من الذاكرة فاتن علي عجمي كي لا ننسى

فاتن علي عجمي  1980 – 1994 
  
  ولدت فاتن بتاريخ 1/1/1980  في بلدة العباسية وفي ظلّ عائلة محبّة وخلوقة ، درست في المدرسة العاملية الجنوبية العباسية من المرحلة الابتدائية وسبقتها مرحلة الروضة ايضا حيث تسلمت شهادتها الابتدائية هناك ، ومن ثم تابعت دراستها في المدرسة الرسمية للبنات في صور في المرحلة المتوسطة حيث وصلت الى صف الشاهادة بريفه وكانت من الاوئل الا ان المرض حال دون خضوعها للامتحان الرسمي وقد نالت شهادة البريفه من المدرسة.
  

كانت فاتن تتميّز بزكائها وتفوّقها ، وكانت تهوي الشعر ، وكان أهلها بمثابة اصدقائها واحبابها ، حلمها الاول ان تكون دكتورة أطفال . لقد عبقت اريجا في وجه الصّباح ، وغرقت عاصفتها للمحبة … كانت فاتن تحب زيارة الاماكن المقدسة في العراق بالرغم من صغر سنها … فمن هنا تشرع الابواب وتفتح دفاتر الزمن فترينا العجائب من الصور … ففاتن تذكرنا بكل ما تكنّه عوامل الغيب ، انها طائر حلق خارج سربه استنشق رائحة الاغلال فأظهر الفرق بين اغلال الحصاد واغلال الحصار … كانت فاتن الثانية بين اخواتها ” حبيب ، فاتن ، شيرين ، حسن ، حسين ” ولم تكن رحلاتها مع الكشاف سوى محطات قصيرة ، الاّ ان رحلة المرج: كانت اطول فقد بدأت من هناك عندما احسّت بوجع في قدميها ، وعندما تمّ التأكد من مرضها نقلت فورا الى اوتيل Dieu  وهناك طلب الدكتور من الاهل بعدم التفاجئ من ما سيحصل .

  سافرت الى اميركا لتعالج هناك ومن ثم جاءت الى لبنان ، كانت اوقات المرض صعبة جدا عليها ، ورغم ذلك تحمّلت آلامه لم تنقطع علاقتها مع الحياة بل كان أملها بالحياة كبيرا جدا .
  فقد شحنت فاتن بوجهها نعمة الصداقة ، وربطت قلبها بصفاء روحها فهي خاشعة عابدة ، تستبشر بسماع صوت مؤذن يدعو للصلاة .
  توفيّت فاتن بتاريخ 26/3/1994 في مستشفى غسان حمود ، وكان وفاتها ارتحال للملاك من الارض الى السماء ، فبعيدا عن مجاملة نافخة ، لا ترضى ، وكشفا لحقيقة وجدت فيها .. وبعد ان شاخت الريح ، وتهدّلت جفونها واحدودب ظهرها ، ولم تعد قادرة على حمل الاشياء .. تأتي ريح جديدة اسمها ” فاتن ” ، ” تتكلم رغم موتها … وكأنها تتألم ولا تستطيع الصراخ … “
    

بكل تواضع أهدي هذه الابيات الى المرحومة ” فاتن علي عجمي ” .

   
              قصيدة رثاء للمرحومة فاتن عجمي
     

يـــا فــاتن ع أول غصن بالجني               لمـــا بتجي عصــافيرها تغني

  

دخــــلك قلبــلك والهـوى طيرين              غفيــــوا على سريرهـــا بتأنّي

  

ودخـــلك ولمـــا بيسألوكي ويــن              تــركتي الوجــع والآخ والعنّي

  

قــــوليلهن ، انتـِ وأنـــا جرحين              ولا تخافوا من سكبته الأوجاع

  

                          قاســـم حمــــلها عنكــــم وعنّـــي

  

يــــا فـــاتن ولع قلبك بأشـــواقي               وكنتي ونجـــوم السّــما رفاقي

  

عنـــدك كــــانت نسمـــة شبابيك              تغظــي حكايـــا العطر بوراقي

  

ويـــا ” بو حبيب ” القهر بلياليك              يامـــا سقيتو دمعــــك النــــاقي

  

بالصــّبر مع أيّــوب كنت شريك              ويــــاما بإيــــدك طاعم وساقي

  

كانت ” إم حبيب ” الأمل تسقيك              وتـفيــئك بوقت الصـــّلا الــراقي

  

واليــــوم حزني قد عهدي فيـــك              بدعـيــلك بطول العمـــر وبقول

  

                         انشــــاالله العوض بسلامة الباقي

  
 قاسم حسن الحسيني