خبر وقع كالصاعقة في لبنان: إبنة السنة توفيت بكورونا.. هل بدأت مرحلة جديدة من المواجهة؟!

المصدر : جريدة الأخبار

لم يكن “متوقعاً” الخبر الذي أعلنه المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي، الدكتور فراس الأبيض، وفاة طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً بسبب فيروس كورونا. خبر وقع كالصاعقة قبل ساعات من موعد فتح البلاد تدريجياً بعد ثلاثة أسابيع من الإقفال. الأبيض أكد أن وفاة الرضيعة جاء بلا أي سبب «مزمن»، لافتاً إلى أنها «كانت سليمة ولا تعاني من أي أمراض قبل أن تصل بحالة حرجة إلى قسم الطوارئ لدينا، حيث لم نتمكن من إنقاذها». هذا الموت الذي أتى مفاجئاً أثار الكثير من التساؤلات حول ما إذا كان فيروس كورونا قد انتقل إلى مرحلة أخرى من المواجهة، بات معها الأطفال أيضاً معرّضين، وهم الذين كانوا حتى وقتٍ ليس ببعيد بمنأى عن مضاعفات الفيروس. فما الذي يحمله الفيروس هذه المرة من مفاجآت؟ وهل بدأت مرحلة جديدة من المواجهة؟
معدّل إيجابيّة الفحوص لا يزال مرتفعاً عند 22%

بانتظار الإجابة عن تلك الأسئلة، يواصل فيروس كورونا حصد الضحايا الذين بلغ عددهم خلال الـ 48 ساعة الماضية 121 ضحية (54 ضحية أمس و67 أول من أمس). ورغم هذا الرقم الكبير، إلا أنه بات مألوفاً خلال الفترة الماضية، وخصوصاً في ظل الأرقام الكبيرة للمصابين في غرف العناية الفائقة، والتي بلغت حتى يوم أمس 902 حالة، منها 309 موصولة إلى أجهزة التنفس. بسبب تلك الأرقام، لا يزال لبنان في قلب الخطر، وإن اتخذ القرار بالعودة إلى الحياة الطبيعية. أما أرقام عدّاد الإصابات التي انخفضت في اليومين الماضيين لتسجل 4577 إصابة، فهي نتيجة طبيعية للإقفال الذي استمر ثلاثة أسابيع، لكن ذلك لا يعني بأن الأمور بخير، وخصوصاً في ظل معدل إيجابية الفحوص الذي لا يزال مرتفعاً عند 22%. جاءت هذه الأرقام عشية العودة إلى «الحياة الطبيعية» اليوم. ولكن، على خلاف توصيات اللجنة الوزارية، لا يبدو أن هذه العودة ستكون تدريجية، لناحية عدم التزام الكثيرين بقرارات المرحلة الأولى. فمنذ يوم أمس، عادت معظم المحال والمؤسسات التجارية إلى العمل، وخصوصاً في المناطق البعيدة عن مركز العاصمة مع ضعف الإجراءات الوقائية وغياب الأجهزة الأمنية والرقابية، وبالتالي يتوقع أن ينعكس هذا الأمر في عدّاد الإصابات… بعد ثلاثة أسابيع من تلك العودة، وهو ما تتخوف منه مصادر طبية أبدت خشيتها من «العودة إلى النقطة الصفر». وتنبع الخشية من أمرين أساسيين، أولهما استهتار المقيمين بالإجراءات وضعف إجراءات الرقابة مع سرعة انفلاش الفيروس من جهة، ووصول القطاع الاستشفائي الحكومي إلى قدرته الاستيعابية القصوى وإنهاك الطاقم الطبي والتمريضي من جهة أخرى. وفي ما يخص الجهاز الطبي والتمريضي، فعدا عن الإصابات اليومية ضمن صفوفه، يفقد هذا الأخير بسبب الفيروس عدداً من الأطباء كان آخرهم الدكتور نبيل خراط الذي توفي قبل يومين. في مقابل ذلك، لا تزال المستشفيات الخاصة تتعامل مع فيروس كورونا على أنه «بزنس». وحتى الأطباء الذين يشكلون خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس نالوا نصيبهم من تعسف بعض هذه المستشفيات التي تقاضت فروقات مالية كبيرة منهم، وهو ما أشار إليه نقيب الأطباء، شرف أبو شرف، عندما قال إن «بعض المستشفيات الخاصة طلبت مبالغ كبيرة من أطبّاء أصيبوا بكورونا قبل دخولهم المستشفى»، وهو ما يرجّح أن يكون قد حصل مع الدكتور خراط، على ما تقول عائلته.