آهٍ لك أيها القدر ، ماذا دهاك لتأخذ رجلاً طيباً من رجالات الزمن الجميل ، الزمن الذي نفتقد رجاله ونساءه يوماً بعد يوم ، وها نحن اليوم نودّع إبناً من أبناء العباسية الشرفاء ، المرحوم داوود عزالدين (أبو زكي ) صاحب الإبتسامة الجميلة التي ما فارقت محيّاه أبدا ، وصاحب الحسّ الفكاهي المحبّب دون تصنّع أو تكلّف ، أبو زكي كان يسابق الشمس كل صباح ليحصّل لقمة عيش بالحلال ، غالباً ما كانت مغمسةً بالعرق والتعب ، ليربّي أولاده تربية صحيحة تحمل كل عناوين عزة النفس والإباء. ..
لقد استراح العمر على السبعين ونيّف ، غادرت الروح الجسد المتعب إلا من الحبّ ، فسلامٌ لك أيها الرجل العصامي ، سلامٌ إلى نظرتك البسيطة للحياة ، لم يعكّر فكرك الصافي والفطري أيّ حقدٍ أو أذى ، فطوبى لك وطوبى للأرض التي احتضنتك بين جنباتها. …