المصدر : جوسلين نصر – لبنان 24
لامس “الدولار” أمس الـ 14 ألف ليرة، ارتفاع جنوني تشهده العملة الخضراء مقابل انهيار دراماتيكي للعملة الوطنية.
هستيريا ارتفاع الدولار والتي من المتوقع ان تستمر في الفترة المقبلة أججت من جديد الاحتجاجات في الشارع ودفعت بأصحاب المؤسسات التجارية إلى الإقفال بانتظار إصدار لوائح جديدة بالأسعار، كما دفعت بالمواطنين للتهافت على شراء المواد الغذائية وتخزيها.
وكان لافتا امس ان سعر كيس الرز الأميركي 5 كيلو وصل إلى 166 ألف ليرة، وكيلو الصنوبر أصبح بـ 940 ألف، والخير لقدام.
ما حذر منه الخبراء الاقتصاديون من ان الدولار قد يصل في الـ 2021 إلى 25 ألف وحتى إلى 50 ألف بدأ يتحقق. المواطن اللبناني في “جنهم حقيقي”، أصبح “مذلولا” ومتروكا لمصيره، هو في وادٍ والمسؤولون في وادٍ آخر وكأنهم لا يعيشون في البلد نفسه. آخر همهم ان كان سيستطيع هذا المواطن المعتر تأمين الحليب أو الزيت او الخبز أو الدواء لأسرته بل همهم “الثلث المعطل” والمناكفات والحصول على المكاسب ولو على “جثث” اللبنانيين.
كل التحذيرات الداخلية والغربية والمطالبات بالإسراع في تأليف حكومة والبدء بإصلاحات لتفادي الانهيار الشامل لم تجد آذاناً صاغية بل على العكس تم تجاهلها عن قصد او عن غير قصد.
السؤال الوحيد الذي يشغل بال اللبنانيين حاليا هو ماذا ينتظرهم في الأيام المقبلة.
الحديث عن سيناريوهات أمنية قادمة وخضات اجتماعية نتيجة التدهور المالي بدأ، وأمس تم تداول معلومات عن التحضير لتصعيد كبير في الشارع قد تنتج عنه اشتباكات مسلحة وعمليات سرقة ونهب أي على “الطريقة الفنزويلية”، ما يعني ان لبنان سيدخل في الفوضى الشاملة، لا حرب بل عمليات كر وفر وحوادث أمنية متنقلة.
إذا استمر الوضع على ما هو عليه أي عدم تشكيل حكومة في المدى القريب الدولار سيبقى مفتوحا على ارتفاع غير محدد بسقف، الأسعار إلى ارتفاع تصاعدي ونسبة الفقر ستتخطى الـ75 بالمئة.
يُشار إلى ان صحيفة “الفايننشال تايمز” حذرت بدورها من ان لبنان أصبح رهينة ويتجه نحو الانهيار وقريباً سيصبح خالياً من الدولارات لدعم واردات القمح والأدوية والوقود.
لا حل إذا في المدى المنظور، مشهد أسود ينتظر اللبنانيين الذين لم يبقَ أمامهم سوى انتظار اعجوبة تنقذهم وتنقذ بلدهم من تعنت وغطرسة ولا مبالاة مسؤوليه الذين أوصلوهم إلى الهاوية.