ينظرون إلي، بعدها بدأت أتأقلم، وأتبادل الحديث مع المارة”، مضيفة “تداولت صورتي بعدما نشرتها معلمتي عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لاقت استحساناً، لا بل قصدني العديد من الزبائن بسببها”.

حلم بسيط
تبيع سهى كيس المحارم الكبير بـ٣٥ ألف ليرة، والكيس الصغير بـ ٤ آلاف ليرة، وقالت “ربحي الصافي ٥٠ ألف ليرة يومياً، نصف المبلغ مصروف لي والنصف الثاني أجمعه لأوسع عملي”. وعما تحلم به قالت: “نحن عائلة مكونة من ٣ أشقاء يصرفون على البيت و٤ شقيقات كل واحدة تصرف على نفسها، والدي سائق سيارة أجرة، كل ما أحلم به أن أريح والديّ من إيجار المنزل البالغ ٥٥٠ الف ليرة وأن يأتي اليوم الذي أمتلك فيه محلاً صغيراً يكون باب رزقي”.

المصدر: اسرار شبارو-النهار