#سيّدي! .. د. محمد حمّود.

#سيّدي! حاولْتُ أن أقرأ في قلب مَنْ يكرهك، دخلْتُ عليه أبحثُ عن سبب هذا الداء الخبيث، وأنا الذي اعتَدْتُ على داء القلب عشقًا فيك!
اعتَدْتُ على لهفة تكاد تخطفني كلّما سمعتك؛ رأيتك؛ كلّما تمَارَتْ عيناي بك.
في تجوالي لم أعثر في القلب المريض بكرهك على شيء! لا شيء، ربّما لأنّ السّواد يطغى عليه في كلّ مكان…!
وأنا خارجٌ منه على كراهته لفت ناظريّ سرداب من الكلمات المشتّتة، حاوَلْتُ تجميعها في جملة مُفيدة ما استطعت!
أيْقَنْتُ أنّ تلك الحروف تأبى أن تصوغ لنفسها فكرة سليمة أو شعلة تضيء عتْمة ذاك القلب الأسود!
عجبًا سيّدي!
عندما قاوَمْتَ الصّهاينة وهزمتهم كرهك الأعراب في الخفاء ومدحوك من سرداب الكلمات في العلن!
وعندما قدّمْتَ بِكْرك شهيدًا أخجلتهم كثيرًا، فمِنْ أبنائهم مَنْ يرتاد يَخْتًا محمّلًا بألوان وأشكال البغايا، ومنهم من يَنام ثملًا حتّى الصباح، ومنهم من يبحث ليلًا في شوارع أوروبا عن صيد ثمين ومنهم ومنهم!
سيّدي! لم يكن غريبًا كلّ هذا السكون الموحش فيه! وأنا أفرّ من المكان على غير هدى من الظلام والضّلال، أيْقنْتُ أنّ قفلًا صدئًا قدْ أوصَدَ كلّ دروب الحبّ والخير والنور إليه!
وأنا أفرّ من المكان أتتبّع شريط الذكريات تعثّرْتُ بحفرة ملأى
بأصوات فحيح الأفاعي، يتهامسْن والتوابع على النّيل منك!
وعندما خرجْتُ إلى قلبك، أيْقَنْتُ أنّ عشقَك نعمةٌ لا تُضَاهَى، وأنّ كرهك نقمة لا تُبَاهَى! وأيقَنْتُ أنّ مَنْ لم يذق حلاوة وجودك غابَ عنْه سرّ عميق من أسرار الجمال والفكر والزمن والتاريخ والحياة! د. محمد حمّود.