النائب في البرلمان اللبناني الحاج حسين جشي : بلدنا يعيش أزمات عديدة

لبنان محمد درويش :

كشف النائب  في البرلمان اللبناني الحاج حسين جشي : أن بلدنا اليوم يعيش أزمات عديدة، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية الانقاذ، كل من موقعه ووفق مكانته، فالبعض منها من مسؤولية الوزارات المعنية، والبعض الآخر من مسؤولية المواطنين من تجار وموزعين وغيرهم، والبعض من مسؤولية الأقطاب السياسية، فعلى سبيل المثال، هل يصح أن يبقى البلد يعاني من عدم توفر الترابة لشهور عديدة دون إيجاد الحل، فيما أن قطاع البناء هو من القطاعات الحيوية التي تدعم الاقتصاد الوطني، ويؤمن عشرات الآلاف من فرص العمل، ولذا على الحكومة والوزارات المعنية أن تبادر وبأسرع وقت لحل هذه المشكلة.

وخلال رعايته حفل افتتاح مشروع تزويد وتجهيز محطة وبئر المياه في بلدة كوثرية السياد بالطاقة الشمسية، طالب النائب جشي وزارة الاقتصاد تفعيل دورها في مراقبة الأسعار وحماية المستهلك ضمن الامكانات المتاحة، وبالمقابل، فإن المطلوب من أصحاب المصانع والمصالح والتجار والموزعين المواد الحيوية الالتزام بالأنظمة المرعية والابتعاد عن الاحتكار والجشع والطمع في تحصيل أرباح طائلة في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها الناس، وهذا الأمر واجب وطني وأخلاقي وديني، لأنه لا يمكن للدولة أن تضع خفيراً لكل شخص، وبالتالي، فإن المطلوب هو التعاون المتبادل.

وشدد على ضرورة أن تعمل كافة الأقطاب السياسية وبشكل دؤوب لتشكيل حكومة فاعلة كمقدمة لحل الأزمات المتراكمة، وأن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن والمواطنيين فوق كل اعتبار آخر، فهم وكلاء عن الأمة اللبنانية جمعاء، ولا يجوز لهم أن يقدموا بعض المصالح والاعتبارات الضيقة على حساب مصلحة البلد العليا، وخاصة في هذه الظروف الصعبة والحصار الخارجي، وعلى من يسعى في تقريب وجهات النظر، أن يستمر بمبادرته بلا كلل ولا ملل حتى نصل إلى شاطئ الأمان، لأن خيارنا أن نعيش سويا في بلد موحد ووطن واحد هو لبنان.

وتساءل هل أصبح تشكيل الحكومة أحجية عصية على الحل، فهذا امر مؤسف، فيما أن حكومات العالم عادة تعمل بجهد وجدية لتطوير قدراتها على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لتأمين مصالح ورقي ورفاهية شعوبها، وتسن القوانين والانظمة الملائمة لذلك، فيما نحن أقصى من نتمناه اليوم، هو تشكيل حكومة، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على مستوى التخلّف السياسي الذي نعيشه، وعلى أمل أن نعمل جميعاً بمسؤولية وطنية شاملة.

وقال نحن بصدد افتتاح مشروع يساعد على تغذية هذه البلدة الطيبة بالمياه، ونرى في ذلك صورة مشرقة وصفحة مضيئة من صفحات التكافل والتضامن بين أبناء مجتمعنا، وهذا يؤكد أن الخير والإحسان ما زالا حاضران في وجدان أهلنا ومتأصل في نفوسهم، فالشكر كل الشكر للمحسنين الذين بذلوا المال لتغطية كلفة هذا المشروع، والشكر لكل من خطط وتابع ورعى هذا العمل لإنجاحه، من البلدية، الى العمل البلدي في حزب الله، وصولا الى مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، كما لا يفوتني أن نشكر جميع المساهمين في مشاريع خيرية أخرى مماثلة، وما يجب أن يلفت إليه، أن ما يقوم به الأهالي من مشاريخ خدماتيه عامة، لا يعفي الوزارات والمؤسسات المعنية من مسؤولياتها تجاه المواطنين، وما يقومون به هو من باب المؤازرة.

وأضاف إن تسليم هذا البئر لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ويندرج في سياق مساعدة المؤسسة للقيام بواجباتها لتأمين مياه الشفة للمواطنين، وإذ نحن بدورنا نطالب بحضور الدولة ومؤسساتها لتأمين حاجات الناس ومعالجة مشاكلهم الحياتية، فإننا نؤكد أن المطلوب من المواطن هو القيام بواجباته تجاه هذه المؤسسات، لأن نجاحها في عملها، يعود بالنفع على المواطن نفسه، حيث لا يمكن النجاح والوصول إلى الأهداف المرجوة من دون تعاون متبادل بين المواطنين والمؤسسات لجهة الحقوق والواجبات.

وختم النائب جشي موجهاً الشكر لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي إدارة وعاملين، لما تقوم به من جهود ومتابعات لأجل تأمين المياه للمواطنين في هذه الظروف المالية الصعبة، والتعقيدات الموجودة على أكثر من صعيد، فيما أن المطلوب من المواطنين ومن المؤسسة تفاهم ظروف بعضنا حتى نستطيع أن نتعاون ونتكامل كي نجتاز هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها وطننا العزيز لبنان.