النص والفيديو الكامل لكلمة السيد نصرالله بمناسبة يوم الجريح

كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي ألقاها مساء يوم الخميس 18-03-2021 بمناسبة يوم الجريح، كاملة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين ‏والصلاة والسلام على سيدنا ‏ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله ‏الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين ‏وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. ‏

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

في البداية بعض كلام المواساة وفي جانب آخر تبريك في المناسبات قبل ان أدخل الى موضوع المناسبة وموضوعات الحديث هذه الليلة.

في الأسابيع الماضية بسبب الكورونا المنتشر وبسبب بعض الأمراض الاخرى ايضاً فقدنا عدداً من أعزائنا وأحبائنا من إخواننا وأخواتنا بينهم آباء شهداء وأُمهات شهداء وزوجات شهداء، وبينهم قادة في المقاومة وفي المسيرة ومجاهدين وشهداء أيضاً، يجب أن نَخص بالذكر هنا سماحة الأخ العزيز الشيخ عباس حرب (رحمه الله) والأخ الأستاذ الحاج أحمد قمر (رحمه الله)، واللذين تحملا مسؤوليات أساسية في مسيرتنا منذ عام 1982 الى اليوم. كذلك فقدنا أخوين كبيرين وناصرين وعزيزين سماحة الشيخ أحمد الزين رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين(رحمه الله) والأخ الأستاذ أنيس النقاش رئيس شبكة أمان للدراسات (رحمه الله). من الواجب أن أتوجه في بداية كلمتي إلى عائلاتهم الكريمة، إلى محبيهم وأقاربهم وأصدقائهم وأعزائهم جميعاً بأحر التعازي ومشاعر المواساة، ويستحق كل واحد من هؤلاء الأخوة الاعزاء والكبار حديثاً مفصلاً ومناسبةً خاصةً أرجو أن أوفق لها في هذه الأيام.

من جهة أخرى، أتوجه إليكم جميعاً بالتبريك بمناسبة حلول شهر شعبان المعظم والمقدمة لشهر رمضان الكبير، شهر الله وشهر ضيافة الله سبحانه وتعالى، وما فيه من مناسبات كريمة وحبيبة وعزيزة على قلوبنا وخصوصاً المناسبات التالية: لأنه في الثالث من شعبان ولادة الامام الحسين عليه السلام سيد الشهداء وفي الرابع من شعبان ولادة العباس عليه السلام أبي الفضل وفي الخامس من شعبان ولادة الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام وفي الحادي عشر من شعبان ولادة علي الاكبر عليه السلام وفي الخامس عشر من شعبان ولادة الامام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عليه السلام.

نُلاحظ ان اهم رموز كربلاء ومحرم كانت ولادتهم الشريفة في شهر شعبان، والأمل المرتجى لمظلومي ومستضعفي ومعذبي هذا العالم كانت ولادته في شهر شعبان، وهنا يتأكد هذا الاتصال العظيم بين كربلاء وبين الأمل الآتي من المستقبل. من بين هذه المناسبات اتخذ يوم ولادة العباس أبي الفضل عليه السلام يوماً لجرحانا للجريح من الجرحى الأخوة والأخوات. في كل سنة كنا نحيي المناسبة في مثل هذا اليوم في لقاء مع اخواننا واخواتنا وعائلاتهم الجرحى، لكن بسبب الظروف الصحية وتعطيل هذا النوع من التجمعات سنكتفي بهذه الكلمة احتراماً لهم واعترافا بحقهم، وكان لا بد من هذه الكلمة وهذا الحديث وهذا التلاقي في هذه الليلة.

سأتكلم اولا عن المناسبة وثانيا سوف أدخل إلى الأوضاع المحلية، بالرغم من اهمية ما يجري في الإقليم، بالرغم من التطورات التي تحتاج الى التوقف عندها فيما يرتبط بالتهديدات والاعتداءات الاسرائيلية، الآن بالتهديدات بشكل عام، وما يجري أيضاً في الإقليم عموماً في المنطقة، لكن بسبب التطورات الأخيرة والتوترات القائمة والمخاطر الموجودة في بلدنا أنا مُضطر ان يكون حديثي هذه الليلة يتركز على الوضع اللبناني المحلي المعروف.

أولاً: في المناسبة، العباس عليه السلام ابي الفضل ابن امير المؤمنين عليه السلام اتخذ كرمزٍ للجريح، لأن العباس اكثر من جريح لكن أُخذت إحدى الصفات الاساسية لهذا الانسان العظيم ليقدم كرمزٍ وقدوة، لأن العباس هو الجريح الذي اصيب في كربلاء اصابات بالغة، قُطعت يمناه ويسراه وأُطفأت عيناه واحدة بالسهم وأخرى بالتراب، شُج رأسه واصيب في جسده بجراحات كثيرة، ولكن العباس لم يَنسحب من المعركة ولم يتوقف ولم يتراجع ولم يتزلزل، صبر وصمد حتى آخر لحظة وحتى آخر نفس وحتى آخر قطرة دم، هنا العباس رمزٌ للصمود والثبات والعطاء والجود والتضحية، العباس نفسه رمزٌ للإيثار، وكُلنا يَعرف قصة شُرب الماء، العباس صاحب البصيرة النافذة كما يصفه أئمة اهل البيت عليهم السلام، العباس الذي عُرض عليه قبل بدء المعركة من قبل أخواله، عُرض عليه وعلى اخوته الثلاثة، ثلاثة من الشباب الذين يصغرونه عمراً وهو كان ثلاثينياً، عُرض عليهم: أنكم تستطيعون الانسحاب وعليكم الأمان، ولم يُطلب منهم ان يلتحقوا بجيش يزيد ليقاتلوا أخاهم الحسين(عليه السلام)، وانما طُلب منهم فقط ان يخرجوا من المعركة، يعني ان يكونوا على الحياد، ولكن العباس واخوته الثلاثة كانوا يعرفون جيداً حقيقة المعركة، هنا البصيرة النافذة، حقيقة المعركة وحقيقة الجبهتين وان الصراع هنا هو صراع حق وباطل وظالم ومظلوم، وفي هذا النوع من الصراع لا مكان للحياد، واتخذ قراره بالبقاء والقتال حتى الشهادة. عندما نزور العباس أبا الفضل (عليه السلام) فيما هو مأثور في الزيارات، أنا أخذت جملتين أو ثلاثة فقط للإضاءة على هذا الجانب، نقول له السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، أشهد أنك جاهدت ونصحت وصبرت حتى أتاك اليقين، في مكان آخر في زيارة اخرى نقول اشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة، وفي مكان آخر نقول له اشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي، وفي نفس الزيارة فنعم الصابر المجاهد المحامي الناصر، والأخ الدافع عن أخيه، المُجيب الى طاعة ربه، الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل والثناء الجميل. اذاً هذه هي الشخصية التي نفترضها قدوة ورمزاً لنا، الوفاء والثبات والصبر والنصح والإيثار والطاعة والتصديق والتسليم والاستجابة لأمر لله والرغبة عن الدنيا والتعلق بالآخرة والزهد بما يتطلع إليه كثيرون من حطام في هذا العالم، هذا هو العباس(عليه السلام)، جرحانا اقتدوا بهذا الرمز العظيم من اخوة ومن أخوات، وخلال مسيرتنا الطويلة والآن نحن عادةً نَحكي نحمل المسؤولية منذ العام 1982 في هذه المسيرة التي أُسست في ذلك الحين، مسيرة حزب الله، في مسيرتنا في ذلك الحين هؤلاء الجرحى وهم شريحة كبيرة جداً، وعدد الجرحى هو اكبر بكثير من عدد الشهداء في هذه المسيرة، صبروا وسلموا وصدقوا وثبتوا وصمدوا ونصحوا، وكانوا اهل الوفاء واهل الايثار ولم يتخلفوا عن هذه المسيرة لحظة واحدة على الاطلاق، واصلوا العمل كما فعل العباس( عليه السلام) في مختلف الميادين، أنا شخصياً أعرف جرحى كانوا يعودون من المعركة جرحى، وبمجرد ان تتم معالجتهم يعودون الى ميادين القتال عندما يكون هناك قتال او يلتحقون بالجبهات، سواء كان هناك قتال فعلي او لم يكن قتال فعلي فيما يطيقون، إذا كانوا يطيقون العمل العسكري فإنهم يرجعون ليكملون بالعمل العسكري واذا لا يطيقون العمل العسكري فإن مجالات العمل مفتوحة، الثقافية والتربوية والإعلامية والاجتماعية والنقابية والانشطة العامة مفتوحة، ولذلك نحن نرى البعض منهم على شاشات التلفزة، ولكن غالبا هم موجودون في كل مساحات العمل، يُعبرون عن وفائهم وعن اخلاصهم وعن ثباتهم وعن مواصلتهم للطريق، نجدهم حتى لو عجزوا عن حمل البندقية فإنهم يذهبون الى جبهات القتال للحديث الى المقاتلين وتأثيرهم في المقاتلين تأثيرعالي وكبير جداً. هذا هو الحال لهؤلاء الجرحى الذين قاتلوا وقدموا تضحيات وايضا الجرحى الذين تحملوا اعباء هذه المواجهة،كثير من الجرحى المدنيين في الاعتداءات الاسرائيلية واعتداء عملاء اسرائيل في زمن الاحتلال، كثير من الجرحى المقاتلين والجرحى المدنيين في تبعات مواجهة الجماعات التكفيرية، الجرحى الذين اصيبوا بسبب السيارات المفخخة التي كانت تُرسل الى مدننا والى قرانا في السنوات الماضية او حتى في زمن الاحتلال الاسرائيلي، الذي كان يرسل سيارات مفخخة الى مدننا والى قرانا لإغتيال كوادرنا ومجاهدينا.

على كل حال يوم بعد يوم هؤلاء الجرحى يَزدادون بصيرة كما هو حال عوائل الشهداء وكما هو حال كل المقاومين والمجاهدين والمؤيدين في هذه المسيرة، يزدادون وعياً وفهماً وايمانا من خلال الوقائع بأن المكان الذي ذهبوا اليه وقاتلوا فيه وجرحوا فيه او المكان الذي اصيبوا فيه بالجراح ثمناً لهذا الموقف، كان مكاناً صحيحاً.

