اصعب الظروف بقلم الشاعر الدكتور رجب شعلان

٠٠٠إننا اليوم في ظل اصعب الظروف التي يمر بها وطننا الغالي لبنان وعلى الصعد كافة من سياسية واقتصادية واجتماعية ٦ ٥ وتربوية ..نلتقي في ظل غياب اي بشرى سياسية تشير الى ان لبنان سيخرج من الهاوية والنفق المظلم الذي يعيش بداخلة
ولبنان الذي يعاقب من المجتمع الدولي نتيجة لعدم قدرته على ايفاء ما ترتب عليه من ديون خارجية الى توقف البنك الدولي الدول المانحة لتقديم المساعدات المالية اليه وتصنيفه من بين الدول الفاشلة الى العقوبات التي فرضتها الادارة الاميريكية على بعض من شخصياته السياسية الى تمنع اعطاء لبنان المساعدات التي اقرت في مؤتمرات باريس التي اطلق عليها اسم مؤتمرات سيدر الاول والثاني والثالث والرابع وربط تقديم المساعدات اليه بعد اجراء الاصلاحات اللازمة على المستويين السياسي والاقتصادي فضلا عما يعانيه لبنان جراء ما يعصف بالدول المحيطة به من ازمات. مما ادى الى نزوح ما يزيد عن مليون ونصف مليون نازح سوري. اضافة الى وجود ما يزيد عن اربعمئة الف لاجئ فلسطيني على ارضه .كل هذا الى الازمات السياسية الداخلية التي تعصف به جراء تناحر قواه السياسية من احزاب وتيارات لياتي انفجار المرفا في الرابع من شهر اب عام 2020. واجتياح جائحة الكورونا وبازدياد مضطرد .كل ذلك جعل لبنان يعيش حالة الانهيار في كافة مؤسساته الاقتصاديه والسياسية والاجتماعية والتربوية ويبقى الخطر الاسرئيلي المستمر يوميا عبر استباحة اجوائه وبحره وبره مما يشكل ازديادا في حالة التخبط الذي يعانيه لبنان
السؤال المطروح اليوم ويجب الاجابة عليه هو : هل يعيش لبنان ازمة نظام ام ازمة حكم ؟
فلبنان الذي تعيش فيه ثمانية عشر طائفة وسبعة عشر حزبا سياسيا ,جميعها تختلف حول ما تريد اقتناصه من لبنان في سياق لعبة المحاصصة بين هذه الطوائف والاحزاب السياسية الان يقبع في قعر الهاوية. فالخلافات بين طوائفه ببعضها والخلاف بين احزابه من جهة ثانية منع على القوى السياسية في لبنان من الوصول الى حلول بشان الاصلاحات لترضي المجتمع الدولي. وبالتالي مد لبنان بالمساعدات المطلوبه لانتشاله من الغرق
بعد استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري بعدما خرج الشعب اللبناني بمظاهرات مطلبية وان جرى الاختلاف على المسميات .منهم من اسماها ثورة17تشرين ومنهم من اسماها انتفاضة ومنهم من اسماها حراك شعبي لكن بكل الحالات، فقد اقضت هذه او تلك لاستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتلى ذلك اجراء رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة حسب الدستور اللبناني وافضت هذه الاستشارات الى تكليف السفير مصطفى اديب لتشكيل الحكومة الجديدة .غير ان الرئيس المكلف مصطفى اديب اصطدم بعقبات عميقة وقاسية منعته من الاستمرار بمحاولاته فقدم اعتذاره عن تكليفه بتشكيل الحكومة الى رىيس الجمهوريه الذي حدد موعدا اخر لاجراء استشارات نيابية جديدة لتكليف شخصية ثانية يسميها . وهكذا حاز الدكتور حسان دياب على ثقة الاغلبية ،وباشر مساعيه التي استمرت اشهرا تمخض عنها تشكيل حكومة جديدة . مرة جديدة بدات العراقيل السياسية توضع امام هذه الحكومة لمنعها من تحقيق اي اصلاحات تلبي مطالب المجتمع الدولي وتوجت هذه العراقيل بالجريمة النكراء التي دمرت نصف بيروت واودت.بحياة 200مواطن وجرح 6000 مواطن وتدمير حوالي عشرين الف وحدة سكنية ومؤسسة تجارية وصناعية . اضافة الى تدمير المرفا وتوقفه عن العمل جراء تفجير او انفجار العنبر رقم 12الذي كان يحتوي على 2750طنا من نترات الاومنيوم .