خفافيش بعد منتصف الليل ٠٠٠٠ بقلم الشاعر الدكتور رجب شعلان

…كان ينام هانئا بين يدي الله . وقنديل الكاز يلفظ انفاسهعت الاخيرة. لم يكن يامن يعلم ان الغربان توافقت مع الخفافيش لتغتال برائته في تلك الليلة العاصفة .
اوى الى فراشة في الثانية عشرة من اخر يوم من تشرين الثاني .استسلم للنوم في غرفته العتيقة والانواء في الخارج تطلق جنونها وصفاراتها حتى كانها تحاكي الناس بغضبها
لا برق ..لا رعد..لا امطار ..لكنها الرياح الهوجاء التي تؤشر لاعصار ماطر قادم ..لم يكن يامن يدرك ان غضب الرياح سيتحول الى انفجار ورصاص تصيبه فتستبيح دمائه وتعمل على قتلة …
انها الساعة الاولى من اليوم الاول من كانون الاول عندما دوى انفجار كبير اطاح باب غرفة يامن العتيقة وتبعها زخات من الرصاص اخترقت وسادته وخشب سريره المنهالك واخترق غطاء جسده لكن رصاصات الحقد بزغرداتها العاليه لم تصب جسده ربما لانه اطلقت على يامن من خارج الغرفة . فتح يامن عينيه فادرك ان الموت صار قاب قوسين او ادنى منه وان غرفته يملؤها دخان وتعبق برائحة البارود . كان عليه ان يتخذ قرارا خلال ثانية ..فاستسلم لقدره . استغل ستار الدخان الاسود الكثيف وانزل راسه عن الوسادة الى بطن الفراش ونام على جانبه الايسر ونادى ربه بسره قائلا :
اللهم اني مظلوم فانتصر . ورفع رجله اليمتى علّها تشكل له بعضا من حماية . لكن واخد من الخفافيش انسل من بين كثافة الدخان واستقر واقفا على حافة السرير لجهة القدمين وبدا باطلاق الرصاصات على جسد يامن .كان يامن يلمح النيران تنطلق من فوهة المسدس وبلحظة تخترق جسده كلسعة دبوس لتنكلق الرصاصة الثانية فالعشرة فالرابعة عشر
ويامن يصرخ من الالم ..غير ان الرصاصة التي اخترقت كفه الذي كان يغطي به صدغه لم تخترق الكف وتستقر في دماغ يامن بل كسرت عظم الكف وقكغت وتر الاصبع الاوسط وخرجت ..يامن لم يصرخ ليس لانه لم يتالم بل لقدرة الهية
وكان يمسك فرشة سريره باسنانه يعض عليها من الالم . تيقن الخفاش ان يامن قد مات فاستدار ليخترق حسده جحافل الدخان الاسود ويساله من كان في انتظاره خارج الغرفة :(هل ظبّط الاستاذ وسمعت صوت الخفاش يجيب ؛ نعم لقد مات )
..وبقي يامن سكنا ينزف دمائه حارة ولكنه لم يقوى على الحراك لاكثر من نصف ساعة حتى حضر الجيران وحملوه الى المستشفى ليغادر في اليوم التالي تهريبا الى مدينة ثانية
في تلك الليلة كان الله قد ترك كل البشر ووضع كفيه فوق يامن لحمايته من غدر ومكر الخفافيش . صدق الله حين قال
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

. الشاعر الدكتور رجب شعلان / قصة قصيرة