وقفة احتجاجية لجمعيات صور أمام شركة الكهرباء وردّ مباشر من وزيري الطاقة والإقتصاد

تنديدًا بالإهمال المتعمّد في قطاع الكهرباء، وإستنكارًا لحرمان المدينة وجوارها من التيار الكهربائي، وشجبًا لجشع تجّار المازوت وإحتكارهم للمادة التي تزوّد المولدات الخاصة وتجعلها بديلاً عن كهرباء الدولة نفذ رؤساء وممثلو الجمعيات الأهلية والنقابات والأندية وقفة إحتجاجية أمام مؤسسة كهرباء لبنان في مدينة صور، لتوجيه صرخة مطلبية  إلى المعنيين.

وكانت كلمة لنائب رئيس جمعية تجار صور حسن ضاهر بإسم الجمعيات الاهلية، اعتبر فيها أن الأزمة تتفاقم يومًا بعد يومٍ دون تمييز بين قطاع واخر، لتبرز مؤخرًا أزمة الكهرباء التي تعد من الحقوق البسيطة المهدورة للمواطن اللبناني.

وطالب ضاهر وزير الطاقة ريمون غجر ونواب القضاء بحل فوري خاصة ان المشكلة ليست في فتح الاعتمادات المصرفية او جهوزية المعامل من ناحية الانتاج  بل الأزمة برزت بسبب سوء إدارة ملف الفيول وفضيحة الفيول المغشوش التي أدت الى امتناع شركة سوناتراك عن الاستمرار في عقدها مع الوزارة دون تحضّرها لإيجاد بديل، متسائلاً كيف لمدينة مثل صور المتربعة على حوض البحر المتوسط والمدرجة على لائحة التراث العالمي كمدينة سياحية ان تبقى 7/24 دون كهرباء؟ فيما يبلغ الطلب على الطاقة في حده الأقصى 10 ميغاوات وهناك معمل صور الحراري ضمن نطاقها العقاري الذي يستطيع انتاج 70 ميغاوات وهو متوقف بسبب سوء ادارة ملف المازوت.

وسأل ضاهر وزيري الطاقة والاقتصاد عن كيفية ادارة هذا الملف اضافة الى تساؤله عن سبب الاحتكار ووجود سوق سوداء؟ وعن سبب عدم تسليم المازوت من المحطات وعلى السعر الرسمي كما هي العادة ؟ ولماذا حرمان المولدات والمحطات من هذه المادة واذا توفرت تباع بضعفي السعر واكثر؟ وهل يستطيع المواطن تحمل كل هذه الاعباء فيعيش الغلاء والفقر والحرمان والعوز والمرض؟ مذكرًا أن المدينة تحتوي على اربع مستشفيات وفيها مراكز ادارة رسمية مطالبا المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم بفتح ملف المازوت على مصراعيه.

وناشد دولة الرئيس نبيه بري باسم اهالي صور الوفية له لمساعدة المدينة بتحقيق الحلول المقدمة والثقة بحلوله السليمة لكل مشكلة.

وختم ضاهر بعبارة للامام موسى الصدر:”كونوا في خدمة الانسان تكونون في خدمة الله حاربوا الحرمان والاحتكار وكونوا عونًا للمستضعفين “.

وتزامنًا مع الاعتصام كان هناك مؤتمر صحفي مشترك في مجلس النواب لنائب صور الدكتورة عناية عز الدين ووزير الطاقة ريمون غجر ووزير الاقتصاد راوول نعمة ردوا فيه على المطالب التي اطلقها أهالي صور وقبلها عدد من المناطق.

وقد نقلت عز الدين مطالب أهالي المدينة للوزيرين غجر ونعمة مطالبة اياهم بمخاطبة أهالي المدينة الذين يعانون من تزايد ساعات التقنين وزيادة فواتير اشتراك المولدات لتصل الى 200 الف ليرة لل 5 أمبير مؤكدة على حق المواطنين لا سيما المعتصمين في صور بالاستماع للمعنيين لمعرفة ما يحدث في ملف الكهرباء.

أمّا وزير الطاقة ريمون غجر، اعتبر أن مشكلة الكهرباء ليست مناطقية وكل المدن اللبنانية تعاني حتى مدينة بيروت وان الازمة بتفاقمها هي أمر متوقع بسبب موضوع الفيول المستجد منذ شهر ونصف مشيرًا الى أن موضوع الفيول وضرورة إيجاد حل قد طرح من قِبَله في مجلس الوزراء أكثر من مرة والا ستتفاقم الازمة ومعها سوء التغذية مع تزايد الطلب من قبل اصحاب المولدات، معتبرًا ان الحلول الحالية ليست مستدامة والحل يبدأ من كهرباء لبنان التي تستطيع تأمين الكهرباء – في حال توفر الفيول- بشكل جيد وبأسعار مقبولة.

واشار غجر الى أن الباخرة التي افرغت حمولتها من 450 ميغاوات في الزهراني اليوم ستجعلنا نحصل على 1100 ميغاوات بعد ان كنا في أسوأ حالتنا ب 500 ميغاوات وغدًا ستفرغ الباخرة حمولتها في معمل دير عمار ليصل الى 1400 ميغاوات الاقرب الى المعدل الطبيعي  مؤكدًا ان اللبنانيين سيشهدون  نهار الاربعاء  تحسنًا ملحوظًا في تغذية التيار الكهربائي مما سيؤدي الى خفض الطلب على المازوت وسيتم تسليم المازوت بالسعر الرسمي، وهذا يتحقق بالتعاون بين الامن العام والجمارك حيث سيتم تعبئة استمارة باسم الصهريج والسائق ووجهته وتوقيع المسلم والمستلم وتحديد حجم الحمولات المسلّمة ، وهذه الاجراءات مطلوبة لأن الطلب على المازوت متزايد وفي نفس الوقت للتأكد ان الكميات توزع بشكل مناسب.

من جهة أخرى تحدث وزير الاقتصاد راوول نعمة عن أن  القرار المشترك هو ان الشركة التي لا تعطي معلومات حول شراء المازوت سيقطع عنها المازوت وينبغي على كل شركة تحديد مصدر شرائها للمازوت او البنزين والسعر، مضيفًا أنه سيتم اتخاذ اجراءات صارمة ولن يتم التهاون في هذا الامر والعمل سيكون على ضبط الاوضاع بالتعاون مع الأمن العام مشيرًا الى أن المساعدة من اللبنانيين مطلوبة في هذا الأمر.