في الموضوع الاسرائيلي الأُمور واضحة، في موضوع الجماعات الإرهابية التكفيرية فقط سأكتفي بالإشارة التالية لأدخل الى الوضع المحلي، يوماً بعد يوم يَتبين ونحن في هذه الايام في الذكرى العاشرة للحرب الكونية على سوريا،يوم بعد يوم يتبين حقيقة هذه الجماعات الارهابية التكفيرية المسلحة، وحقيقة وهوية من يُشغلها ومن يُديرها ومن يَحميها ومن يَدعمها ومن يُحركها، الشواهد يوماً بعد يوم غير الاعترافات والوثائق السابقة، أتمنى الآن الناس كانوا مشغولين بالدولار وسعر الدولار، لكن عموماً في لبنان وفي المنطقة أن يأخذوا بعين الإعتبار ما تم تسريبه أمس وعرض على وسائل الإعلام من قبل الإخوة في اليمن في صنعاء، في هذا شاهد حي بالصوت، أن رئيس المخابرات الأمريكية شخصيًا يهتم بأحد قادة القاعدة المعروفين، والذي كان مسجونًا في صنعاء في زمن الرئيس اليمني السابق، ويتصل بالرئيس اليمني السابق، ويطلب منه إطلاق سراح هذا القائد الكبير من تنظيم القاعدة، على أساس أن هذا هو تنظيم إرهابي، وعلى أساس أنكم حرقتم المنطقة من أفغانستان إلى العراق لكل العالم في محاربة القاعدة، “شوي” هو يطلب منه إطلاق سراحه وتسليمه لجماعته. وطبعا الرجل أطلق سراحه وخلال مدة زمنية معينة قام بتنفيذ العديد من العمليات، وعندما استنفذوه تخلصوا منه وقتلوه.

بالصوت الواضح والجلي، وثائق جديدة أيضًا بدأت تنشر عن تجنيد المخابرات الأمريكية لهؤلاء الذين كانوا معتقلين في السجون الأمريكية في العراق، وكيف تمّ تأسيس ما سمّي بالدولة الاسلامية في العراق، ولاحقًا التي سُمّيت الدولة الاسلامية في العراق والشام، وفيما بعد صار تنظيم الدولة الاسلامية، دور للمخابرات الأمريكية في تجنيد قادة هؤلاء من السجون العراقية وإطلاقهم، ولاحقًا تشكيل جبهة النصرة المنشقّة عن الدولة الاسلامية في العراق والشام. والآن دور المخابرات الأمريكية في إعادة إطلاق سراح جماعة داعش المعتقلين لدى قسد في شرق الفرات، وإطلاق سراح بعضهم باتجاه العراق لإحياء عمل داعش في العراق، والمجيء ببعضهم إلى قاعدة التنف عند الحدود السورية الأردنية لدفعهم باتجاه بادية الشام والقيام بالأعمال التي تسمعون بها الآن يوميًا في المنطقة هناك.

إذًا، نحن الآن لسنا أمام جماعة إسلامية، لسنا أمام جماعة تبحث عن العدالة وعن الرخاء وعن الإنصاف وعن المشاركة وعن الديموقراطية وعن الانتخابات. نحن أمام جماعات إرهابية تكفيرية مسلّحة يتمّ تشكيلها وإدارتها وتسهيل حركتها وتمويلها ودعمها وتسليحها وهدايتها وإرشادها وإدارتها من قبل المخابرات الأمريكية، من أجل تدمير الجيوش وتدمير الشعوب وتدمير المجتمعات، ومن أجل تمكين الهيمنة الأمريكية على المنطقة وتُصبح إسرائيل هي الملاذ والأمل والملجأ، وهي درة التاج في الشرق الأوسط المشروع القديم الجديد للإدارات الأمريكية المتعاقبة.

أحببت فقط أن أذكّر في هذا الأمر لأقول أنّ هؤلاء الجرحى وهم كثيرون وبأعداد كبيرة جدًا الذين شاركوا في هذه المعركة إنّما كانوا يشاركون في الحقيقة للتأكيد من جديد للدفاع عن سوريا عن لبنان، عن المقاومة، عن فلسطين، عن مستقبل هذه المنطقة ومستقبل هذه الأمة، وخصوصًا أنّ بعض الوثائق تتحدث بوضوح عن أهداف تشكيل هذه الجماعات خلال تلك الفترة، ومازالت هذه الأهداف قائمة.

على كلٍ في يومكم أيّها الجرحى الأحبّاء، أيّها الإخوة والأخوات، لكم، لعائلاتكم الشريفة خصوصًا للأمهات والزوجات، لجميع هذه العائلات الكريمة أبارك هذا اليوم وهذه المناسبة وهذه الولادة.

أَودّ أن أدخل إلى الموضوع المحلي القائم، نحن الآن، لبنان في قلب أزمة، أزمة حقيقية وطنية كبرى، هي أزمة اقتصادية ومعيشية ومالية، وهي أيضًا أزمة سياسية. وتستطيع القول أزمة نظام وأزمة حكومة وأزمة حاضر وماضي ومستقبل وكل شيء.

سنُحاول الحديث عن هذا الواقع القائم ونقاربه ونبحث عن الحلول ونُحدّد المسؤوليات، ونحدد ما هو المطلوب منا. لذلك أنا كتبت أولًا ثانيًا ثالثًا تسلسلت بمجموع نقاط كما هي العادة ليكون الشرح مفيداً إن شاء الله.

النقطة الأولى: عندما نريد مقاربة أوضاعنا، وكيف نعالجها يجب في الوقت الذي نحتفظ فيه ونحترم فيه الألم والغضب والسخط ومشاعر الانفعال، لكن علينا أن لا ننسى على الإطلاق أنّه يجب أن نتصرف بعقل وبمسؤولية وبحكمة، التصرفات التي هي عبارة سواء كانت أعمال أو اقوال التي لا تخدم سوى فشة خلق أو المزايدات أو ما شاكل، هذه لا توصل إلى أي مكان على الإطلاق. يجب في الوقت الذي على الناس أن تحتفظ بغضبها وألمها وشكواها، يجب أن لا نُعطّل منطقة العقل ونفكر ونفهم ونتصرف بعقل وبمسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية وإنسانية.

ثانيًا: بناءً عليه، يجب أن نضع سقفًا عندما نحن نتحدث عن الحلول أو عن وسائل الضغط. هناك أناس يبدو أنّهم لم يضعوا سقفًا. أنا أدعو إلى أن نضع سقفًا، وسأقول لكم نحن ملتزمون بهذا السقف حتى النهاية، ولا يجوز أن نصل إليه بحال من الأحوال، بحال من الأحوال.

ما هو السقف؟ هو عدم الذهاب إلى حرب أهلية واقتتال داخلي، لِنبدأ من هنا، لا أحد يهوّل على أحد، هناك من يعمل من أجل حرب أهلية في لبنان. عملوا حرباً أهلية في العراق، وعملوا حرباً أهلية في سوريا في حقيقتها، وعملوا حرباً أهلية في اليمن. وعملوا حرباً أهلية في أفغانستان، وحاولوا أن يعملوا حربا أهلية في إيران، وأينما كان مشروعهم هو الحرب الأهلية، عندما يعجزون أمام المقاومة في لبنان، وعجزوا حتى الآن، يمكن أن يلجأوا إلى هذا الخيار. في الماضي وفي السنوات الماضية كان هذا الخيار موجوداً، وعملوا له. وتمّ إفشاله، ولا أريد أن أذكّر بالأسماء والأرقام حتى لا أثير حساسيات. هذا مشروع كان موجودًا، ومازال موجودًا. لا يجوز تحت عنوان الأزمة الاقتصادية وأزمة الدولار، وفقدان المواد الغذائية، وأزمة تشكيل الحكومة، وكل الأزمات التي يجب إيجاد حلول لها، لكن مهما كان السبب، مهما كانت الأزمة التي نعيشها في البلد، لا يجوز أن يندفع أحد أو نسمح لأحد أن يدفع البلد إلى حرب أهلية وإلى اقتتال داخلي. هناك مقولة تقول أنّه كيف تحصل حرب أهلية، فقط أنتم لديكم سلاح. لا، هذه خطيئة وكذبة إذا اسأنا الظن نقول هذه كذبة، وإذا أحسنا الظنّ نقول هذا اشتباه.

الحرب الأهلية يا اخواننا وناسنا وشعبنا اللبناني لا تحتاج لصواريخ دقيقة، ولا تحتاج لصواريخ بمدى 200 و300 كيلو متر، الحرب الأهلية تحدث بالرشاش كلاشينكوف والـ m 16، وB 7 وبالأسلحة المتوسطة، وبالدوشكا وبمضاد الطائرات، وهذا كلّه موجود عند كلّ اللبنانيين،عند أغلب اللبنانيين حتى لا يخرج أحد، ويقول لا نحن يا سيد ليس لدينا، عند أغلب اللبنانيين، كل الناس لديها سلاح، في كل القرى هناك سلاح وفي كل المدن هناك سلاح، يوجد سلاح، والدليل انظروا إلى تشييع الجنائز، تشييع الجنائز. يمكن نحن أكثر أناس في تشييع الجنائز لا يظهر لدينا السلاح لأنّه عملنا إجراء أنّه من يطلق النّار من إخواننا مهما كان ماضيه الجهادي نقوم بفصله من حزب الله، لكن أنظروا إلى تشييع الجنائز، رشاشات ومتوسطات ومضاد للطائرات. وكل الذي تريدونه، الحرب الأهلية لا تحتاج لسلاح أكثر من هذا، وهناك من يدفع باتجاهها، وأنا أقول لكم وأنا أتحدّث هذه الليلة ولدي معلومات، أنّ هناك جهات خارجية وبعض الجهات الداخلية تدفع باتجاه حرب أهلية، ولكنّها دائماً تبحث عن الوقود وعن الزيت وعن النار وعن البنزين. حتى الآن وعي اللبنانيين، وتحمّلهم للمسؤولية، صبرهم، انضباطهم، منع ذلك، ولكن هذا الاحتمال وهذا الخطر ما زال قائمًا وهذه الأرضية موجودة.

