بيروت -اسماعيل فقيه :
محمد درويش شاعر واعلامي وكاتب واديب فلسطيني مولود في جنوب لبنان في مدينة التاريخ صور . وما زال يعيش ويمارس مهنته في المدينة البحرية بجوار الملك حيرام ..
يمارس الشاعر محمد درويش أخطر مهنة وهي مهنة التنقل في مسرح الحروب والجنون البشري،حيث يغطي ويتابع الاحداث الدامية التي تشهدها البلاد. اختلط حبر قلمه بدم الابرياء والضحايا التي روى سيرة عذابها بالمتابعة الميدانية والكتابة العامرة العالية. وبقيت قصيدته سيدة حياته التي تتحرك في مساحة عمر وعمر وطنه المقتول.
هنا،لقاء مع الثائر الكاتب والشاعر الغاضب، يحاول فيه تهدئة قلبه وروحه بالبوح الصاخب الناعم الجارح، فماذا يقول محمد؟
-من انت يا محمد درويش كيف ولماذا جئت الى الحياة ؟
…انا انسان محكوم بالشعر جئت لأكتب قصيدة موتي وأعود الى الحياة قصيدة أخرى اختارها لذاتي .
-عرفتك شاعرا” ايها الصحافي النشيط ماذا عن علاقتك باللغة ؟
الشعر عندي كما الصحافة رسالة انا مراسل حرب وسلم في “النهار” و”السفير” ووكالات الانباء والتلفزيونات والاذاعات يسمونني عميد المراسلين في جنوب لبنان علاقتي باللغة اساسية كما علاقتي بالقلم ، كل الدروب توصلك الى الرسالة انها صورة وخبر وقصيدة وتحقيق انها بلاغ رقم واحد في الصحافة ..
-ماذا يعني لك الشعر وماذا كتبت وقلت بالشعر ؟
يعني لي الكثير يعني هويتي والانتماء الى الفراغ والفوضى والرقص لقد كتبت 3 دواوين في العام 1975 والعام 1976 والعام 1977 في عناوين : الموت والرقص في ظل البندقية .
.وقصائد من خلف المتاريس
…وسيف التراب وفرسان الفرح الأحمر .
من اقوالي : فراغ
على فراغ
من فراغ
الى فراغ
في فراغ
واجمل الشعر هو ما يأخذ الى بياض ووضوح وسماء صافية وعودة مشتاق ..
-وماذا قلت بالصحافة ؟
كتبت اخبار وتحقيقات ومقالات وتعليقات وتحليلات واجريت مقابلات مع زعماء ورؤساء منهم عرفات واحمد بن بلا وغيرهم الكثير ..
ووثقت وكتبت وغطيت اخبار وصور اجتياحات اسرائيلية للبنان وحروب عدة ومشاكل وحرب اهلية الخ
..انا اول من غطى دخول قوة حفظ السلام اليونيفل الى جنوب لبنان ومجزرة قانا والحروب المتنقلة والاشتباكات المحلية وعشت بين حقول الالغام.
انا كمراسل حرب نجوت من الموت مرات كثيرة.
وانا احمل الكاميرة والقلم واعد التقارير من الميدان …
قلت بالصحافة انها مهنة البحث عن المتاعب واللذة التي لا تساويها لذة.
انا اعشق الصحافة كما اعشق القصيدة والشعر…
-كيف تقرأ حال البلاد والانسان اليوم وخصوصا” امام زحف كورونا المفجع ؟
العالم يشهد نهاياته نحن امام جهنم ارضية غير التي وعدنا بها الله في الآخرة …البلاد في خطر على الكيان والانسان معا” نحن نشهد انهيار القيم المادية والمعنوية معا” وبروز عالم من كرتون تحرقه نار كورونا ..
كم من الوقت يبقى كي نموت صديقي قلها ومت ..
-أما زال الحب سيدا” كيف تفسر ؟
نعم بالحب نعيش ونقوى على الموت بالحب وحده نضع اكليل المجد على وجودنا الحر ولا ننهزم
..انه الحب قصة نقرأها كل لحظة كما نتنفس الاوكسجين.
..اخاف من الكلام عن الحب انه الحب
دعنا نركع اخي اسماعيل يا شاعر الحياة والحب .
-تعيش في صور مدينة التاريخ ماذا عن علاقتك بهذا التاريخ ؟
انا من جذور فلسطينية بينما ولدت في صور هذه المدينة التي هي غطاء جسدي البارد في ضريح طازج.
لقد تعودت على الموت اليومي في هذه المدينة التي تسبح على بحر من الأحزان والمجد الغابر
..تاريخي هو تاريخ اللحظة انا مع جبران خليل جبران الذي قال: زاهدا” في ما سيأتي
ناسيا” ما قد مضى …
-ماذا تعني لك المراة ؟
انها كل ما في القلب من لحم ودم ونبض.
ثم انها الهواء في غرفتي الصغيرة وامام دفاتري العتيقة .
أحبها كثيرا”..
-الوطن ؟ ماذا يعني ؟
انه جغرافيا انه تاريخ انه العكس والمنعكس في مرآة الالم
ماأحوجنا الى لبنان جديد يستبدل الدولار بالعملة الوطنية
ما احوجنا الى أرزة شجرة لا تعرف اليباس
ما أحوجنا الى رئيس نسير خلفه حتى ينتهي العالم
..نحن أمة لبنان لا احد سوانا يعرف لغة الشعر أو الجمال أو الغناء والرسم والنحت
نحن الجمال لا جمال الاعندنا
نحن أصغر الاوطان واكبرها
نحن العلامة الفارقة المضيئة في العالم .
نحن سعيد عقل وشوقي أبي شقرا ، الا يكفينا ذلك؟ ..
أما الحياة ما هي ؟
انها أنا وأنت وشارع الحمرا ومقاهي الأرصفة التي غابت عن العين وما غابت عن القلب او منه انها الشعر والصالونات الادبية والصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية والمسرح والسينما والمعرض واللوحات وسواها ، انها حياة بيروت ولبنان بكل ما فيها من فرح وجود ومعطف وزينة ميلاد وعام جديد يغطي جسدنا النحيل
نجوع
نموت
نعرى
نتحدى
ننشد الأشعار
كما قال الشاعر الراحل توفيق زياد
وبعد أخي اسماعيل فقيه …نبقى معك يا وطن الأحلام
.. والقلم والورق والكي بورد واللابتوب . حتى تنتهي الأ حلام ولا نكف عن الكلام …