يا حارس النار الأمين .. يا “دموع” القرى السبع
إلى روح الحبيب الحاج جمال فواز
والآن يا صديقي …
وبعد أن انفضَ من حولِك كل الذين شيعوك بأعين
نائت بملح الدمع …
وما استطاعوا في وداعك إلا رَمقةً أخيرةً للجسد المُنهك بالمرض والتعب والأيام محمولا ً نحو النهايات الوجيعة .
إسمح لي يا صديقي النقيّ .. أن أرثيك بكلتي عيني!!!
أن اجثوا على وردة تُوزع ضوعها
على شاهد قبرك المسوّر بفرط من ندى صباحي وآياتٍ … وتعويذةٍ تلازم رجعتك الهانئة المطمئنة إلى الطين .
عُدتَْ إليه ِ أخيراً إذا ً؟؟؟!!!!
التراب ٌ الذي ذرفت عمرك كلّه كي لا تنحني زيتونةٌ في ذاك التراب .
فأشعلت بارودتك نجمةً .. حارساً للسنابل
َومشيت وكوكبة من الماجدين
على ضفتي نصرٍ وشهادة نحو الكمين الجميل .
أعُدتَ أخيراً إلى ذاك الطين؟؟!!
أمنه ُ إلى جنة ٍ كنتَ تسعى إليها حثيثاً؟؟؟
بسنينك الموقوفة للخدمة ..
بإنتمائك الفعلي مذ عرفتك للبسطاء والفقراء
بفوضاك وصخبك الحيوي
بعيشِك الحلوِ حتى ظننتك لا تموت أبدا !!!
يا حبيبي يا “بو حسين” …
يا “دموع” القرى السبع .. ونخوة كل الشهداء وصفائهم الآدمي الأصيل …
سيبقى عنقي مطوقاً ما حييت . ب”فولارك” الكشفي
سأنتظرك بذات مساء شتوي لتمسحً شعري بكفك الخضراء كعادتك في إحتواء الأيتام .
سأتذكر الأناشيد كلها .. والمِشية المُهابة الموقعة .
وكلما اشتدت ليلات ِ غيابك …
سأشعل ناراً .. بما تكوم في روحي من حطب الأحلام وسنين الخبز والملح .. والذكريات السحيقة .
والوذ بكم ” حديث لنا حولها” من وجع سكتتك الافتراضية
فيا حارس النار الأمين .. ويا ذا النور والهدى
ويا صديقي النقي
أَعنّي – إن استطعت – على ثقل هذا الغياب .
عصام عزالدين