أيضًا في هذا السياق، كثر اليوم يقول لك يا حزب الله، سأتحدث الليلة عن حزب الله أكثر، يا حزب الله أنتم لديكم قوة كبيرة جدًا، ولديكم سلاح وإمكانات، ويجب أن تفرضوا تشكيل حكومة وحلولًا بالسلاح، هذا خطأ، هذا يدفع إلى حرب أهلية، بصراحة يذهب إلى حرب أهلية ويؤدّي إلى خراب البلد، هذا الأمر لا يجب على أحد أن يفكّر به ولا يدعونا أحد إليه، ولا يقبل أحد أن يتحدّث بهذا الكلام في البلد أنّه تعالوا وإلجأوا إلى السلاح. أصلًا إذا كان لديك بيت وعائلة ولديك بعض المشاكل وبعض النواقص، حتى لو كان لديك نواقص كثيرة، هل تحرق بيتك وتقتل عائلتك؟لأنّك لم تستطع معالجة هذا النقص، أو تريد أن تعالج هذا النقص؟ معنى ذلك لا يوجد عقل ولا يوجد دين ولا يوجد أخلاق ولا يوجد إحساس بالمسؤولية. هذا كلام للمزايدات، وأنا بكل صراحة أقول لكم: نحن حزب الله لسنا في وارد اللجوء إلى السلاح من أجل تشكيل حكومة، أو من أجل حلّ وضع اقتصادي أو معيشي أو انمائي أو مالي أو إصلاح في الدولة أو.. أو… أو … الخ. عندما تحدثنا عن محاربة الفساد قلنا لا يتحدث أحد معنا بالسلاح لمكافحة الفساد، لها أدوات مختلفة. أكتفي بهذا المقدار لأنّه لدينا كلام كثير.

ثالثًا: نحن اللبنانيين لماذا أقول نحتاج لبعض الهدوء لأنّنا نحن محتاجون أن نشخّص أزمتنا ومشكلتنا ومرضنا حتى نعرف أن نعالج. إذا شخّصنا خطأ فإننا سنعالج خطأ. التشخيص الخاطئ يؤدّي إلى علاج خاطئ. افتراض أسباب للأزمة، افتراض أسباب خاطئة للأزمة معنى ذلك سنذهب إلى معالجات خاطئة وإلى معالجات لن تؤدي إلى نتيجة لأنّنا لم نعالج الأسباب الصحيحة والحقيقية للأزمة. طبعًا اليوم بالبلد تارة عليك أن تقوم بمقاربة للأزمة الموجودة بالبلد لأنّك أنت تبحث عن حلّ للناس، وطورًا لا أنت تودّ توظيف هذه الأزمة لإضعاف خصومك السياسيين، ولاكتساب شعبية وللمزايدة على الآخرين، وليس همّك الحل الحقيقي وهو معالجة الأزمة.

اليوم في لبنان هناك من الصنفين، الصنف الأول هو الذي يسعى للبحث عن الأسباب الحقيقية، ويقول للناس الأسباب الحقيقية من دون تضليل ومن دون كذب ومن دون تزوير ومن دون خداع ومن دون تحريف. والصنف الثاني هو الذي يضع السبب في مكان واحد، وهو ليس صحيحاً، ويحمّل تبعات الأزمة كلّها على مكان واحد لأنّه يريد تصفية حساب مع هذا المكان الواحد. هذا المكان الواحد اسمه الرئيس، اسمه طائفة معينة، اسمه جهة سياسية معينة، حزب، تيار، حركة، تنظيم، جماعة معينة. عندها يذهب ويقول هذا هو السبب يحمل المسؤولية كلّها عليه، هذا يقوم بتصفية حساب، وهذا لا يبحث عن حلول للأزمة. نحن نفترض أنفسنا ويجب أن نكون من الصنف الأول، نحن معنيون بمعالجة هذه الأزمة وهذه مسؤولياتنا جميعًا، ونحن جزء من أصحاب المسؤولية، مسؤوليتنا الدينية، الشرعية، التي سوف يسألنا الله يوم القيامة عنها، مسؤوليتنا الأخلاقية والانسانية بيننا وبين ضميرنا ومسؤوليتنا الوطنية تجاه أناسنا.

لذلك بهذا المقطع أنا أودّ أن أقدّم سردًا سريعًا حتى أقول أنّ الأزمة التي نعيشها لديها مجموعة أسباب: وإذا جئنا لنعالج سببًا واحدًا وتجاهلنا بقية الأسباب، نحن لم نعالج، نحن نضيع الوقت ونضحك على بعضنا. علينا أن نعالج كلّ الأسباب حتى نستطيع معالجة هذه الأزمة.

عندما نأتي بقراءة سريعة حيث ان هذا الموضوع قد تم الكلام به سابقاً بالتفصيل، بالتفصيل الممل أحيانا فقط للتذكير وجمع الفكر، اليوم الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي والديون المتراكمة على البلد التي قفزت الى 100 مليار دولار لها مجموعة اسباب اوصلت الى هنا، وكل واحد يقول هذا السبب وذلك السبب ووو… هذا صحيح، وذلك صحيح، وكلها مجتمعة هي صحيحة. والذي سأذكره أنا من باب التذكير ليست هذه الاسباب فقط، لكن هذا الذي خطر في بالي اليوم اثناء التدوين وتذكّرتهم، السياسات الاقتصادية والمالية المتبعة وهذا تم شرحه بشكل وافٍ، ضرب القطاعات المنتجة وخصوصا القطاعين الزراعي والصناعي، الرهان على التسوية السياسية في المنطقة في التسعينات، سياسة الاستدانة والاقتراض والفوائد، الفساد المالي والادراي والهدر، مئات ملايين الدولارات نُهبت وسُرقت اذا لم تكن مليارات، النزاعات والصراعات السياسية والطائفية في البلد، هذا كان جزء وسبب من الازمة السياسية والاقتصادية والمعيشية، عندما كانت دائماً تتشكل حكومة كنا نبقى 3 اشهر و5 اشهر و 9 اشهر وسنة وسنتين هذا بسبب ماذا؟ الصراعات السياسية! بمعزل من معه حق او لا، انا اوصّف فقط! حسنا، الحروب الاسرائيلية على لبنان هذا ايضا سبب، الذي سبّب دمار وشهداء وجرحى وتعطيل الاقتصاد وضرب المنشآت، الحروب قبل الـ 82 مروراً بالـ 82 وصولا للـ 2006، الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء من الجنوب والبقاع الغربي لعقود من الزمن وتبعاته على لبنان هذا ايضا من الاسباب، وللاسف الشديد البعض يريد ان يُحمّل التبعات هنا للمقاومة، اي انه من المسؤول؟ ليس الذي احتل البلد، ودمر البلد، وقصف البلد، وارتكب مجازر في البلد، وقتل الناس، وعطل واحتل قرى ومدن، وهدد بشكل دائم، ومنع الامن والاستقرار حتى عطل الاستثمارات الداخلية والخارجية، أليس العدو المرتكب هو المسؤول، الذي قاوم ودافع وحرّر هو المسؤول عن هذه التبعات الاقتصادية، هذا تجنّ وهذا ظلم. اذاً الحروب الاسرائيلية المتعاقبة، الاحتلال الاسرائيلي لارضنا لعقود من الزمن، اذا اتينا للآونة الاخيرة، المشروع الامريكي في المنطقة، الحروب التي نفذها في المنطقة من 2003 الى اليوم كلها انعكست علينا وعلى لبنان وعلى كل المنطقة اقتصادياً، وبالخصوص الحرب الكونية التي ادارتها اميركا على سوريا، وكل يوم بعد يوم يتضّح هذا الموضوع، واستخدمت فيها السعودية وتركيا ودول اخرى موجودة في العالم وهذا كان له تبعات على لبنان، الحدوج مغلقة، امكانية الاستيراد والتصدير عبرالاراضي السورية غير متاحة بسبب الحرب في سوريا، حسناً هذا انعكس علينا، ماذا بقي لدينا؟ بحر وجو! ايضاً، كل العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا عمليا تعطّلت وتجمّدت، ملايين النازحين السوريين نزحوا الى لبنان اهلا وسهلا بهم، ايضاً كان لهذا الحدث اثار اقتصادية ومالية ومعيشية على البلد الى اخره.. اذاً هذه الحرب كان لها تأثيراً كبيراً على الوضع الاقتصادي في لبنان، تهريب الأموال الذي حصل الى الخارج خلال هاتين السنتين، تجميد الودائع في البنوك – هذا مسؤولية حزب الله!– انفجار المرفأ ايضاً كان له آثار إقتصادية ومالية سيئة جداً إضافية، لأن الأصل هو الشهداء والجرحى والنكبة الإنسانية التي حصلت، الحراك الذي حدث في 17 تشرين وما بعده والتوترالذي حصل في البلد وعدم الثقة في البلد والخوف الذي ارغم الناس على سحب أموالها وتعطيل الاستثمارات اذا ما كان قد بقي هناك امل للاستثمار، ولاحقا تبين ان كثيراً من هذه الجمعيات كانت تديرها السفارة الأمريكية، ومن جملة الاسباب ايضاً الثغرات في نظامنا السياسي، نعود له لاحقاً عندما نتطرق لملف الحكومة، وصعوبة معالجة هذه الثغرات لانه سريعاً يقال لك، انت تتعرض للدستور والنظام ووو واياك.. على سبيل المثال في محاربة الفساد، كتلة الوفاء وكتل نيابية أخرى قدمت اقتراحات قوانين مثلا رفع الحصانات، هذا يحتاج الى تعديل دستوري، أبداً خط أحمرممنوع! رفع الحصانات عن الجميع يشمل كل الطوائف والاحزاب السياسية، هذا لا يمسّ بامتيازات طائفة على حساب طائفة اخرى، لا يمس جوهر النظام، أبداً، أي تعديل دستوري لرفع الحصانات لكشف الفاسدين ومعاقبتهم ومحاسبتهم ممنوع لان الدستور مقدس وهذه واحدة من مشاكل النظام في لبنان. وأيضاً الضغوط الأمريكية على لبنان خصوصاً في الاونة الاخيرة التي لها علاقة في الدولار، ومجيئ الدولار ومنع عودة الارصدة الى لبنان، ومنع الدول من تقديم المساعدة الى لبنان، والضغط على لبنان أو اخافة لبنان من الذهاب الى خيارات إقتصادية معيّنة هذا كله عمل الأمريكان وهذا أساسيّ في الأزمة التي نعايشها. الان هذه مجموعة أسباب ممكن أن أضيف لها أسباب أخرى، لكن كل سبب من هذه الاسباب له نسبة معينة من التأثير وإحداث هذه الأزمة. الان يحلم البعض والذين هم من الصنف الثاني، الذين يستخدمون الأزمة للحرب وتصفية الحسابات يقول لا، سبب الأزمة هو سلاح حزب الله، سبب الأزمة الإقتصادية في لبنان هو حزب الله، وسلاح حزب الله، والحل هو ان يسلم حزب الله سلاحه تنحل الازمة الاقتصادية والمعيشية والسياسية في لبنان، هذا ظلم وتضليل وتزوير، كل الاسباب التي ذكرناها ما علاقتها بسلاح حزب الله؟ حسناً لا بأس، ممكن ان تأتي وتقول أنكم أنتم قمتم بواجبكم وقاتلتم إسرائيل فأنتم واحد من الأسباب، حسناً حدّد لنا نسبة مئوية! يمكن لأنكم ذهبتم الى سوريا وقاتلتم الجماعات التكفيرية التي كانت تستهدف لبنان وكل المنطقة تتحملون جزءاً من المسؤولية، لا بأس فلتسجّلها سبب وحدّد لها نسبة مئوية، لكن عندما تأتي وتحمّل هذه الأزمة الإقتصادية لجهة معيّنة، هنا أعود في ختام هذه النقطة وأسأل هؤلاء بالذات، نحن الذين سرقنا؟ نحن الذين نهبنا؟ نحن الذين أفسدنا؟ نحن الذين عطلنا القطاعين الزراعي والصناعي؟ نحن الذين رفضنا التعاون مع سوريا؟ نحن الذين أقفلنا الحدود أمام العالم؟ نحن فعلنا وفعلنا وفلعلنا؟؟؟؟ نحن قمنا بكل هذا حتى نحمل نحن المسؤولية؟ نحن الذين فعلنا الهندسات المالية؟ ونحن البنوك؟ نحن ديّنا واستدنا وفاقمنا الفوائد؟ هذا غير مقبول، هذا ظلم! بكل الأحوال، نعود لمجموعة الاسباب وتقول نعم هناك أسباب عديدة ومتنوعة هي اوصلتنا لما نحن عليه. عندما نريد الذهاب نحو الحل علينا معالجة كل هذه الاسباب أو نضع خططاً تتجاوز كل هذه الاسباب، طالما هذه الاسباب موجودة معناه لا يوجد حل، اذا سيبقى الهدر والفساد موجود لن يكون هناك حل، اذا بقي سوء الادارة موجود لن يكون هناك حل، اذا بقي عدم التخطيط والعمل ضمن خطط قصيرة ومتوسطة المدى وبعيدة المدى معناه لا يوجد حل، اذا ما ذهبنا لإحياء القطاع الزراعي والصناعي والقطاعات الانتاجية ونصبح دولة منتجة وشعب منتج، وان لا نعيش على المساعدات التي يتم ابتزاز لبنان بها وعلى الديون التي تتراكم على البلد معناه انه لا يوجد حل، اذا ما كان هناك ثغرات في نظامنا السياسي ولا نقدم على سد هذه الثغرات معناه انه لا يوجد حل، وهكذا اذا ما اردنا ان نذهب لكل نقطة من النقاط التي تكلمنا بها منذ قليل. حسناً، اين نريد ان ندخل؟

