معركة الكرامة الخالدة بقلم / سعادة السفير نظمي حزوري


53 عاما على ذكرى البطولة والشهادة…21اذار 1968
مع ارتفاع لهيب نار المعركة. في مخيم الكرامة على الحدود الاردنية الفلسطينية بعد ان توعد قائد جيش الدفاع الاسرائيلي موشيه دأيان…بتصفية المقاومة الفلسطينية. وبمقولته الشهيرة…ان المقاومة الفلسطينية كالبيضة بيده يستطيع كسرها…وحشد قواته المعززة بكافة الاسلحة البرية والجوية. وغطرسة اجرامه.
في ذلك اليوم المشهود الذي تزنر فدائيو فتح. بروح الفداء والتضحية تعتمر قلوبهم. وبالأحزمة الناسفة ارادةً ودرعاً لمواجهة غطرسة جيش الاحتلال الصهيوني…الذي تقدم الى مخيم الكرامة…الذي اثبت بصمود ابطاله وتضحياتهم ببسالة…بانه فعلاً كرامة الصمود وارادة التحدي…. فدائيو فتح…. وبقيادة القائد الخالد ياسر عرفات (ابو عمار) واعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح…والطلائع الثورية لقوات العاصفة. الجناح العسكري لحركة فتح. هم فدائيو فتح، فدائيو العاصفة. وبمساندة المدفعية السادسة للجيش العربي الاردني بقيادة البطل اللواء مشهور حديثة…
مع فجر يوم 21 اذار1968 الى غروب الشمس. يوم طويل. ارتفع مع نيران لهيب وغبار المعركة في مشاهد صنع مجدها ابطال الكرامة فدائيو فتح…مع ارتفاع صوت الرصاص والقذائف والقصف الإسرائيلي الجوي…ومخيم الكرامة معركة الصمود والمواجهة التي ارادتها حركة فتح بعزيمة القائد الخالد ابو عمار والقادة الابرار.
بروح التضحية والفداء رسم الابطال مسارا ثوريا بالصمود والمواجهة. في الكرامة وتقدم الابطال الشهداء الابرار (امية، الفسفوري، منهل، وديع شديد) …. بأجسادهم الفتية والعظيمة بروح الايمان بالثورة والصمود والمواجهة…قذفوا بأجسادهم المزنرة بنيران الفداء عبوات ناسفة. من على أسطح بيوت مخيم الكرامة على دبابات واليات جيش الاحتلال ،و معهم ابطال الصمود و بأسلحتهم المتواضعة و الغير متكافئة مع ما جره جيش الاحتلال الاسرائيلي من قوات معززة بكافة الاسلحة من دبابات و مدفعية و طائرات لان فتح كان قرارها الصمود وتحقيق الانتصار…
ومع غروب يوم 21اذار 1968
فتح اعلنت انتصارها على الجيش الاسرائيلي والذي اعتبره قادته وفي المقدمة موشيه دأيان((الجيش الذي لا يقهر)).
ومع هزيمته حمل قتلاه وآليات حربه المدمرة وبما أسقط من طائرات هليكوبتر. وحاملاً مع كل ذلك الهزيمة الأولى الهزيمة التي ارادتها فتح، لجيش الاحتلال وهارباً حامل دمار اسلحته وقتلى جنوده. ومعها تسجل فتح الانتصار الفلسطيني الاول على جيش الاحتلال وغطرسته لتمثل معركة الكرامة. المعركة الخالدة منعطفا وطنيا فلسطينا وتاريخياً. وبمثابة الانطلاقة الثانية لحركة فتح…
هذه الانطلاقة التي كرست حركة فتح طليعة نضال شعبنا الفلسطيني وهي التي تحقق الانتصار الاول…رغم عمرها الفتي بعد ثلاث سنوات من انطلاقتها الأولى.

انتصرت فتح وارادة ابطالها، ابطال قوات العاصفة…وبإرادة التضامن والاخوة فوق ارض المعركة بدعم ومؤازرة قوات المدفعية السادسة للجيش العربي الأردني. والتلاحم النضالي لمجموعات قوات التحرير الشعبية الفلسطينية…وايمانا بما ارادته فتح…. اللقاء فوق ارض المعركة وحدة السلاح والخندق في مواجهة الاحتلال.

