أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ هناك حربًا إعلاميةً وسياسيةً على المجاهدين في اليمن من خلال تصوير المشهد بشكلٍ خاطئ والقول بأنّ السعودية تُريد وقف الحرب وأنصار الله يرفضون وقفها.
وشدَّد سماحته خلال الإحتفال التأبيني للراحل الشيخ أحمد الزين على أنَّ ما عُرض على اليمنيين هو خداعٌ وتضليل وهو وقف إطلاق النار مع استمرار أشكال الحرب، وهو ما لا ينطلي على أطفال اليمن.
ودعا سماحته السعودية وأمريكا لإدراك أنَّهم يضيِّعون الوقت بعد اختبارهم اليمنيين الذين لن يُخدعوا، مشيرًا إلى أنَّ وقف إطلاق النار من دون رفع الحصار يعكس الرغبة في تحقيق ما عجزوا عنه في الميدان العسكري.
واعتبر أنَّ المبادرات المقدَّمة هي دعوة لحوار تحت ضغط الجوع والمرض، بينما ما يطلبه اليمنيون هو “وقفٌ عسكري إنساني” للحرب على بلادهم.
تراكم قدرة محور المقاومة
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنَّ الصمود الفلسطيني هو السّبب في عدم تمرير صفقة القرن واختفائها عن التداول، والتي ماتت بسبب هذا الصمود بالإضافة لسقوط أحد أضلاعها وهو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأضاف سماحته أنَّ الضّلع الثاني لسقوط صفقة القرن هو الوضع الصعب لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو والأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني وهو ما تعكسه الإنتخابات.
وفي هذا السياق أشار السيد نصر الله إلى أنَّ “الإسرائيليين” قلقون من تطوُّر محور المقاومة الذي يعمل في المقابل على تراكم قدراته، مؤكّدًا أنَّ المحور عبر أسوأ وأخطر مرحلةٍ في تاريخه، حيث بات يقابل التهديدات بالعمل الجاد وتراكم القدرات.
وأوضح أنَّ هناك تطورات دولية مهمة جدًا في ضوء وضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للصين أولوية في سياستها ثمّ روسيا.
وحول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكَّد السيد نصر الله أنَّ ما لم تعطه إيران في ظلّ أقصى العقوبات والتهديد اليومي بالحرب لن تعطيه اليوم، وهي على عتبة تجاوز مرحلة الحصار والعقوبات بعد أن أثبتت قوَّتها وقدرتها.
وطلب السيد نصر الله عدم انتظار أميركا والعالم والتطورات، داعيًا لحواراتٍ داخليةٍ وإقليمية لمعالجة المشاكل.
ورأى سماحته أنَّ أميركا تسير نحو الأُفول وهي في نزولٍ بينما محور المقاومة في تقدُّمٍ تصاعدي.
وحول الوضع الداخلي، أكَّد السيد نصر الله للبنانيين أنَّنا لسنا في مرحلة يأسٍ، بل هناك جهودٌ جادةٌ وجماعيةٌ من أكثر من جهةٍ للتعاون لتذليل العقبات الحكومية.
الشيخ الراحل نموذجٌ للمقاوم في الموقف والرؤية
وجدَّد السيد حسن نصر الله التعزية والمواساة في ذكرى رحيل رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين.
وأكَّد سماحته أنَّه كان نموذجًا راقيًا ومتقدِّمًا ورفيعًا من الإيمان والتديّن والعلم والإخلاص، ونموذجًا للمقاوم والمجاهد والثائر والواضح في الموقف والرؤية والشجاعة، مُضيفًا أنَّ الراحل كان راسخاً وثابتاً في طريق الوحدة والمقاومة.
ورأى سماحته أنَّ اليوم هناك من بدَّله الإحباط الشخصي واليأس وأموال البترول والسلطة، بينما هناك مبنى فكري وعلمي وفقهي وشرعي انطلق منه الشيخ أحمد الزين وسار على هذا الخط وثبت عليه.
ولفت السيد نصر الله إلى أنَّ الشيخ الراحل وضع أمامه ثوابت فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني والأرض المحتلة من البحر إلى النهر، وحمل قضية مواجهة المشروع الإسرائيلي الأميركي للهيمنة على المنطقة.
وذكر أنَّ الراحل كان منذ البداية وحتى النهاية مع فلسطين ومن يقف معها وضدَّ تصفية قضيَّتها.
السيد نصر الله أوضح أنَّ الشيخ أحمد الزين وقف مع كلّ المقاومين والعلماء وكان سندًا وداعمًا وقدَّم كلّ إمكاناته من أجل المقاومة، مؤكدًا أنَّه وقف منذ البداية مع الثورة الإسلامية في إيران لأنَّها وقفت إلى جانب فلسطين.
وشدَّد على أنَّ الموقف الأصعب بالنسبة للشيخ أحمد الزين كان في سوريا وقد تحمَّل من أجله الكثير، وأدرك أنَّ أهمَّ الإستهدافات لسوريا كان من أجل فلسطين والمقاومة.
وأضاف السيد نصر الله أنَّ الشيخ الراحل رفض ممارسة السلطات في البحرين والحرب على اليمن رغم كلّ الضغوطات، حيث كان من العلماء الذين كشفوا تضليل وأكاذيب ما تردَّد عن مذهبية تلك الحرب.
وأوضح أنَّه في المرحلة الأخيرة كان لموقف الشيخ الزين وأمثاله من العلماء أهمية كبيرة، حيث أدّى العلماء دورًا تاريخيًا في وأد الفتنة التي سعت إليها دولٌ متآمرة.
الأمين العام لحزب الله أكَّد أنَّه في كثيرٍ من الدول حاول المتآمرون أن يأخذوا ما يحصل إلى فتنةٍ سنيةٍ شيعيةٍ في سوريا واليمن والعراق ولبنان وغيرها، فهناك من حاول تحريف المعارك إلى حربٍ مذهبيةٍ وهذا كان الأخطر والأصعب.
واعتبر سماحته أنَّ من كسر عين الفتنة في هذه الحرب هم النّخبة السنية الرائعة والمتميّزة ومن كبار هذه النّخبة كان الشيخ أحمد الزّين.