النقطة الرابعة، نحن في مقاربة الحلول والاوضاع والمعالجات هناك حدين يجب ان نلتفت لهما: حد اليأس، غير صحيح أن نيأس وغير صحيح ان نبث روح اليأس في الشعب اللبناني لأن هذا خلاف المنطق وخلاف المسؤولية، هذا من جهة، طبعاً ممكن الكثير من الناس ان يقتربوا من مرحلة اليأس لأن الأوضاع حقيقة صعبة جداً، كي لا نختبئ وراء أصبعنا، الحد الثاني هو الأوهام، أن لا نعيّش الناس في أوهام، أوهام الحلول وأوهام الغد المشرق بعد أشهر أو سنة أو سنتين أو ما شاكل، هذه الأزمة التي هي نتيجة عشرات السنين، الان قد يقول البعض منذ سنة، 30 سنة، 40 سنة، 50 سنة، والبعض يذهب بعيداً منذ تأسيس الكيان اللبناني كما تريدون، لكن لا شك ان هذا الوضع الذي نحن بصدده هو نتاج عشرات السنين، هذا لا يتعالج بسنة وسنتين كي لا يأتي أحد ويوعد الناس انه بسنة أو سنتين أنا سأحول لبنان الى جنة وأخرجكم من كذا الى كذا.. أيضاً كي لا نبسّط الأمور لأن هذه جزء من أوهام، ومن جملة تبسيط الأمور أن نأتي ونقول للناس أن الحل هو في تشكيل حكومة، الحل يبدأ في تشكيل حكومة، تشكيل حكومة هي المدخل، تشكيل الحكومة هي الخطوة الأولى في مسار طويل لنصل الى الحلول، لانه بالحلول نحن محتاجون الى خطوات كبيرة وجبارة ومهمة جداً لطالما تكلمنا بها في الماضي، خطوات لها علاقة بالسياسات المالية والاقتصادية، لها علاقة بسياسة الاستدانة والاقتراض، لها علاقة بالتعاطي مع دول العالم في الشرق والغرب، ولها علاقة بمكافحة الفساد، وضع اليات لمحاربة الفساد، موضوع التدقيق الجنائي في هذا الموضوع، والا انا أحب أن أقول لكم أمراً، اذا غداً اتينا وقلنا اننا هنا وهنا قبلنا وووو وهناك قرارات قد تكون قاسية وصعبة جداً واتت هذه القروض لانه لا يوجد كلام حول مساعدات كله قروض ويمكن ان يكون هناك جزء بسيط من المساعدات في ظروف معينة، القروض كل الفرق فيها هو انه كم تبلغ نسبة الفائدة فيها؟ حسناً، اذا بقيت الادارة كما هي، واليات العمل كما هي، والتلزيمات كما هي، والقضاء كما هو، والمحاسبة والمراقبة كما هي، معناه ان هذه القروض التي سوف تأتي سيُسرق منها جزء كبير مثلما حصل في السابق، وسيتم هدر االكثير من هذه الأموال وسوف لن نكون أمام أي إنفراج ولا أمام حل الا بعض الظواهر الكاذبة الخادعة ونزداد مديونية وتتضاعف الأزمة والى اخره.. اذاً نحن أمام وضع متكامل، وليس فقط أمام موضوع مالي إقتصادي معيشي بحت، هناك سلة متكاملة في وضع متكامل، نحن محتاجون الى اصلاح اداري ومالي ومحتاجون الى سد بعض الثغرات في نظامنا السياسي ومجتاجون الى خطط كي نستطيع مواجهة المرحلة المقبلة.

حسناً، هنا نأتي الى موضوع تشكيل الحكومة، يوجد هناك تحديات كبيرة امام الحكومة ومن هنا سأعود للحديث عن تشكيل الحكومة، في تشكيل الحكومة سابقاً بعد استقالة الحكومة الحالية والتعثر في تكليف رئيس الحكومة المكلف الى ان تم التكليف الأخير، تم القول طبقاً للمبادرة الفرنسية يجب ان تشكّل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين حكومة مهمّة، اسمعوني جيّداً، نحن وافقنا وقدّمنا تسهيلات وتم الكلام معنا انه مطلوب حكومة اختصاصيين وليس سياسيين ونحن قناعتنا لم تكن هكذا وقبلنا، غير حزبيين قبلنا، في طريقة التسمية نتشاور نأخذ ونعطي تسمون ونسمّي قبلنا، مداورة في الوزارات قبلنا، حسناً الان أعود وأقول كي لا يُعتبر الكلام الذي سأقوله بعد قليل ناقضاً، اذا خرج ان شاءالله نهار الإثنين دولة الرئيس المكلف عند فخامة رئيس الجمهورية واتفقوا على الحكومة، حكومة تكنوقراط اختصاصيين غير حزبيين نحن قبلنا، انتهينا. معناه الذي سأقوله بعد قليل لا يلغي هذا، هذا قائم، لكن ما اريد ان أقوله هو من باب النصيحة، من باب النصيحة بالدرجة الاولى لدولة الرئيس المكلف، وهذا النقاش حصل بيننا ‏في بداية التكليف، لكن نحن لم نُصر وقبلنا أنه ماشي الحال بالإختصاصيين، الكلام ‏الذي أريد أن أقوله هو التالي: “حكومة مطلوب منها مهام بهذا الحجم، تواجه ‏تحديات بهذا الحجم ويجب‎ ‎‏ أن تذهب إلى خطوات كبيرة وجبارة جدا وتوجد أمور ‏بحاجة الى جرأة”، سوف أضرب بعض الأمثلة السريعة، اليوم لماذا لم نذهب الى ‏الصين؟ الأمر بحاجة إلى إستثمارات في البلد، الصيني قال أنا جاهز، الجماعة ‏حتى لحدود الـ12 مليار دولار جاهزين أن يستثمرونها في البلد، أنا سوف أكون الليلة ‏صريح معكم وشفاف، الناس في لبنان، المسؤولين، الكثير من المسؤولين خائفون ‏أن يذهبوا الى الصيني، خائفون مِن مَن؟ من الأميركيين، بصراحة، وسابقا كلنا نتذكر كيف أن نتنياهو أهين كثيرا من الأميركيين وهو من “زلمة” الأميركيين ‏لأنه فتح للصين وعاد وبدأ “بضبضبة” المشاريع. في العراق رئيس الحكومة السابق لأن ‏تعاقد مع الصين، الناس خائفة من الذهاب إلى الصين، حسنا، هل نظل خائفون؟! الآن ‏في الأيام القادمة مع بايدن أولويته المعركة مع الصين والحرب الإقتصادية مع ‏الصين، فلنذهب الى روسيا لنرى شركات روسية تلتزم، وتحيي مصافي نفط، ‏وتوفر أيدي عاملة وتلتزم مشاريع كذا وإلخ… العالم خائفة أن تذهب إلى روسيا، ‏حسنا، توجد مشكلة مشتقات نفطية في البلد، بنزين ومازوت وفيول وكذا..، يا أخي ‏الإيرانيون جاهزون أن يبيعونا مشتقات نفطية بالليرة اللبنانية، لا نستطيع ذلك، أنا أقول ‏لكم بصراحة أقول لكم ، حسنا، واحدة من الأمور التي نُقلت لي، أنه نقلاً عن مصرف لبنان أنا حتى ‏بالليرة اللبنانية لا أستطيع أن أشتري من الإيرانيين، لأن الأميركيان يعاقبون ‏المصرف ويضعوه في العقوبات، حسنا، الأميركيون لا يسمحون لكم أن تذهبوا إلى الصين ولا ‏إلى روسيا ولا إلى إيران ولا إلى الشرق ومع العراق أيضا “تتخربط” الأمور، ‏وسوري ممنوع أن نتعاطى معها، حسنا تفضلوا يا أيها الأميركيون ساعدونا، لا نُربيد أن نُساعدكم، نُريد أن تَخضعوا، نريد أن تلتزموا بشروطنا، ونريد ان تصبحون ‏جزءاً من معركتنا وجزءاً من محورنا، ليس صحيحا أنه مطلوب من لبنان الحياد، ‏مطلوب أن نصبح جزءاً من المحور الأميركي الإسرائيلي مثل ما يحصل مع بعض ‏الدول العربية، حسنا، هذه بحاجة إلى حكومة، حكومة لديها أكتاف، حكومة تقول إذا ‏مصلحة بلدنا أن نأتي بشركات صينية سوف نأتي بها، وإذا مصلحة بلدنا أن ‏نشتري مشتقات نفطية بالليرة اللبنانية سوف نشتريها، وإلا سوف نموت من الجوع في ‏البلد، يريدون أن يقتلوننا من الجوع، ونحن لن نموت من الجوع أرجع أقول لكم، وسأتحدث عن ‏هذا في آخر الخطاب.