21 اذار 1968
انتصرت فتح وبإرادة قيادتها الثورية…وصنعت الانتصار الفلسطيني العربي الاول في مواجهة الاحتلال الصهيوني وغطرسة جيشه وقادته، ومع حمل الاحتلال الهزيمة…. حققت فتح المعادلة الاولى…. هزيمة الاحتلال، وانتشال المواطن العربي والامة العربية باسرها من هزيمة 1967 التي سميت بالنكسة ، بما احدثته من احتلال كامل للأراضي الفلسطينية ومن الاراضي العربية
وظانا الاحتلال الاسرائيلي بما حققه من انتصار ومثل ذلك هزيمة للدول العربية. بذلك يطيب له الاحتلال ويدوم فارضا سياسة التوسع الصهيوني الاستيطاني والسيطرة على المنطقة. بعد زرع فوضى الياس والهزيمة على الامة العربية واجيالها

جاءت فتح. وبإرادة طلائعها الثورية بقيادة القائد الخالد ابو عمار…وقرارها الثوري التاريخي الصمود والمواجهة…. لتعلن من الكرامة…. بيانها العظيم فتح، ثورة الانتصار وابطالها عزيمة احرار امتنا العربية والتي لن تستكين للاحتلال وهيمنته…
ومع انتصار فتح في الكرامة…. ارتفعت صيحات الكرامة بين ابناء الشعب الفلسطيني بأسره في الوطن ومخيمات اللجوء والمنافي
وتسارعت موجات الثائرين للالتحاق في معسكرات التدريب وكبرت فتح ومعها كبر الامل والحقيقة بان الشعب الفلسطيني ماض في كفاحه الوطني وبكل الايثار الوطني والعناد الثوري…والصمود والمواجهة. والثبات على حقيقة فتح ثورة حتى النصر…والثورة طريقنا نحو الحرية والاستقلال
ومع انتصار فتح وما لحق جيش الاحتلال الصهيوني من هزيمة ومذلة. وارتفعت فتح وارادتها الثورية…املا لشعوب الامة العربية…والتف حولها شعوب ودول. وكانت مقولة الزعيم الخالد الرئيس جمال عبد الناصر…الثورة الفلسطينية أنبل ظاهرة. وجدت…. كما أكد القائد الخالد ابو عمار، وجدت لتنتصر
ومع يوم البطولة في الكرامة…وسطر انتصارها دماء الشهداء الابرار لأرواحهم الرحمة والخلود…قدموا الاغلى شهداء وقرابين على درب الحرية والاستقلال كوكبة من الشهداء وبإرادة صمود وانتصار الابطال سطروا تاريخا مشرفا لشعبهم وللثورة الفلسطينية ولإرادة الامة العربية…التي لا يمكن ان يفرض عليها الهزيمة والتي حتما تنتصر لكرامتها وشرف تاريخها وهو شرف الامة العربية…
انتصرت فتح…وتقدمت الصفوف كفاحاً ونضالاً وتضحيةً. والتف حولها كل شعبنا الفلسطيني لتمثل فتح…حركته الوطنية العريقة. ماضية في حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية والتف حولها كافة احرار وشرفاء العالم…لتمثل طليعة احرار العالم.
انتصرت فتح في معركة الكرامة…لتعلن بذلك اليوم المشهود. ومن غبار المعركة ورائحة الدماء الزكية الطاهرة لشهداء ابرار. ستبقى اسماؤهم وصورهم خالدة ابطال صنعوا المجد والانتصار وبأجسادهم متاريس صمود ومواجهة وانتصار…وسيبقى فدائيو الكرامة ومن بقي على الحياة ومنهم من قضى نحبه…
تاريخ مضيئ ويحمل وسام الشرف بطل من ابطال معركة الكرامة
…………………….و ستبقى معركة الكرامة الخالدة. تاريخاً وطنياً نفتخر به وفخر وعز للأجيال الفلسطينية والذاكرة الوطنية الفلسطينية.
المجد لمعركة الكرامة الخالدة
وتحية اجلال واكبار لأبطالها الشهداء
والاحياء بيننا نفتخر بهم والخلود لمن قضى نحبه
بعد ان عاش بشرف بانه أحد ابطال معركة الكرامة