كما ادى الى تدمير عدد من المستشفيات والمدارس . ان انفحار او تفجير مرفا بيروت كان الضربة القاسمة لحكومة الرئيس حسان دياب التي قدمت استقالتها في التاسع من اب 2020الى رئيس الجمهورية الذي كلفها بتصريف الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة . وعاد رئيس الجمهورية مجددا لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية حديدة لتشكيل الحكومة . فنال الرئيس سعد الحريري ثقة النواب التي تخوله تاليف الحكومة وهو يعمل ولايزال لتشكيل حكومته الجديدة. غير ان الخلافات السياسية تمنع عليه ذلك واصبحنا في لبنان امام وضع سيئ وحرج جدا. فعلى الصعيد السياسي هناك حكومة لتصريف الاعمال حدد لها الدستور مهامها بشكل ضيق جدا، والى جانبها رئيس مكلف لم يحدد له الدستور مدة زمنية لتاليف الحكومة وهو عاحز حتى الان عن تاليف الحكومة نتيجة خلافه مع رئيس الجمهورية وخلافه مع الاحزاب المناصرة له مع الاحزاب والتيارات السياسية المعارضة له والمانعة عليه تاليف الحكومة
وابعد من ذلك فهناك من يعمل على تشكيل جبهة للاطاحة برئيس الجمهوريه قبل انتهاء ولايته فيما هناك جبهة تعمل على احراج الرئيس سعد الحريري لاخرجه عبر تقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة
ان لبنان القابع في الهاوية سيدخل الى عنق الهاوية المغلق اذا بقينا في حكومة تصريف اعمال لا تستطيع ان تعمل بشكل طبيعي طالما ان الدستور حدد مهامها بشكل ضيق وطالما انه لا يوجد بوادر انفراج امام الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة العتيدة.
امام هذا الوضع السياسي الداخلي البالغ تعقيداً والضغوط الدولية على لبنان لاجراء اصلاحات لضخ المساعدات المالية اليه لانعاشه واخراجه من غرفة العناية المركزة . جاء انخفاض سعر العملة الوطنية امام الدولار فاصبحت قيمة الدولار تحسب بثلاثة قيم صرفية القيمة الاولى وهي 1507ليرات للدولار والقيمة البنكيه وهي 3890 ليرة للدولار وهذا لم تلتزم به المصارف .والقيمة في السوق السوداء فهي تلعب بين 8700/ 8900ليرة للدولار
وسط هذه القيم الثلاث سقطت قيمة المواطن وزادت نسب التصخم المالي وزادت نسبة الفقر وزادت نسبة البطالة. فالاف المؤسسات الصناعية والتجارية والزراعية وحتى الماليه اقفلت وطردت عمالها. كما وان المواطن الذي كان راتبه يوازي1000$ في الشهر اصبح راتبه الان يعادل 200$ شهريا مما يعني ارتفاع اعداد الفقراء في لبنان .هذا دون ان ننسى تمنع المصارف عن دفع الاموال للمودعين بالدولار بعدما ثبت عمليا ان اكثر المصارف هربت اموالها في الدولار الى الخارج . فضلا عن الارتفاع الجنوني في اسعار المواد الغذائية والالبسة وكل المواد التي يحتاجها المواطن في لبنانكل ذلك وحكومة تصريف الاعمال لم تقوم باي شيئ لانقاذ المواطن اللبناني من الحالة التي يتخبط بها
وجاءت جائحة كورونا لتقضي على ما تبقى . فبعد الانهيار السياسي والانهيار المالي والاقتصادي والانهيار الاجتماعي جاء دور الانهيار التربوي بفعل انتشار جائحة كورونا واقفال المدارس والمعاهد والجامعات وعدم وجود اي خطة استراتيجية تربوية .فالطلاب في بيوتهم وهم يتعلمون عن بعد بواسطة الانترنت . والانترنت يحتاج الى كهرباء والكهرباء غير موجودة . ووزارة التربية مصرة على تمديد العام الدراسي واجراء الامتحانات ولو بسطرين وكتابة اسم التلميذ فقط ليعلن الوزير تحقيق انتصاره.
شر البلية ما يضحك …
نعم
سؤال متي يعي السياسون اننا في الاحتضار الاخير وان لبنان اذا انتهى لم تقم له قائمة
هي صرخة خوف والم ووجع وجوع وفقر وعوز
الشاعر الدكتور رجب شعلان