حسنا، هذا جانب، جانب ثانٍ، يوجد رهان على صندوق ‏النقد الدولي، صندوق النقد الدولي يريد أن يعطي قروض، أنا سألت ودققت لا يوجد ‏مساعدات، مساعدات عادةً تُعطى في ظروف الحرب أو في ظروف خاصة، يعني ‏ديون، سوف يُركب ديون على البلد ، لا يريدون أن يُدينوننا إلا بعد أن نَقدر أن نُعالج ونعيد الهيكلة الخ… ‏حسنا يمكن أن تضطر الحكومة العتيدة التي سوف تتشكلأن تفاوض صندوق النقد الدولي، ‏إلى الآن يوجد وجهتي نظر في البلد، وجهة نظر مسلمة مسبقا، تعال يا صندوق النقد ‏الدولي ما هي الشروط التي تريدها، نحن راضون لأنه ليس لدينا حل غير هذا، يوجد ‏وجهة نظر لها قوى تتبنى وجهة النظر هذه وقد تكون الأغلبية في الحكومة المقبلة، ‏ويوجد وجهة نظر أخرى تريد أن تناقش في الشروط، هل هذه مناسبة للبنان أم أن ‏هذه تكسر البلد وتذل البلد وتعمق الأزمة في البلد؟ يوجد شيء ممكن أن يقبل ويوجد شيء أخر لا يمكن أن يقبل، سوف أضرب لكم أمثلة، يجب أن يكون لدى الشعب ‏اللبناني وضوح لديه، وأن لا نأخذ بالشعارات والمزايدات وتصفية الحسابات، مثلا ‏إذا أتى صندوق النقد الدولي وسيأتي، سيقول لك رفع الدعم عن المواد الغذائية ‏والدواء والمشتقات النفطية، وهذا ما يعمل عليه الآن، يعني عمليا، عمليا سيتم إيصال ‏البلد إلى خيار من هذا النوع، حسنا هل الشعب اللبناني سيتحمل هذا الموضوع؟ لأنه ‏هذا سيؤدي إلى إرتفاع في أسعار المواد الغذائية، والدواء والمشتقات النفطية و…و..و… ‏إلخ، هل سيتحمل أو لا يتحمل؟

ثانياً، تحرير سعر العملة، يصبح السوق هو من ‏يتحكم بسعر العملة، يصبح 10000 أو 15000 أو 20000 أو 3000 أو 4000 ‏يصبح له علاقة بالظروف والبلد والسوق والوضع الأمني والسياسي واللعب من ‏الخارج واللعب من الداخل، هل الناس يتحملون هذا الموضوع مثل الذي عاشوه خلال ‏الأيام القليلة الماضية؟ يمكن ان يأتوا ليقولوا أن هناك جزء مهم من القطاع العام، ‏يعني موظفين في الدولة، هذا الجيش عدده زايد، وقوى الأمن عددها زايد ‏والموظفين في الدولة عددها زايد، يجب أن تخففوا هذا العدد، ربما الآن أنا لا ‏أستبق الأمور، يمكن أن تصل الحكومة إلى مكان يجب أن تتخذ قرارا من هذا ‏النوع، هل تتحمل الناس؟ أن يلقى بآلاف أو بعشرات الالاف من الموظفين في ‏الشارع؟ بمعزل هل نتحمل أو لا نتحمل مجبورين أو غير مجبورين، أنا الذي أريد أن ‏أصل له هو التالي، هل حكومة الإختصاصيين تستطيع أن تتحمل قرارات من هذا ‏النوع؟ هل حكومة الإختصاصيين لديها أكتاف تحمل هذه الجبال وتصمد فيها أمام ‏الناس وتقنع فيها الناس؟ الحكومة السابقة كانت تكنوسياسية عندما زادت كم ‏سنت على الواتس اب رأينا ماذا حصل في الشارع، وإستقالت الحكومة، أنا الذي ‏أريد أن أنصحه لدولة الرئيس المكلف مع أرجع أمضي على كل الذي إتفقنا عليه ولا أتراجع عنه، فقط من أجل أن نربح الوقت، من أجل أن لا نشكل حكومة تسقط بعد شهر ‏أو شهرين أو أسبوع أو أسبوعين، تسقط في الشارع لأنه في ذلك الوقت ليس ‏معلوما أنه يستطيع الشخص أن يمنع الناس أن تنزل الى الشارع، عندما تتخذ ‏إجراءات الناس تشعر فيها أنه هي خلص حتى أوكسجين لم تعد تستطيع أن ‏تتنفس، تحتاج يا دولة الرئيس حكومة تشيل معك كتف، أنت السياسي الوحيد في هذه ‏الحكومة، أنت تقول أنك تريد أن تأخذ كرة النار في صدرك، كثر الله خيرك، ولكن ‏كرة النار إذا أخذتها لوحدك بصدرك لن تنقذ البلد، ستقضي عليك وعلى البلد، لأنه ‏هذه كرة النار كبيرة، الكل يجب أن يحمل كرة النار هذه، لذلك أنا الليلة بمعزل عن ‏كل النقاشات الموجودة في البلد أقول أعيدوا النظر في هذا الموضوع وأنا تكلمت في ‏المرة الماضية في موضوع الحكومة والعدد وما شاكل، أنا اليوم أتكلم بطبيعة ‏الحكومةـ بماهيتهاـ بهويتها، فلتأتي بالقوى السياسية تتحمل مسؤولية معك، شكل ‏حكومة سياسية، حكومة تنكنو- سياسية، وإذا يمكنك أن لا تسمح لأي أحد أن يهرب ‏من المسؤولية، أن لا يقف أحد على التل وأن يقول لا دخل لي، الذي يقف على التل ‏ويقول أنا لا دخل لي وهو كان له دخل على مدى سنوات يجب أن يحاكم عندما يهرب ‏من المسؤولية، ودع كل الناس أن تشيل كتف وبهويتها الواضحة وبإسمها الواضح ‏وأن تحمل القرارات التي ستأخذها الحكومة وتقنّع بها ناسها، لأنه بكل صراحة ‏حكومة الإختصاصيين إذا لم تحمها القوى السياسيّة لن تستطيع لا أن تنقذ البلد ولا ‏أن تأخذ القرارات ولا تمشي بالمسار الذي أ\ن تفكر فيه أو أحد أخر يفكر فيه.

إذا النقطة التي أنا أحببت الليلة أن أرجع أؤكد عليها بقوة، هي واحد، إعادة النظر، تريد أن تطلع ‏الاثنين، من الآن إلى الاثنين بكل سهولة يمكنك أن تتكلم مع القوى السياسية وتتفق ‏معهم والعالم كلها يجب أن تكون جاهزة، الموضوع ليس على ذوقنا، أتعرفون ماذا، ‏أهون شيء الآن أن أطلع الليلة وأقول نحن يا أخي وأبيعها للشعب اللبناني وأبيعها لكل العالم، ‏نحن يا أخي نظرا للظروف والأوضاع والضغوط وكذا… وكذا… وكذا… نحن خلص ‏لا نريد أن نشارك لا من قريب، لا مباشر ولا غير مباشر، ولا شأن لنا بالحكومة ‏ولا شيء، ونجلس جانبا، نحن شريحة كبيرة في البلد وحزب كبير في البلد، وبيئة ‏ضخمة في البلد وغدا عندما تأخذ الحكومة قرار غير شعبي يكفي أن نقول أننا لا ‏ندافع عن قرار الحكومة ونقول للناس بأن لا شأن لنا، وكل شخص يتصرف بالذي ‏يجده مناسبا، أين يصبح البلد؟ القصة أنه نريد أن نهرب من المسؤولية او اننا نريد ‏ان نتحمل المسؤولية؟ نريد أن نسجل النقاط، نريد أن ندافع عن أحزابنا وزعامتنا ‏أم نريد أن نحافظ على بلدنا وعلى شعبنا؟ كيف نقارب هذا الموضوع؟ أنا في رأيي ‏بالرغم من أنه أرجع وأقول، نحن موافقون، شكلوا حكومة اخصائيين، ليس لدينا ‏مانع، لا أتراجع عن أي شيء إلتزمنا به سابقا، ولكن هذه الحكومة لن تصمد، ولن ‏تستطيع أن تنقذ البلد، ولن تستطيع أن تأخذ قرارات كبيرة وجريئة وشجاعة ‏يحتاجها البلد، إذهبوا وشكلوا حكومة سياسية، فلتأتي العالم بوجوهها المكشوفة ‏تتحمل مسؤولية الأزمة والمأزق الذي وصل إليه البلد والكل يضع كتف على كتف لكي يتعاون في ‏معالجة هذا الموضوع. ‏

النقطة الثانية، أيضا برأينا في الحل أن تتشكل الحكومة الان على ضفاف الحكومة يجب على ‏القوى السياسية او المتمثلة بالكتل النيابية أن تقيم نقاشا حول الخيارات لأنه إذا تشكلت حكومة ‏والخيارات ليست محسومة او ليست واضحة او ليست محمية، معنى ذلك أننا لم نعمل شيء، بدلنا ‏حكومة بحكومة، يعطيكم العافية، والنقطة الثالثة بالحلول، دعوة جميع القوى السياسية إلى توظيف ‏إمكاناتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية في المساعدة، يعني بصراحة، الزعماء والتنظيمات و‏الاحزاب التي في السياسة، وأيضا أباطرة المال، الذين لديه المال والذين يضبون المال والذين يُهربون المال والذين خارج البلد فليساعدوا ناسهم، يأ أخي ساعد جماعتك وحزبك، وأفرادك ‏وطائفتك ومنطقتك، وساعد دائرتك الإنتخابية، يوجد من ليس لديه أموال، ولكن هناك الكثير من ‏الناس لديه مئات الملايين التي قاموا بتهريبها للخارج، المسؤولية تقول، إذا أنتم ترون ان البلد ‏ذاهب الى إنهيار وإلى مجاعة أتوا بها ولا تعطوها للدولة، الاموال التي ستصرفونها في الإنتخابات بعد ‏سنة ونصف فلتصرفونها الان، نحن إذا لدينا اموال، يجب أن نُخبأ أموالنا بل يجب ان نُصرفها ‏على الناس، أيضا لدينا علاقات مع تجار قادرين ان يساعدوا الناس يجب أن نوظف هذه ‏العلاقات، لدينا علاقات مع مؤسسات قادرة ان تساعد الناس يجب أن نوظف هذه العلاقات، لدينا ‏علاقات مع دول، بدل ما ان تذهب القوى السياسية لتستفيد من علاقاتها مع الدول لكي تصفي ‏حساباتها مع بعضها البعض فلنستفيد من علاقاتنا مع الدول لنساعد لإنقاذ شعبنا من المأزق، في ‏السابق أنا قلت مثلا، أعيد وأؤكده اليوم، والىن لأنه لدينا من جديد أزمة الفيول وأزمة البنزين ‏وأزمة المازوت، وغذا إذا ذهبوا الى رفع الدعم أو ترشيد الدعم أو لا نعرف ماذا سيفعلون، هذا ‏يعني أنه أيضا أسعار هذه المواد سترتفع في السوق، في السابق أنا قدمت عرضاً، وقلت إذا لبنان ‏يقبل سأتكلم مع الإيرانيين، أنا لم أنتظر لبنان يقبل، انا تكلمت مع المسؤولين الإيرانيين، طبعا أرسلت لهم رسائل ‏وأصدقاء وأتوا لي بجواب من وقتها، والآن أرجع وعبّر عنه سعادة السفير الإيراني في ‏بيروت في أكثر من مناسبة، أعيد وأقول نحن لدينا صديق أسمه إيران، تفضل يا لبنان، مشتقات ‏نفطية وفيول وبنزين ومازوت، حتى الغاز إذا كان لديك إمكانية النقل، لأنه هناك مشاكل فنية بنقل ‏الغاز، أي شيء له علاقة في هذا المجال بالحد الأدنى، وهذا أنا الذي”أُملي” يدي منه 100 %، ‏تفضلوا فلتشتروا بالليرة اللبنانية، ولديكم ليرة لبنانية ما شاء الله، بالليرة اللبنانية تفضلوا، حسنا ‏الآن إذا أتينا هذه المشتقات النفطية على البلد بالليرة اللبنانية كم سنوفر دولار؟ هذا سوف ينعكس على ‏سعر الدولار، وهذ سوف يؤثر على التكسي وعلى المؤسسات وعلى الكهرباء وعلى… على.. على… تفضلوا، نحن ‏حاضرون أن نسخر، هل يوجد من شيء أخر بإستطاعتنا أن نقوم به؟ له علاقة بالدواء او ‏بالمواد الغذائية وله علاقة بأي شيء أخر، نحن جاهزون، من خلال الدولة وبواسطة الدولة ‏وضمن القوانين المرعية الإجراء، من لديه علاقة مع أي دولة في العالم، مع أي دولة عربية او خارجية يستطيع أن يأتي منهم شيء للبنان فليتفضل، لا يقعد ليتفرج، لا يقعد ليتفرج. هذه النقطة الثانية أو الثالثة التي أحببت ‏أنا أن أؤكد عليه.

النقطة التي تليها، خامسا، في حال إستمر التأزيم في تشكيل الحكومة، إذا لم ‏يحصل شيء الاثنين، وبعد الاثنين، وما بعد بعد الأثنين لا يوجد شيء، نحن لدينا حلين، لأنه ‏يوجد حل هذا الذي يقول لك يا حزب الله إضغطوا، ما يعني إضغطوا؟ أنا تكلمت في البداية، ان ‏حزب الله يتحمل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة لأنه لا يضغط على حلفائه وعلى الأطراف، هذا ‏الكلام غير مقبول، ليس أنه حزب الله يستطيع ان يضغط ولا يريد ان يضغط، ليس أنه يستطيع ‏أن يفعل شيئا ولا يفعل، لا يريد ان يفعل، الذي يستطيع ان يقوم به حزب الله عمله، والذي ‏يستطيع ان يقوم به حزب الله سيقوم به، لكن لا يحملنا نحن المسؤولين، هل انا احمل العصا؟! ‏يعني احمل الرشاش وأطلع على العالم وأقول له يجب ان تقبل بكذا وكذا.. بمعزل من معه حق ومن ‏ليس لديه حق. على كل، إذا إستمر التأزيم نحن لدينا خيارين، الخيار الاول: العودة إلى تفعيل ‏الحكومة المستقيلة، لا يوجد حل، لا يمكننا ان نترك البلد، الآن البلد في اليومين الماضيين العالم ‏في الشارع وهذا مقطع الطرقات والدولار إرتفع ووصل إلى 15000 ليرة، المواد الغذائية تنفذ ‏والسوبرماركات تقفل، والتعاونيات والدكاكين، وضع الكورونا إلى جانبها، في لحظة من اللحظات ‏تشعر أنه لا يوجد احد مسؤول، فخامة رئيس الجمهورية يقول لك هذه صلاحياتي الدستورية ‏ومعه حق، لا أحد يجمله مسؤولية، يقول: هذه صلاحياتي الدستورية التي تركها لي الطائف، أنا ‏لا أستطيع أن أقوم بشيء، هذا عمل الحكومة، تذهب إلى الحكومة فيقول لك أنا حكومة مستقيلة ‏وصلاحياتي محدودة، تذهب إلى الرئيس المكلف فيقول لك أنا مكلف بتشكيل الحكومة، أنا لست ‏حكومة، تذهب إلى مجلس النواب، فيقول لك أنا سلطة تشريعية، بلد لا يوجد فيه مسؤول، نحن ‏في الأسبوع الذي مضى بلد لا يوجد فيه مسؤول، الناس متروكة لمصيرها والجيش والقوى الامنية ‏موضوعة في وجه الناس، هذا التوصيف الصحيح، هل نستطيع أن نكمل هكذا؟ كلا، الصحيح أن ‏تتشكل الحكومة، إذا لم تتشكل يوجد أمرين، واحد العودة إلى تفعيل الحكومة المستقيلة، ودولة ‏الرئيس حسان دياب هو رجل وطني ويجب أن يحمل هذه المسؤولية ولا يضع الشروط، لا ‏تنتظر شيء من أ أحد، مسؤوليتك الوطنية بالدستور والقانون أقصى هامش متاح، حتى لو يوجد ‏إجتهاد، لا نريد إجماع، حتى لو يوجد إجتهاد دستوري يفتح لك هامش للتصرف، مسؤوليتك الوطنية ‏والاخلاقية والإنسانية يا دولة الرئيس حسان دياب أن تعيد وتجمع الحكومة وتتحمل المسؤولية، ‏أنت وحكومتك، هذا اولا، والثاني أننا يجب ان نذهب لنجد حلا دستوريا، لا نستطيع أن يظل هذا البلد نعيش فيه بهذه الطريقة، وهذه ليس بسبب الوضع الحالي، ليس بسبب أنه رئيس ‏الجمهورية هو الرئيس عون والرئيس المكلف هو الرئيس سعد الحريري، كلا، نحن لدينا مشكلة ‏في الدستور وسببت مشكل في البلد، أنه يا اخي حسنا الحكومة تتشكل بالتوافق بين الرئيس ‏المكلف ورئيس الجمهورية، حسنا لم يتفقوا، شهر أثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة وسنة وسنة ‏وشهرين، مفتوح، هذا مفتوح، أنا لا أقدم حلا معين، لأنه ممكن للبعض أن يذهب إلى فكرة الحل ‏الزمني، ويوجد كتل نيابية قدمت تعديل دستوري في هذا الموضوع، لكن انا أقول انه يجب ان ‏نفتش على حل دستوري دقيق، نراعي فيه التوازنات الطائفية، لذلك أنا الآن يوجد مجموعة أفكار ‏عند إخواننا ولكنها بحاجة إلى نقاش، حتى عندنا بحاجة إلى نقاش. ولكن في مكان ما من أجل ‏الآن ومن اجل لاحقا، من أجل المستقبل يجب أن نجد حلا قانونيا دستوريا لمعضلة عدم تشكيل ‏الحكومة خلال أشهر ويمكن الآن يَقدرون ان يبقوا سنة أوسنتين لا يشكلوا، أو أن ‏رئيس الجمهورية لا يقبل، يعني انا لا أضع المسؤولية على أحد دون الآخر. يمكن أن يكون الحق ‏عليهم الإثنان، أو على هذا أو على هذا، لا أريد أن أدخل الأن في هذا التفصيل، الحق ‏الدستوري معهم الاثنان، يقدر رئيس الجمهورية أن يقول أنه لا يقبل لأنه لا يوجد توازن وطني، لأنه ‏لا يوجد كذا، ولأنه يوجد إقصاء ولأنه ولأنه، والرئيس المكلف يقول أنه لا يقبل لان هذا يوجد ‏فيه ثلث ضامن ويوجد فيه وزارة حساسة، تسمع لهذا ولذاك، تستمع للنقاش الموجود في البلد، يا ‏أخي كلاهما محق من زاوية من الزوايا أو واحد محق وواحد مبطل ولكن بالنتيجة يوجد بلد بلا ‏حكومة، هذا يجب ان نجد حلا له، على حل وطني، حل أيضا اعيد وأقول لا يمس، لا تعتبر ‏طائفة انه تمس، وإنما يحفظ التوازنات الطائفية، هل يوجد مسودات أفكار؟ نعم يوجد مسودات ‏أفكار وهي بحاجة إلى نقاش، ولكن هذا الباب يجب ان يُسمح لنا أيضا أن نَدق عليه.‏

سادساً وسابعاً بشكل سريع نقطتين جزئيتان ولكن مهمتان وأختم بما يتعلق بحزب الله. ‏

سادساً : في موضوع ارتفاع الدولار، كل الناس تعرف، عندها تحليل وعندها معلومات كيف يرتفع الدولار ‏في البلد – ليس هناك وقت أن أشرح أنا الموضوع – لكن من آخرها، حاكم مصرف لبنان يتحمّل مسؤولية ‏كبرى في الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية، صلاحياتك وقدراتك وعلاقاتك يا حضرة الحاكم تُمكنك من أن ‏تمنع هذا الصعود الغير مقبول والغير مفهوم والمرفوض لسعر الدولار، تستطيع أن تفعل شيئاً بالفترة ‏الماضية والأيام الماضية ولم تفعل، الآن أنت قادر على أن تفعل وأنت تعرف أنك قادر على أن تفعل وأنا ‏أعرف أنك قادر على أن تفعل وهناك أناس يتحدثون معك ويتحدثون معنا ويعرفون أنك قادر تفعل هذا ‏الموضوع. مسؤوليتك أن لا تدع الدولار يرتفع حتى لو ليس هناك حكومة وتستطيع، لأن هذا الذي يحصل ‏ليس بمنطقي وليس بموضوعي وهذا الذي يحصل كله لعب وجشع ومؤامرات، أنت قادر أن تعالج هذا ‏الموضوع. ‏

في الحكومة المستقيلة في يوم من الأيام حصل جدل كبير حول موضوع حاكم المصرف وعزل الحاكم ‏وتعيين حاكم جديد، قيل وقتها ونحن أصغينا إلى كلام من نثق به ونحترم رأيه، عندما قال لنا أنه إذا عزلنا ‏الحاكم الآن سيصبح الدولار عشرة آلاف وخمسة عشر ألفاً، اليوم أصبح عشرة آلاف وخمسة عشر ألفاً، ‏مسؤوليتك أنت، أصلاً مبرر وجودك في هذا الموقع هو أن تقوم بحماية العملة الوطنية وأن تمنع ارتفاع العملة ‏بهذه الطريقة، وإذا لم تقم بمسؤوليتك والذي أنت قادر عليه وفعلاً قادر عليه ما معنى بقاؤك بهذه ‏المسؤولية؟ وإذا حقاً غير قادر أخرج واشرح للناس وأقنعهم بالمنطق والدليل لنعرف أين المشكلة ؟ ليتعاون ‏الناس في هذه المواجهة الخطرة. الوضع الذي عاشه الناس خلال هذه الأيام لا يمكن أن يطيقه أحد أو ‏يصبر عليه أحد، والناس صبرت وتحملت وما زالت التبعات قائمة حتى الآن. لذلك بهذه النقطة رجاءً ‏تحمل مسؤوليتك، الآن نتيجة بعض الأجواء الايجابية الذي يريد أن يُجمع الدولار فقد جمّعه من البنوك ‏والصرافين والسماسرة – لا أريد أن أدخل بالتفصيل – لكن هذه الموجة تراجعت ولكن ممكن أن تعود ‏وتنطلق خلال أيام، مسؤوليتك أن ينزل الدولار ومسؤوليتك أن لا يرتفع الدولار، مسؤوليتك أنت. ‏

سابعاً: بناءً على كل ما تقدم، الناس تريد أن تَحتج، حقها الطبيعي أن تحتج، هناك وسائل للإحتجاج، يمكننا ‏أن نتظاهر أو نعتصم أو نُضرب، لكن هناك وسيلة نتمنى على الناس واللبنانيين، أساساً ليس الشعب ‏اللبناني يفعلها، لأنه إذا جمعنا عدد الذين قطعوا الطرقات خلال كل الأيام الماضية كم عددهم؟ هل هؤلاء ‏يمثلون الشعب اللبناني؟ أجروا استطلاعاً للرأي، اسألوا الشعب اللبناني، هذا رأيه بالإحتجاج؟ ‏

موضوع قطع الطرقات، قطع الطرقات لا يخدم هذا الهدف، لا يساعد في حل هذه الأزمة بل بالعكس ‏يُعمقها، لأنه أنت تقطع الطريق على الموظف، تقطع الطريق على العامل، تقطع الطريق على العامل ‏اليومي، تقطع الطريق على المزارع، تقطع الطريق على الذي ينقل بضاعته أو منتوجه الزراعي من ‏مكان لمكان، أنت يا قاطع الطريق أنت تُجوع الناس وأنت تزيد الفقر بالبلد، إضافة أنت تقتل الناس، ‏شاهدتم سقط قتلى وجرحى، أنت تضع البلد على فوهة الحرب الأهلية، أنت يا قاطع الطريق مشبوه بما ‏تقوم به، هناك أناس طيبين معترين طالع معهم هكذا، أنا الليلة أُريد أن أوضح لهم، الذي يقطع الطريق ‏يُشارك في عمل مشبوه، يُمكن أن يضع البلد على فوهة اقتتال داخلي، نحن نقول للناس اصبروا وأعود ‏وأقول لهم اصبروا، وخصوصاً على بعض الطرقات سأظل أقول لكم اصبروا وتحملوا، وهذا الموضوع ‏يجب أن نعالجه سأقول كيف، لكن أريد أن أقول لقاطع الطريق: أنت تضع البلد على بوابة اقتتال داخلي، ‏أنت تضع الناس أمام سفك دماء، أنت تذل الناس على الطرقات، وهذا الذل غير مقبول وغير محمول ولا ‏يجب أن يستمر ويجب أن نجد له حلاً، وأنت يا قاطع الطريق تزيد الأزمة الاجتماعية والمعيشية وأنت يا ‏قاطع الطريق بهذا تكون جزءاً من معركة لا تعرف أي أهداف تخدم. ‏

لذلك ندائي لكل الشباب ولكل الناس الذين ينزلون على الطرقات ويقطعون الطرقات، هذا لا يخدم الهدف، ‏لا يُشبع جائعاً ولا يغني فقيراً ولا يؤمن فرصة عمل لأحد ولا يُحقق أمناً، والسياسيين الذين أنتم متصورين ‏أنه عندما تقطعون الطرقات ستضغطون عليهم فأنتم مشتبهين، لذلك تمني، رغبة، باحترام ولياقة، الآن ‏تحدثت قليلاً بانفعال لأن هناك أذى شديد، الذين يقطعون طرقات لا يتصور كم حجم الأذى وحجم الانفعال، ‏ينزلون ثلاث أربع شباب، هناك أماكن تقول لي نزلوا خمسين أو مئة شخص، لكن بأغلب الأماكن ثلاث أربع ‏شباب يقطعون الطريق ويضعون الشاحنات ويحملوا مفاتيحهم ويرحلون ويقف الجيش ينظر للشاحنات ‏وتجد عشرة كيلومتر سيارات منتظرة على الجهتين وفي زمن الكورونا، هذا أي منطق، بأي دين، بأي أخلاق، بأي بشرية، ‏بأي سياسة، بأي وطنية، بأي إنسانية، بأي إحساس بشري، هذا غير مقبول. ‏

أُريد أن أَقول لقاطعي الطرق أنا خلال كل الفترة الماضية أدعو الناس إلى الصبر والتعاطي بحكمة والآن ‏أدعوهم مجدداً للصبر ولكن أنا واحد من الناس الذي نفذ صبره، هذا الموضوع يجب أن تجدوا له حلاً. ‏

ما زلنا نُصر على أن الحل يجب أن يكون أولاً، أن تبادر الناس أن لا تقطع الطرقات، ثانياً، الذي يقطع ‏الطريق من واجب الجيش اللبناني والقوى الأمنية من واجبها أن تفتح الطريق، وأنا أعرف أن هناك ضغوطاً من ‏السفارات الخارجية على الجيش اللبناني، أصلاً غير مطلوب من الجيش اللبناني ولا يجوز له أن يطلق ‏الرصاص لا على المتظاهرين ولم يطلق الرصاص على متظاهرين بهذه الأربعين سنة إلا علينا نحن، ولا ‏مطلوب منه ولا يجوز له أن يطلق رصاص على معتصمين ولا على مضربين ولا أقول له أطلق ‏الرصاص على قاطعي الطريق، لكن من واجبه أن “يشيل” قاطعي الطريق، وإذا السفارات تقول أنه حتى لقاطعي ‏الطريق يجب أن تدعوهم يقطعوا الطريق يجب أن نفهم أن هذه مؤامرة خارجية، وهؤلاء يخدمون مؤامرة ‏خارجية تريد إحراق البلد. فمسؤولية الجيش والقوى الأمنية وعندنا التواصل مع القوى السياسية التي تمون ‏وآخر الخط إذا كل هذا لم يصل إلى مكان للبحث صلة. ‏

النقطة الأخيرة في حديث الليلة الذي له علاقة بحزب الله بكلمتين. ‏

فيما يتعلق بحزب الله، هناك شيء أجبت عليه أثناء الحديث كله وهناك شيء عادة يُثار ولأتحدث بالعفوي ‏والذي يستخدموه على بعض مواقع التواصل ” أنتم تقبضون بالدولار”. مما يجب أن يعرفه الناس أولاً، ‏عندما نتحدث عن حزب الله نتحدث عن حزب الله الذين هم أفراد فيه رجال ونساء ونتحدث عن البيئة ‏والجمهور، بالذي موجودين فيه أفراد، رجال ونساء وعندهم مسؤوليات وعندهم أنشطة ولجان وتشكيلات ‏وتنظيمات ومؤسسات، لمعلوماتكم – يمكن هناك أناس ليس لديها هذه المعلومات – أن أكثر من 80% من ‏هؤلاء لا يتقاضون راتباً أصلاً، الجزء الأكبر من القوة العسكرية لحزب الله هي اسمها التعبئة، قوات ‏التعبئة، هؤلاء متطوعون، هؤلاء يَدفعون من جيبهم ليذهبوا لمعسكرات التدريب ويدفعون من جيبهم ‏بالآونة الأخيرة ليذهب إلى جبهات القتال، هؤلاء لا يأخذون معاشات. هناك جزء كبير من حزب الله، من ‏شباب وصبايا ورجال ونساء هم متطوعين يعملون بعد وقت عملهم الطبيعي ويدفعون من جيبهم أحياناً، ‏هؤلاء هم مثل بقية الناس الذين تأثروا، هؤلاء لا يقبضون أصلاً لا بالدولار ولا بالليرة من حزب الله. الجزء ‏الثاني، حتى الذين يتقاضون راتب، هناك جزء كبير منهم لم يكن يتقاضى راتب بالدولار إنما بالليرة اللبنانية، ‏خصوصاً بالمؤسسات، وطبعاً كان راتبهم أحسن من راتب الذي يتقاضى بالدولار في ذاك الوقت وكان راتبهم ‏اللبناني أفضل ومتناسب مع السوق ومع المؤسسات، عندما ارتفع الدولار طبعاً هم أيضاً تأثروا، هؤلاء ما ‏زالوا يقبضون باللبناني، هؤلاء جزء كبير ممن يتقاضون الراتب. نعم هناك شريحة معينة من الأول كانت ‏تتقاضى راتب بالدولار وما زالت تتقاضى راتب بالدولار، هذا أول جانب بالتوضيح. ‏

عندما نَأتي لهذه الشريحة التي تتقاضى راتب بالدولار، قبل سنة ونصف وسنتين كان الناس تسخر من ‏راتبهم وإذا واحد يذهب ليتزوج لا يزوجوه – بعض الناس طبعاً – وعنده مشكلة أن يستأجر بيت ويؤمن ‏بيت ويفرش بيت.. الخ، هؤلاء عشرات السنين عندما كان الناس رواتبهم عالية وقادرين أن يتزوجوا ويفتحوا ‏بيوت وليس عليهم ديون، هؤلاء كانوا يعيشون في شظف العيش، الآن نتيجة شيء خارج عن إرادتهم، ارتفع ‏الدولار تحسن باللبناني وإن كان كل شيء أصبح غالياً في البلد، يُحاولون أن يسدوا بعض ديونهم ويعالجوا ‏بعض مشاكلهم، الآن إذا كان هناك واحد هنا أو واحد هناك بان عليه قليلاً أنه زيادة عن حاجته هذه حالات ‏استثنائية ومحدودة. أنا أعرف إخواننا وأخواتنا، أنا عندي اللوائح، أنا أعرف كل شخص كم عليه دين وكم ‏حجم ديونهم وما هي طبيعة ديونهم، ديون معيشية وديون حياتية وليست ديون ترف، ديون دواء وأكل ‏وشرب وبيت ومنزل ومعيشة عائلة ومدارس ومستشفيات وما شاكل…، حتى لا أحد يقدم صورة أن هؤلاء ‏الشباب يقبضون بالدولار يعني “مدري” أين يعيشون لا. ومع ذلك من بداية الأزمة كثير من هؤلاء الأخوة ‏وبتوجيه داخلي ونحن لم نتحدث بهذا الموضوع بالإعلام، هم بادروا بعدة محطات تبرعوا بأجزاء من ‏رواتبهم وهم يبادرون بشكل دائم ويساعدون أهاليهم، أقاربهم، محيطهم، رفاقهم، كل واحد ضمن محيطه. ‏

على كل حال، اليوم في هذه النقطة أنا أريد أن أوجه خطابي للشريحة – سنصدر تعميماً داخلياً – لكن هذا أضمن ‏أن يصل للجميع وطبعاً التعميم الداخلي سيصل للجميع، إخواننا الشريحة التي ما زالت تقبض بالدولار هذا ‏المعاش الذي كانوا يسخرون علينا فيه ويقولون لنا تذهبون للجبهة ولسوريا من أجل 400$ و 500$، أنا ‏أدعو الأخوة والأخوات أن يعتمدوا شهرياً حتى إشعار آخر واحدة من الطريقتين أو كلا الطريقين، الطريق ‏الأول أن يبادر كل شخص الأولوية إلى الأرحام، الأقارب، الأب، الأم، العيال، الأخوة على قدر ما تستطيع ‏أن تساعدهم من معاشك ساعدهم، وثانيا الجيران، وهنا طبعاً تعدد الثواب، يعني عندما يتعدد العنوان ‏يتعدد الثواب والأجر وحتى لو كان العنون واحد، يعني أنت تقدم مساعدة وأنت توصل رحم وأنت تهتم ‏بجارك وأنت تغيث ملهوف، هذا كله الله يعدد الثواب على تعدد العناوين. والصيغة الثانية التي هي ‏ستعنون الآن، نحن قررنا أن ننشئ صندوق داخلي كل أخواننا وأخواتنا الذين يتقاضون الراتب بالدولار ‏بالمقدار الذي يجدونه مناسباً أن يتبرعوا بجزء من راتبهم لهذا الصندوق لتغطية حاجات الأسر المحتاجة ‏والفقيرة، هذا تدبيره وإجراؤه إن شاء الله سيحصل بين الجهات الإدارية والمالية المعنية بالحزب مع كل ‏الأخوة والأخوات، هذا المال يُعاد بسطه على مجموعة كبيرة من العائلات. هذا شيء يتعلق بإخواننا. طبعاً ‏الشيء الذي يتعلق بِنا أيضاً، نحن كل شيء نستطيع أن نقوم به نقوم به وسنبقى نقوم به، الذي له علاقة ‏بأنواع المساعدات، تأمين بعض التسهيلات، تخفيف بعض الأسعار، أي جهد وأنا هذا الموضوع لا أريد ‏أن أتحدث به وأشرحه لأن هذا يحتاج لتفصيل طويل وليست المرحلة هي مرحلة أن نتحدث به طويلاً ‏بالإعلام، لكن في هذا الموضوع نحن كل شيء نستطيع أن نقوم به سنقوم به. الآن يخرج أحياناً، أنا أشاهد ‏على التلفاز أو على مواقع التواصل الإخوان يرسلون لي والله فلان بالضيعة الفلانية أو على الطريق ‏الفلاني يقول: يا سيد نحن جعنا وأنت وعدتنا وكذا، أنا أقول لمسؤولي القطاعات ومسؤولي الشعب – غير ‏المعالجة الكبيرة، المعالجة الكبيرة تحتاج لحكومة ودولة وإصلاح وأموال استثمار وخطط – لكن هنا ‏نتحدث عن الحالات العائلية والحالات الفردية، مسؤولي القطاعات ومسؤولي الشعب عندما تجدوا أي أحد ‏يقول هكذا وهذا من ضيعتكم أو من حيكم أو مدينتكم، أنا أطلب منكم اتصلوا فيه وتأكدوا أنه صادق ‏بكلامه، لأن هناك أناس يخرجون جوعانين ويتبين أنهم من أغنى الأغنياء ويكدسون أموالاً ويخبئونها، ‏وللأسف الشديد هؤلاء يؤذون الفقراء ويؤذون المتعففين ويؤذون المحتاجين الحقيقيين وهناك نماذج كثيرة ‏فُضحت في وسائل التواصل الاجتماعي، في كل الأحوال اذهبوا وتأكدوا إذا فعلاً هذا الشخص أو هذه العائلة ‏محتاجة ساعدوهم، عندما لا تستطيعوا أن تساعدوهم أرسلوا لي والخطوط بيننا مفتوحة. نحن لن نتخلى عن ‏أحد، الذي نستطيع أن نساعده طبعاً سنكون إلى جانبه ونساعده. لكن طبعاً فليخفف بعض الناس المزاح ‏قليلاً، يعني مثلاً هناك من أرسل لي لا أعرف إذا صحيحة أو تمثيلية، أن شخصاً معه سيارة سعرها 20 أو 25 ‏ألف دولار وإشارة البنزين فيها تُشير إلى الصفر، وأنه ” يا سيد ليس معنا مصاري لنعبي بنزين تعا عبيلنا بنزين”، أنت ‏حبيبي سيارتك سعرها 20 ألف دولار أنا ليس عندي سيارة حقها 20 ألف دولار، يعني كملك شخصي، أنا ‏ليس عندي هذا الشيء. فالآن ليس وقت أن يأت أحد لِيمزح أو ينمر أو يعلم على العالم، كلا، توجد هناك معاناة جدية وتوجد هناك آلام جدية، هناك ‏بعض المزاح أو بعض الاحتيال يُطيح ويُؤذي الحالات المحتاجة والفقيرة، نحن إن شاء الله بكل جهدنا ‏وبكل طاقتنا ومعركتنا الحقيقية اليوم هي هذه المعركة. ‏

الكلمة الأخيرة، نحن إلى الآن ما زلنا مُصرين أن هذا الوضع يجب أن يُعالج من خلال الدولة ومن خلال ‏المؤسسات وضمن الضوابط القانونية، وأنا يوم من الأيام تَحدثت وما زلت مُصر أن هذا هو المسار ‏الصحيح والطبيعي، لكن حتى الناس لا تيأس ولا أعيشها على أوهام، نحن لا سمح الله ولا يجب أن يأتي ‏هكذا وقت، لكن إذا جاء هكذا وقت نحن أكيد لا نتخلى عن مسؤوليتنا، نحن عندنا خيارات، خيارات كبيرة ‏وخيارات مهمة، ولكن إجراؤها عبر الدولة والمؤسسات وطبقاً للقانون غير مُتاح، يومها عندما يصبح البلد ‏أمام جوع حقيقي وأمام إنهيار حقيقي، نحن سوف نَلجأ إلى هذا النوع من الخيارات، ما هي؟ لن أتحدث الآن، لأنه ‏سيحصل سجال عليها، ليس وقت سجال، الآن المسار الحقيقي هو أن نذهب إلى تشكيل دولة وتشكيل حكومة ونجري ‏الاصلاحات المطلوبة ونضع الخطط المطلوبة، نضع كتفاً على كتف، نتعاون كلنا سوياً لنستطيع أن ننقذ ‏شعبنا وبلدنا من الضياع والانهيار أو من الخراب الذي يدفع إليه بعض الخارج ويتناغم معه للأسف الشديد ‏بعض الداخل. ‏

مجدداً في يوم مولد أبي الفضل العباس سيد التضحية والوفاء والبصيرة والتسليم والتصديق لكل جريح ‏وجريحة كل عام وأنتم بخير، أعاد الله عليكم يومكم وعيدكم بالصحة والعافية والصبر والثبات والسلامة ‏وحسن العاقبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

الفيديو الكامل: اضغط هنا

المصدر: العلاقات الاعلامية + المنار